حقن التستوستيرون والسمنة؟
د.عادل رضا*
انتشر بالآونة الاخيرة عدد من الاخبار الاعلامية الخاطئة التي تروج لهرمون التستوستيرون كعلاج للسمنة!؟ وتم خلق حالة من الدعاية المضللة لهذا الامر لذلك وجب علينا التوضيح وازالة اللبس.
حقن التستوستيرون ليست معتمدة طبيا كدواء لأنزال الوزن وليست ضمن البروتوكول العلاجي لمرضى السمنة وخارج قائمة الادوية الخاصة بالسمنة، و هناك خلط بين مريض النقص الهرموني والشخص السليم هرمونيا.
و اعطائها للشخص السليم هرمونيا ستسبب بزيادة نسبة كثافة الدم مما يعرضه لجلطات بالمخ والقلب وكذلك بخلل بوظائف الكبد وزيادة نسبة الاصابة بسرطان البروستاتا ومضاعفات اخرى.
ان دراسات إعادة اكتشاف العجلة والترويج لما هو متوقع وإعادة ما تم اثباته منذ عشرات السنوات من جديد وإعادة تأكيد ما هو منطق وما هو متوقع فأيضا لا تثبت شيئا جديدا خاص تحديدا بالسمنة , فالتعويض الهرموني لأصحاب النقص الثابت الموثق من الطبيعي ان يستعيد الجسم حالته الطبيعية بعد التعويض الهرموني ليس فقط بهرمون التستوستيرون بل أيضا هذا بمرضى نقص الغدة الدرقية و لكن ذلك لا يستدعى إعطاء الأشخاص الاصحاء هرمونيا اذا صح التعبير جرعات دوائية هرمونية لأن بذلك ستتم صناعة خلل اكبر و اضطراب أوسع و ضرب بالعملية التنظيمية للتخاطب الكيميائي داخل الجسم.
وعلينا أن نعرف ان الدراسات ليست بروتوكولات علاجية معتمدة وهناك دراسات موجهة للترويج الدعائي والتجاري تقوم بها
“بعض شركات الادوية” لذلك ليس كل ما يتم نشره من دراسات يتم احترامه وأيضا هناك دراسات تتناقض فيما بينها وتقدم نتائج متعارضة وأيضا علينا العلم ان هناك عوامل إحصائية معقدة حاكمة للدراسات مثل حجم العينة ونوع الدراسة ودرجة قوتها وأيضا درجة الموثوقية للمجلة المنشور بها الدراسة وهذه كلها يعلم بها الاستشاريون المختصون.
لذلك الكلام عن دراسات من هنا وهناك ليس له قيمة لأنها ليست مدرجة بأي بروتوكول علاجي، وهناك من يتحدث عن مضاعفات السمنة ويربطها بدواء غير معتمد للعلاج وهذا تدليس طبي وفقدان للمهنية الحرفية المطلوبة وتتحرك خارج إطار اخلاقيات المهنة.
*طبيب باطنية وغدد صماء وسكري
كاتب كويتي بالشئون العربية والاسلامية