أقلام الوطن

العنصرية الصهيونية تتعمق وجبهة الأبرتهايد خطيرة ومهمة جدا…..!

نواف الزرو

نواف الزرو*

 

حينما نقول ونوثق ان المجتمع الصهيوني برمته عنصري فاشي من اقصاه الى اقصاه، فذلك ليس فيه مبالغة، فقد وثقها أيضا الرئيس الأسبق للكنيست أفراهام بورغ حينما قال:”إن  الصهيونية اليوم تعني شيئا واحدا فقط: العنصرية-القدس العربي”:  2020-3-23″. وحينما نستحضر مقولاتهم و ادبياتهم و تطبيقاتهم وجرائمهم على الأرض ضد الشعب العربي الفلسطيني، فإنه يتبين لنا اننا في مواجهة اكبر واخطر “دولة ارهابية على وجه الأرض، تستمد افكارها من قادتها و حاخاماتها، ومن مناحيم بيغن رئيس الوزراء الإسرائيليّ الأسبق الى نتنياهو رئيس الوزراء الحالي، مرورا بكافة رؤساء وزاراتهم ووزائهم وكبار الجنرالات والمسؤولين لديهم، مرورا بكافة الاحزاب واعضاء الكنيست على مدى عمر ذلك الكيان، ويمكننا القول إن السياسات الاجرامية الصهيونية ما هي إلا تطبيقا لقول مناحيم بيغن التالي: “اليهود أسياد العالم، نحنُ اليهود آلهة على هذا الكوكب، نحنُ نختلِف عن الأجناس السُفليّة مثل اختلافهم عن الحشرات، في الواقع، إنّ الأجناس الأخرى مُقارنةً مع جنسنا تُعتبر بهائم وحيوانات، أوْ ماشية في أحسن الأحوال، الأجناس الأخرى هي كالفضلات البشريّة، قُدّرَ لنا أنْ نحكم الأجناس السُفليّة، سوف يحكم قائدنا في مملكتنا الدنيويّة بقبضةٍ من حديدٍ، وستقوم الشعوب بلعق أقدامنا وخدمتنا كالعبيد” ( من خطاب ألقاه مناحيم بيغن في الكنيست الإسرائيلي، ونشره الصحافيّ التقدّمي الإسرائيليّ، أمنون كابيليوك، في كتابه (نيو ستيتمان)، في الـ25 من حزيران (يونيو) من العام 1982).

وما بين زمن بيغن وزمن نتنياهو اليوم فإن هذه الخلفية الفكرية السياسية الايديولوجية هي التي تحكم السياسات الصهيونية،، وليس من المتوقع طبعا في يوم من الايام أن تتغير هذه السياسات الراسخة لديهم.

وفي هذا السياق العنصري الصهيوني، أطلق المركز الإسرائيلي لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة “بتسيلم”، على “إسرائيل” وصف “دولة فصل عنصري (أبارتهايد)”، وذلك لأول مرة، رافضا “النظرة السّائدة إلى “إسرائيل” كدولة ديمقراطيّة تدير في الوقت نفسه نظام احتلال مؤقت”، وذلك في “ورقة موقف”، صدرت عنه الثلاثاء- وكالات-: 12/01/2021 ، وعلّلت المنظمة الحقوقية الإسرائيلية في “ورقة الموقف” قرارها (أن إسرائيل دولة فصل عنصري) بأن “النظام الإسرائيلي يسعى إلى تحقيق وإدامة تفوق يهودي في المساحة الممتدة من النهر (الأردن) إلى البحر (الأبيض المتوسط)”، في إشارة إلى أرض فلسطين التاريخية.وقالت المنظمة الحقوقية الإسرائيلية إنه “في كل المنطقة التي تسيطر عليها إسرائيل- داخل الخط الأخضر وفي الضفة الغربية وشرقي القدس وقطاع غزة – يقوم نظام واحد يعمل وفق مبدأ ناظم واحد: تحقيق وإدامة تفوق جماعة من البشر (اليهود) على جماعة أخرى (الفلسطينيين”.

