حين ينطق القلم

الوعي كاشف العورات … فليستر كل منا عورته

بشير شريف البرغوثي
بشير شريف البرغوثي

بشير شريف البرغوثي

 

“الوعي الوطني” هو الوحيد القادر على تكوين رأي عام وطني متماسك.
في فلسطين لا توجد أي قوة منظمة تريد ذلك الآن
الوعي كاشف العورات … فليستر كل منا عورته بما شاء أو بما استطاع.
الوعي يتطلب الإطلاع على الحقائق و لا أحد من كهنة “الحجب” و كتّاب الطلاسم يمكن أن يكشف طلاسمه
الوعي يتطلب الأدب في الحوار و الحجاج ولا أحد قادر على تربية أولاده – فأولى ان يعجز عن تربية أولاد الشوارع
الوعي يتطلب الرزانة و الهدوء و الجميع يريدون مكبرات صوت و أفواه كبيرة.
الوعي نور و عشاق الظلام هم من يقبضون على مقابس عقولنا.
الوعي يتطلب سهر الليالي في البحث و القراءة و كل واحد لا يريد حوله أناسا مطلعين بل يريد أشخاصا “على مقاس عقله”
الوعي تتبعه حركة الجماهير و كل القوى لا تريد تحرك الجماهير بل النخب الموالية لأن ضبطها أسهل.
الوعي يتطلب نبذ الفتنة .. و ليس نبش أسبابها أثناء دك العدو لبيوتنا دون حماية.
الوعي يعني أن الحكم يعني دفع الصولة عن الشعب .. يعني شل الطيران المعادي ولا أحد يريد ذلك الآن لأن الوعي على العقيدة القتالية العربية الإسلامية يعني :دفع الصولة المعادية و قتال العدو عسكريا … فمن من مصلحته إسقاط عقيدة يوشع بن نون في إحراق البلاد و العباد؟
الوعي يتطلب وجود عقل سياسي مركزي للشعب الواحد … وهذا ما لا يريده من لا عقل لهم إلا أفواههم الكبيرة
الوعي يتطلب توحيد مفاهيم و مضامين التقدم و التراجع و الإنجاز و عوامل الفشل و النجاح و معنى و مضمون النصر و الهزيمة و هذا ما لا يريده أي قائد الآن
لذلك كان لا بد من الجعجعة و مكبرات الصوت و الصوت العالي
قلت في البداية إن الجولة الأخيرة لن تكون الأخيرة فلها ما بعدها كما كان لها ما قبلها .. ذلك إذا كنا نؤمن حقا لا قولاً أن صراعنا هو صراع وجود لا حدود.
كنت مؤدبا حينها بحيث لا أشير إلى الرابحين و الخاسرين ومع ذلك طلع الجعجاعون من كل حدب و صوب …
صبرا ستعرفون بعد أيام أن اسوأ استثمار بعد استثمار أوسلو / مقايضة الإنتفاضة بالسلطة هو استثمار الجولة الحالية
باختصار : أنجزت كل دولة عربية ما يخصها و أنجزت بعض الحركات عودة آمنة إلى ساحات كانت مقيدة فيها و أنجزت إيران تفعيل مفاوضات المفاعل و أنجزت تركيا الكثير .. سوريا وحدها أشار لها البعض ولكن حماس مثلا لم تعترف بدورها بل شكرت إيران فقط !
لا بأس .. ذلك لا يضير سوريا و لا جهاد جبريل و لا عماد مغنية و لا عرفات الذي غطى فاتورة فشله بحياته
الثورات أجدى استثمار … عائد الدم عال جدا طالما الأمر يتعلق بتوزيع غاز المتوسط الهائل.
أما شعبنا في الشتات فكل نصيبه أنه رفع رصيد بعض الحركات الإسلامية في كل الإنتخابات المقبلة ولم يحقق لنفسه شيئا و لا لفلسطين
لأن وسائل النضال عاجزة و قاصرة و كل عمادها مكبر صوت و مظلات للقيادات كي لا تلفحها شمس الأغوار !
الرحمة للشهداء و الشفاء للجرحى و إلى الجولة القادمة لعل و عسى ..
من ضحى بشبابه و عمره يعرف انها ليست لنا أما الأغرار فسوف تعلمهم التجارب بعد أن يضحوا بأعمارهم و يفنوا شبابهم في اختراع العجلات التي تدور في مدارات الأنظمة.

بشير شريف البرغوثي

بدأ الكاتب بشير شريف البرغوثي حياته المهنية مترجما و محللاً سياسياً و باحثاً في دار الجليل للنشر و الدراسات و الأبحاث الفلسطينية في العاصمة الأردنية عمان و خلال الفترة من سنة 1984-1989 صدرت له عن تلك الدار عدة كتب و أبحاث باسمه أو باسم الدار و تميزت كلها بالريادة و استشراف الأحداث و كان كتاب " إسرائيل عسكر و سلاح " سنة 1984 أول من أوائل الدراسات العربية حول خطورة تمدد المجمع الصناعي العسكري الإسرائيلي في العالم. و في سنة 1986 أصدر أول دراسة شاملة عن تأثير المياه في الصراع العربي الصهيوني بعنوان " المطامع الإسرائيلية في مياه فلسطين و الدول العربية المجاورة و قد ظل هذا الكتاب سنوات طويلة مرجعا أساسيا لكثير من الدراسات و الدارسين و الساسة , و قد تنبأ فيه إلى أهمية مطالبة الفلسطينيين بتعويضات عن الاستغلال الإسرائيلي لمياههم و مواردهم الطبيعية فور ان تسنح أية بادرة تفاوض !

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *