حزام ديمغرافي عربي تعمل تركيا على إنشائه على حدودها مع أكراد سوريا
نضال حمادة
تتحدث أوساط مقربة من المعارضة السورية المسلحة القريبة من جماعة “الإخوان المسلمين” السورية عن خطة تركية لإنشاء حزام ديمغرافي عربي في المناطق السورية الواقعة على الحدود مع تركيا. وقالت المصادر إن الخطة التركية تستغل مقررات أستانة التي وضعت مناطق في إدلب وحماه والغوطة ضمن خطط خفض التصعيد، وتعتمد أنقرة على المجموعات المسلحة وعوائلهم الآتين الى إدلب من كافة المناطق السورية بعد تسويات مع الجيش السوري، وتؤكد أن الأتراك نصبوا مخيمات يمكن لها استيعاب حوالي سبعين ألف عائلة، وسوف تكون هذه المخيمات نقطة انتقال لمئات آلاف السوريين النازحين من كافة المناطق السورية الى الشمال السوري، حيث تخطط تركيا لاسكانهم في منطقة عفرين شمال غرب حلب وفي منبج ومحيطها في الشمال الشرقي لسوريا، بحيث يشكل هؤلاء النازحون وغالبيتهم من العرب قوة ديمغرافية وعسكرية تواجه الأكراد في تلك المناطق.
المصادر أكّدت أن هناك قراراً تركياً بترحيل أكبر عدد ممكن من الأكراد من عفرين وريفها، وكل الذين خرجوا من الكرد من عفرين عند دخول الجيش التركي ومن معه من مسلحي المعارضات السورية المسلحة المنضوين تحتى إسم غصن الزيتون. وبناء على هذه الخطة التركية حصلت عمليات نهب وسب ممنهجة ومحضر لها بعناية لمدينة عفرين السورية، حيث تم نهب الأسواق في اليوم الأول لدخول الأتراك الى المدينة وفي اليوم التالي بدأت مجموعات منظمة تحت رايات مسلحي غصن الزيتون بسرقة المنازل ونقل كل شيء بداخلها. وشوهدت أرتال من الجرارات الزراعية والشاحنات وهي تحمل أثاث المنازل المنهوبة في عفرين. وأكدت المصادر أن الطريق الوحيد الذي يمكن لأرتال الشاحنات التي نقلت محتويات أسواق ومنازل عفرين هي طريق إعزاز – عفرين الواقعة تحت سيطرة الجيش التركي وتحت نظره. وقد حصل موقع “العهد” الأخباري على شريط فيديو حصري يظهر ارتال المسروقات تسير على طريق عفرين – إعزاز.
موقع “العهد” الإخباري حصل حصريا على مقطع صوتي تحدث فيه شقيق قائد في إحدى المجموعات المسلحة، حيث نقل عن ضابط تركي قوله إن اتفاق الأستانة يقضي بدخول الأتراك الى المناطق التي أخذها الأكراد من فصائل المعارضة السورية وسوف تدخل روسيا الى المناطق التي أخذها الأكراد من تنظيم “داعش”.
وفي السياق، علم موقع “العهد” الإخباري أن الجيش التركي والفصائل السورية الخاضعة لإمرته اقتربوا كثيرا من بلدتي نبل والزهراء في الريف الشمالي لحلب، وبحسب الأوساط، فإن الأتراك طلبوا التوقف عند أبواب نبل والزهراء بسبب توافقات سابقة بعدم دخول الجيش التركي والفصائل السورية العاملة تحت أمرته الى البلدتين، في وقت يحشد فيه الأتراك والفصائل عند تل رفعت التي يمكن أن يدخلوها من مارع، غير أن الأوساط المعارضة قللت من أهمية كلام الأتراك في هذا الأمر كون أنقرة تحتاج لاتفاق مع امريكا لدخول تل رفعت وهذا ما لم تحصل عليه لحد الآن.
وفي الطرف الآخر من ريف حلب أي الشمالي الشرقي عند مدينة منبج وبعد تهديدات أردوغان المتكررة حول نيته إحتلال المدينة، قال وزير خارجيته مولود جاويش أوغلو في تصريح ملفت يشير إلى تردد تركي في موضوع منبج “لم نقل اننا توصلنا لاتفاق نهائي مع امريكا حول منبج قلنا أننا توصلنا لتفاهمات”.
بالنسبة لمدينة عفرين، قالت الأوساط السورية القريبة من جماعة الإخوان المسلمين السورية أن تركيا عينت مجلساً محلياً لمدينة عفرين مؤلفاً من أكراد وعرب وتركمان وشركس وغالبية أعضاء المجلس من حزب “ياكيتي” الكردي المعادي لحزب العمال الكردستاني. وتعهد ضابط المخابرات التركي الموكل بمتابعة أعمال المجلس المحلي بعدم تسليم عفرين الى الدولة السورية في الوقت الحاضر.
المصدر:موقع العهد الاخباري