الملتقيات و تكاذب الملتقين!
عبداللطيف مهنا
يلتقي الآن تحت رعاية مصرية في القاهرة أربعة عشرة فصيلاً فلسطينيا، هي ما تدعى فصائل المنظمة مضاف إليها حماس والجهاد الإسلامي، وإن شئنا الدقة، تلتقي هناك فتح /السلطة وحماس ومعهما اثني عشرة فصيلاً.. فرادة هذا الملتقى هي في كون جدوله، وهو معروف لكم، هو جوهراً ذات ما تنادت من أجله سائر الملتقيات العديدة السابقة، ولذات الملتقين، وفي ذات المكان.. هل منكم أحداً يتذكَّر عددها؟!
وإن شئتم فبإمكانكم أيضاً إضافة ملتقيات أخرى من جنسها.. مكة المكرمة، وصنعاء، والدوحة، وغزة، وبيروت، وحتى اسطنبول.. واستطراداً، لا تبخسوه، وهو آخرها، حق مشاركته سابقاته ذات تفرُّدها التليد، لجهة ذات الهوبرة والعراضة الوحدوية التصالحية التي تسبقها، وتليد التكاذب المعتاد إبانها، وعين ذات التوافق الذي ينساه متوافقوه فور انفضاض ملتقياتها..
الفلسطينيون، وأعني ما خلا الملتقين، مترعون بمرارات هذه المرحلة التصفوية الأخطر التي تواجهها قضيتهم ووجودهم الوطني برمته، ولا أظن أن أحداً منهم ينتظر من هكذا ملتقيات تحكمها ذات الأدوات والمسارات ارتفاعاً يداني مستوى ما يواجهها..
ولو وجدت ما يدفعني كفلسطيني للكتابة عن هذا الذي هو آخرها، لوجدتني أعيد ما كتبته حول أولها.. المشكلة ليست في جداولها وإنما في مكان آخر يعيه الفلسطينيون ويزوَّر عنه تكاذب الملتقين..
على مدى أيام ما بين الرابع والسادس من تشرين ثاني/ نوفمبر العام 2007 عقد في دمشق “ملتقى المثقفين العرب والفلسطينيين”، و كمشارك كانت لي مداخلة لو أنها قيلت اليوم وليس الأمس، لأعدتها حرفياً، ولما وجدت ما أضيفه إليها، وعليه، وإزاء هذا الملتقى القاهري الأخير إعيد نشر تلك المداخلة نصاً عبر الرابط