وعلقت الكاتبة إيلانا همرمان في هآرتس 2021-1-15 على هذه الورقة قائلة: “إنها دولة “أبرتهايد”: يجب محاربة إسرائيل اقتصادياً وثقافياً”، مضيفة:”مفهوم «احتلال»، الذي يسري على الضفة الغربية، لم يعد يلائم الواقع. ما يحدث في «المناطق» لا يمكن فهمه اليوم بصورة منفصلة عما يحدث في كل المناطق التي توجد تحت سيطرة إسرائيل”، موضحة:” توثق هذه الوثيقة بالوقائع والتحليلات المجالات الأربعة التي يهندسها هذا المبدأ، جغرافياً وسياسياً، حياة كل الـ 14 مليون شخص الذين يعيشون على جانبي الخط الأخضر، نصفهم يهود ونصفهم فلسطينيون:

1- سيطرة على الأرض: «تهويد تدريجي للمنطقة على حساب السكان الفلسطينيين، عن طريق الطرد والاستغلال والمصادرة وهدم البيوت وتفضيل الاستيطان اليهودي استناداً الى سلسلة طويلة من القوانين والإجراءات”.

2- المواطنة: «كل اليهود في العالم، أحفادهم وأزواجهم، يحق لهم التجنس في إسرائيل، في حين أن الفلسطينيين لا يمكنهم الهجرة الى الأراضي التي تقع تحت سيطرة إسرائيل، حتى لو كانوا هم وآباؤهم وأجدادهم ولدوا أو عاشوا فيها”.

3- حرية الحركة: «المواطنون الإسرائيليون يحظون بحركة تنقل حرة في كل المنطقة التي تقع تحت سيطرة إسرائيل (باستثناء قطاع غزة) ويمكنهم الخروج من الدولة والعودة إليها كما يريدون. الرعايا الفلسطينيون في المقابل (في المناطق) يحتاجون الى تصاريح خاصة من إسرائيل من أجل الانتقال من وحدة الى اخرى (احياناً ايضاً داخل الوحدة نفسها)، وسفرهم الى الخارج مشروط بموافقة إسرائيل “.

4- مشاركة سياسية: «ملايين الفلسطينيين الذين يعيشون في المناطق التي احتلت في العام 1967 لا يستطيعون المشاركة في النظام السياسي الذي يسيطر على حياتهم والذي يحدد مستقبلهم. ليس عن طريق الانتخابات وليس بوساطة الحق في حرية التعبير وتشكيل منظمات”.

ولذلك نوثق استنادا الى هذه الورقة-الوثيقة الهامة لجمعية بتسيلم وغيرها الكثير من الوثائق والشهادات:

ربما تكون جبهة العنصرية والتمييز العنصري الذي تمارسه مؤسسات الدولة الاسرائيلية ليس فقط ضد عرب 48 بل أيضا ضد كل الشعب العربي الفلسطيني على امتداد مساحة فلسطين من اهم واخطر الجبهات والملفات غير المستثمرة عربيا إعلاميا وسياسيا  كما يجب، ذلك ان العالم قد ينتبه الى هذه الجبهة اكثر من غيرها نظرا لسطوة مفاهيم وقيم الحريات العامة وحقوق الانسان ، فالى جانب الاحتلال الاسرائيلي بكافة أعبائه واثقاله وتداعياته على كافة مجالات الحياة الفلسطينية وما لذلك من مكانة في القرارات الاممية، الا ان قصة “الابرتهايد-التمييز” تنطوي على اهمية مختلفة كما تابعنا ما جرى في جنوب أفريقيا وفي أماكن اخرى في العالم مثلا، و”اسرائيل” تحتل بامتياز قمة هرم الدول التي تقارف التمييز العنصري.

ولذلك أيضا .. نحث كافة المؤسسات العربية المعنية بمناهضة سياسات التمييز العنصري الابرتهايدي على ان تتحمل بدورها مسؤولياتها القانونية /الحقوقية / الانسانية /الاعلامية وان تتحرك من أجل تدويل قضية العنصرية الابرتهايدية الإسرائيلية ضد ملايين العرب في فلسطين، وأن تعمل على تعميمها على أوسع مساحات اممية ممكنة .

وهذه مسؤولية تاريخية منوطة بالمؤسسات القانونية الحقوقية / الانسانية العربية على امتداداتها الجغرافية عليها أن تقوم بها بلا تأخير أو تقاعس ، لان التاريخ لن يغفر لها في نهاية الامر…!

Nzaro22@hotmail.com

نواف الزرو

-اسير محرر امضى احد عشر عاما في معتقلات الاحتلال الاسرائيلي ، حكم بالمؤبد مدى الحياة عام 1968 وتحرر في اطار صفقة تبادل الاسرى عام 1979 . - بكالوريوس سياسة واقتصاد/جامعة بير زيت-دراسة من المعتقل. - كاتب صحفي وباحث خبير في شؤون الصراع العربي - الصهيوني

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *