اللحظات الأخيرة من إعدام باتريس لومومبا و إغتيال الحلم الأفريقي ..
موضوع متكامل عن الإعدام البشع للثائر الماركسي الأفريقي باتريس لومومبا على يد الإستعمار .. و عملية الكومندوز العسكرية للقوات الخاصة المصرية في الكونغو لإنقاذ عائلة لومومبا وتهريبهم الى مصر رغم أنف الجيش البلجيكي و الفرنسي و البريطاني .. حيث نشأ و تربى أطفال لومومبا في أحضان جمال عبد الناصر الذي اعتنى بهم و رباهم مع أطفاله ..
….
پاتريس لومومبا هو مناضل ماركسي من الكونغو ، أصبح أول رئيس وزراء منتخب في تاريخ الكونغو ما بين آخر أيام الإحتلال البلجيكي لبلاده وأول أيام الاستقلال .
….
حادثة حفل الإستقلال :
حدثت أزمة سياسية بين الكونغو وبلجيكا يوم الإستقلال ، ففي 30 يونيو 1960 حضر ملك بلجيكا بودوان ورئيس وزرائه وكذلك رؤساء من الدول الأفريقية و بعض الشخصيات الأوربية إلى الكونغو لحفل إعلان الإستقلال .
تقدم رئيس وزراء البلجيك لألقاء كلمتة فمنعه لومومبا بحجة ان اسمه غير وارد في قائمة المتكلمين فأمتعض رئيس الجمهورية كازا فوبو من هذا التصرف ، فقام ملك بلجيكا وألقى كلمة قال فيها “ان بلجيكا ضحت بشبابها واموالها الطائلة من اجل تعليم الشعب الكونغولي ورفع مستوى اقتصاده، وحذر الوطنيين الكونغوليين بعدم اتخاذ إجراءات متسرعة أو غير مدورسة تؤدي إلى تدمير المدنية التي خلفها البلجيكيون لهم”.
فأغضب ذلك الكونغوليين واعتبروا حديث ملك بلجيكا مهينا لهم ويفتقر إلى اللياقة، فقام لومومبا واتجه إلى المنصة فقاطع الملك البلجيكي بخطاب أطلق عليه خطاب “الدموع والدم والنار” قائلا :”أيها المناضلون من أجل الاستقلال وأنتم اليوم منتصرون، أتذكرون السخرية والعبودية التي فرضها علينا المستعمر؟ أتذكرون إهانتنا وصفعنا طويلا لمجرد أننا زنوج في نظره؟ لقد استغلوا أرضنا، ونهبوا ثرواتنا، وكان ذلك بحجج قانونية.قانون وضعه الرجل الأبيض منحازا انحيازا كاملا ضد الرجل الأسود .
لقد تعرضنا للرصاص والسجون وذلك لمجرد أننا نسعى للحفاظ على كرامتنا كبشر” .
..
وهنا ساد صمت مطبق ما عدا همس بين ملك البلجيك ورئيس وزرائه الذين عزموا على قتل لومومبا ، فبعد ثلاثة أيام فقط بعد هذه الحادثة دخل جيش بلجيكي الى الكونغو عن طريق مصب نهر زائير ووصل الى العاصمة كينشاسا وفي نيته تنفيذ خطة مبيتة ضد لومومبا .
….
تم القبض على لومومبا مع اثنين من أهم رفاقه هما : نائب رئيس مجلس الشيوخ الكونغولي جوزيف أوكيتو ، ووزير الإعلام موريس موبولو ، بعد ذلك امر موبوتو بسجن لومومبا ثم سلمه فوراً الى الجيش البلجيكي وتم نقلهم إلى سجن بلجيكي في سيارة جيب يقودها ضابط بلجيكي .
…..
الإغتيال :
في تاريخ 17 يناير 1961 حوالي الساعة العاشرة ليلاً، دُفع بالسجناء-لومومبا ورفاقه- في سيارة من الموكب المؤلف من أربع سيارات أمريكية وسيارتي جيب .
انعطف الموكب نحو اليمين تجاه مفرق الطريق القريب، وبعد عدة مئات من الأمتار، أخذ مساراً ضيقاً إلى اليسار، يؤدي إلى الطريق الذي يصل لوانو باليزابتفيل. انطلقت السيارات الأمريكية بسرعة، وصل الموكب إلى فسحة في الأراضي المشجرة . كانت الساعة العاشرة وخمسة وأربعين دقيقة ليلاً ؛ استغرقت مسافة الخمسين كيلومتراً أقل من 45 دقيقة من السجن .
كانت البقعة منارة بالأضواء الأمامية لسيارة الشرطة التي كان يسوقها المفوض البلجيكي فرشير ، والتي وصلت أولاً . كانوا ينتظرون بقية الموكب . جرى اختيار تسعة من رجال الشرطة إضافة إلى الجنود التسعة للتنفيذ . كانت هناك شجرة مهيبة ترتفع إلى 10 أمتار ويبلغ قطرها 80 سنتيمتراً . لم يجد الجنود كثيراً من المشقة في حفر القبر لأن التربة كانت رملية ومفككة . خرج الجميع من سياراتهم وانضموا إلى الشرطة .
أُخرج السجناء من السيارة . كانوا حفاة لا يرتدون سوى بناطيلهم وستراتهم . أزال فرشير قيودهم ، وسار وراء لومومبا الذي سأله : ستقتلوننا ، أليس كذلك ؟ رد فرشير ببساطة : نعم. تقبل لومومبا بجرأة إعلان موته الوشيك . وقف السجناء الثلاثة على الممر يحيط بهم الجنود ورجال الشرطة ، كانوا قد تحملوا الضرب في الساعات السابقة . أخبرهم فرشير بأنهم سيطلقون عليهم الرصاص، وأعطاهم الوقت ليتلوا صلواتهم . لومومبا رفض العرض . في تلك الأثناء، استعدت فرقة إطلاق النار الأولى المكونة من جندين يحملان بندقيتين وشرطيين برشاشين، ويبدو أن أحداً ترنم بلحن محلي .
أخذ فرشير جوزف أُكيت إلى الشجرة ، وأوقف عندها . اتكأ أُكيت على الشجرة ووجهه نحو فرقة القتل المستعدة على بعد 4 أمتار . وانهمر وابل قصير من الرصاص ، سقط على أثره نائب رئيس مجلس الشيوخ السابق ميتاً . وجاء دور موريس مُبُل ، أُسند إلى الشجرة ، وكانت جولة جديدة من الرصاص من فرقة أخرى أسقطته أرضاَ . وأخيراً أقتيد لومومبا إلى طريق القبر ، كان صامتاً ، ولم يبد أية مقاومة ، واجه زمرة القتل الثالثة ووابل هائل من الرصاص ، وأصبح جسد رئيس الوزراء السابق كالغربال لكثرة ثقوب الرصاص .
بعد التنفيذ ، كانت الأرض قد امتلأت بنحو نصف كيلوغرام من الرصاصات الفارغة . بعد سبع وعشرين سنة ، كانت الشجرة لا تزال مثقبة بالرصاص . أنجزت العملية كلها بحوالي خمس عشرة دقيقة .
وتم التخلص نهائيا من الجثث بعد أربعة أيام بتقطيعها إلى قطع صغيرة وإذابتها في حمض الكبريتيك . ونفذ هذه المهمة ضابط شرطة بلجيكي اسمه جيرارد سويت ، وكان الحمض في شاحنة مملوكة لشركة تعدين بلجيكية . وقد اعترف سويت بذلك في لقاء تلفزيوني أجري معه عام 1999 ، وقال إنه احتفظ باثنين من أسنان لومومبا كـ”تذكار” لسنوات عدة ، ثم تخلص منهما بإلقائهما في بحر الشمال .
قتله البلجيكيون في يناير 1961 بعد سنة واحدة من توليه الحكم لتأثيره على مصالحهم في الكونغو .
….
مصير عائلته :
تم حماية عائلته من القتل عن طريق الفوج المصري التابع للأمم المتحدة الذي ساعدهم وهربهم بأوامر من جمال عبد الناصر وكان هذا قبل إلقاء القبض على لومومبا .
….
الحصار والتهريب :
حاصرت قوات موبوتو منزل لومومبا قبل هربه فذهب عبد العزيز إسحاق وهو صديق شخصي للومومبا في بداية العام 1961 إليه بسيارة جيب تابعة للأمم المتحدة ، يرافقه سعد الدين الشاذلي وكان قائد الفرقة المصرية فى قوات حفظ السلام ، كانت الساعة حوالى السابعة مساءا ، وفى غفلة من هذه القوات تم تهريب أبناء لومومبا جميعا فى السيارة الجيب ، وتوجهوا إلى أحد المباني التي كانت تابعة لمصر في الكونغو وقضوا الليلة هناك .
…
كان مع عبدالعزيز إسحاق جواز سفر مزور على أنه متزوج من إفريقية ، وكان مثبت فى جواز السفر أن أبناء لومومبا هم أولاد عبدالعزيز ، وأطلق عليهم أسماء عربية فكان اسم باتريس الإبن مثلا هو عمر ، كما أن صور أبناء لومومبا في الجواز كانت مهزوزة قليلا ، وكان ذلك مقصودا حتى لا تتضح معالم وجوههم بالضبط، وأمر إسحق أبناء لومومبا أن يمثلوا بأنهم نائمون حتى إقلاع الطائرة وتوجهت السيارة إلى المطار .
…..
في المطار :
رتب سعد الدين الشاذلي فرقتين صاعقة ووضعهما فى المطار باعتبارهما من قوات الأمم المتحدة التى تشارك فيها مصر ، وأعطى الشاذلي أوامره بأن يهربوا عن طريق المطار -الذي كان خاضعا لسيطرة الأمم المتحدة وقوات موبوتو- مهما كلف الأمر .
في المطار كان أحد من المفتشين فى المطار يدقق في جواز سفر عبدالعزيز إسحاق “وأبنائه”، فساوره الشك وصاح : “مستحيل أن يكون هؤلاء أولاد هذا الرجل”، وطلب رؤيتهم قبل صعودهم إلى الطائرة، فرد عليه عبد العزيز إسحاق، بأن الأولاد ناموا ولا يمكن أن يتم إيقاظهم، كان إسحاق يتحدث بثقة كبيرة، وحوله ضباط مصريون مما ساعد فى إرباك الموظف وأخلى سبيلهم، ومر الموقف وأقلعوا بالطائرة، ومع الإحساس بالأمان استيقظ الأطفال من تمثيلية النوم .
….
واصل باتريس الإبن سرد قصة تهريبه وإخوته من الكونغو إلى مصر قائلا : طارت الطائرة من الكونغو ونحن لا نعرف إلى أى مكان نحن ذاهبون إليه، وكنا نطمئن فقط إلى وجود عبد العزيز إسحق، لأنه صديق الوالد، وأذكر أن الرحلة استمرت طويلا، ونزلنا إلى الجزائر ترانزيت حوالى ساعتين أو ثلاثة، ومن الجزائر واصلنا الرحلة إلى برشلونة فى أسبانيا وفيها استمر الترانزيت حوالى يوم، ثم ذهبنا إلى سويسرا يومين إلى ثلاثة، ومن سويسرا أخذنا الطائرة إلى المصرية .
فى مطار القاهرة نزل أبناء لومومبا الثلاثة، فرانسو وباتريس وجوليانا، وبقيت الأم إلى جوار الوالد، بالإضافة إلى ابن رابع هو رولا وكان عمره عامين، وبعد مرور سنة تقريبا جاءت الأم ومعها رولا إلى القاهرة، ويستكمل باتريس سرد باقي قصة تهريبهم إلى مصر قائلا، أنهم وفور نزولهم إلى أرض المطار حضر مندوبون من رئاسة الجمهورية وصحفيون، ويضيف : “توجهنا على الفور إلى منزل عبد العزيز اسحق لأننا لا نعرف لغة عربية، ولا نعرف أحدا فى مصر، وفضل الرئيس جمال عبد الناصر أن نبقى عند إسحق حتى نتعلم العربية، وطبعا هو كان صديق الوالد”.
….
كانت شخصية عبد العزيز إسحق هي الطرف المصري الأصيل فى القصة، فهو الذي قاد عملية التهريب وصاحب خطتها، وهو الذي استضاف أبناء لومومبا فى منزله، وعنه قال باتريس الإبن : “هو كان صديق والدي وعمل الرابطة الأفريقية الموجودة فى الزمالك، كان بيسافر أفريقيا كتير، وكانت علاقته قوية بقادة حركات التحرر الأفريقية، وفي الفترة التى قضيناها في منزله شاهدت عنده الكثير من هؤلاء القادة أذكر منهم جوش نكومو، وكنا نذهب معه أحيانا إلى الرابطة الأفريقية فنشاهد عشرات اللاجئين السياسيين من أفريقيا وهم يلتقون به، وبقينا على هذا الوضع عامين حتى استأجر لنا الرئيس جمال عبد الناصر فيلا مستقلة انتقلنا إليها للعيش فيها.
…
أصبح أبناء لومومبا في مصر في رعاية أب ثانٍ هو جمال عبد الناصر ، الذي استطاع أن يتابع معهم دور الأب ..
يقول باتريس الإبن : “كان جمال عبد الناصر يعاملنا معاملة أب لأبنائه، يسألنا عن كل شىء يقول لنا، اتفرجوا يا ولاد سينما، العبوا الكرة يا ولاد، وبعدين لما كان خالد وعبد الحميد وعبد الحكيم وهدى ومنى يروحوا المعمورة فى الصيف نروح معاهم، وأمنا السيدة العظيمة تحية (زوجة عبد الناصر) تجهز لنا الأكل والسندويتشات، وترعانا مفيش فرق بين الكل، وبالمناسبة كان أخي فرنسوا يلعب الكرة فى فريق الزمالك فى جيل فاروق جعفر لكنه لم يستمر، المهم أن معاملة الرئيس عبد الناصر كانت معاملة أب بجد، وفى متابعته لدروسنا كان عنده اهتمام قوي بأن نتعلم لغة عربية، ولو وجد أحد من إخوتي ضعيف في اللغة العربية أو أي مادة أخرى، كنا نجد على الفور مدرس يأتي إلى المنزل للشرح، لكن كان هو حريصا بالذات على اللغة العربية .
كان تأكيد باتريس الإبن على أن عبد الناصر كان حريصا جدا على تعليمهم اللغة العربية لافتا .. يقول باتريس : “لا أعتقد أنها كانت فقط لأننا نعيش في مصر، وهذا ما كنت أتصوره وقتها، لكن لما كبرت وعدت إلى بلادي فهمت أن تعليمنا اللغة العربية وحرص جمال عبد الناصر على ذلك ربما يكون له أسباب أخرى مهمة، ففي بلادي تقربني اللغة من كل ما هو مصري، وأكيد كان الرئيس عبد الناصر عنده بعد نظر فى أنه هو متأكد أننا سنعود فى يوم من الأيام إلى بلدنا، ويا سلام لما نعود واحنا بنتكلم عربي، أكيد أنها ستعود بالفائدة فى العلاقات مع مصر”.
…….
يقول الفريق سعد الدين الشاذلي عن دور القوات المصرية في الكونغو :
…
كانت القوى الاستعمارية وعلى رأسها أمريكا لا يريحها أى تواجد مصري فى أفريقيا، ولهذا لم يستريحوا لوجود مصريين فى الكونغو حتى وإن كانت تحت لافتة الأمم المتحدة، وقالوا كلاما ضدنا مثل أن مصر تسعى إلى الهيمنة على أفريقيا، وكان هذا الكلام مدعوما من أمريكا وبلجيكا باعتبارها دولة الاستعمار فى الكونغو، المهم أنني كنت أحمل معي كتبا مصرية كثيرة، وليعرف الجميع أن الوضع هناك كان متخلفا إلى أبعد مدى، فلم تكن هناك هياكل دولة ولا يوجد تعليم، وفى هذه الأجواء كنت أقوم بتوزيع الكتب التى معي والتى تأتيني من مصر بطريقة ما .
إن الكتيبة المصرية كان لها فعل السحر، فأي مجموعة من الكونغوليين كانت تجلس معنا كانت تتعامل على أساس أننا من عند جمال عبد الناصر، ومهما وصفت لن أستطيع أن أنقل مدى السحر الذي كان يحدثه اسم جمال عبد الناصر فى أفريقيا، وأذكر أن وسائل التحرش ضدنا كانت متنوعة، فنحن كنا فى منطقة مواجهة لبلدة بانجي في أفريقيا الاستوائية، وكان الاستعمار الفرنسي قائما هناك، وكان المرور بين أفريقيا الاستوائية والكونغو يمر عبر المعبر الذي توجد فيه فرقتنا، وكان الفرنسيون يطلقون الطائرات على ارتفاع منخفض علينا بحجة مسح المكان، لكنه في الحقيقة كان نوعا من استعراض القوة خاصة وأن هذا الإجراء كان يتم على الكتيبة المصرية فقط، وليس كتائب أخرى موجودة معنا .
…
يقول خالد ابن جمال عبد الناصر :
“كنا عائلة واحدة، لا يشعر أحد منا أن الآخر غريب عنه، أخوات يعني، لما كنا نذهب للبحر فى الإسكندرية، وفي البحر ننسى كل شىء، فتنادي أمي الله يرحمها، “يا باتريس جوعتم ولا لسه، ولما نتشاقى نتعاقب جميعا، كنا نعرف أننا أخوات، وحكاية الأخوات أخذت وقتا علشان نعرف إحنا أخوات ليه”.
تنوعت حكايات الذكريات لخالد لتشمل أشياءً كثيرة، كان من بينها ما ذكره خالد حول أنه بعد دخوله الجامعة طلب من جمال عبد الناصر أن يتم تخصيص مصروف له، فطلب منه الوالد أن يسأل زملاءه عن مصروفهم، فذهب خالد إلى صديقه إسماعيل ليسأله، فقال له إنه يحصل على 8 جنيهات فى الشهر، وأراد خالد أن يزودها شوية فقال له إن زملاءه يحصلون على 2 جنيه فى الأسبوع، ولأن الشهر فيه أربعة أسابيع، يعني هيبقى فيه يومان فى الشهر يمكن يرفعوا قيمة المصروف جنيها مثلا أو أقل حاجة بسيطة، كان خالد يحكي وضحكته تجلجل، لكن عبد الحميد نقلها إلى قصة أخرى، قال عبد الحميد، “أسرة لومومبا كان لها مخصصات تابعة لرئاسة الجمهورية، وظلت كما هي حتى تقلصت تدريجيا فى عصر السادات”، التفت عبد الحميد إلى خالد قائلا، “فاكر يا خالد لما موبوتو ( رئيس الكونغو، وكانت تسمى فى عهده زائير) جاء لزيارة مصر فى أواخر السبعينيات أيام السادات، أيه اللي حصل؟، يرد خالد، حصل فرض إقامة جبرية على أسرة لومومبا طول فترة الزيارة، فقمنا أنا وعبد الحميد وعبد الحكيم بشراء وجبة طعام فاخرة لإرسالها لهم حتى لا يشعروا بأن هناك تقصيرا فى حقهم”.
…
و يتحدث باتريس الإبن عن عودتهم إلى بلادهم واستقرارهم فيها، وتولى شقيقه قيادة حزب، وشقيقته وزارة الثقافة، وهو على ما أذكر فى مجال سياسي بارز .
عاد الأبناء إلى مناصب رفيعة في بلادهم، وفى وجدانهم وعقلهم مصر التي أعطتهم، وإذا وضعنا ذلك إلى جوار ما ذكره مفتش الشرطة الأوغندية الذي جاء إلى مصر حتى يجمع ذكريات والده الذى قاد حركة تحرير أوغندا من الاستعمار ، وجاء إلى مصر عبد الناصر سائرا على قدمه وساعدته مصر، وإذا وضعناه أيضا إلى جوار ما ذكره رئيس الوزراء الكيني الذى عاش مع والده فى حي الزمالك أثناء قيادة الوالد للنضال من أجل استقلال كينيا ومنحه عبد الناصر المساعدات .
المصدر:شبكة ناصر الإخبارية