حين ينطق القلم

بيع المنتج الثقافي أو الكتاب أشرف جدا من بيع الضمير !

بشير شريف البرغوثي
بشير شريف البرغوثي

بشير شريف البرغوثي

 

تصحيح مفاهيم شوهاء :
أن يؤلف باحث مستقل كتاباً و يتم تصنيعه حتى يصبح منتجا ثقافيا معتمدا على إمكاناته الذاتية و مغامرا بها ثم يقوم بيتسويق منتجه البحثي فهذا ليس عيباً .
العيب أن يرتمي الباحث على أعتاب المؤسسات و التنظيمات و الحكومات كي تنفق عليه من مال الجماهير والناس
العيب هو ما كان يحصل في منظمة التحرير الفلسطينية من تسجيل أسماء مراكز الأبحاث بأسماء أشخاص كي تؤول ملكيات تلك المؤسسات و منتجاتها الممولة من دم الشعب إلى شخص واحد
العيب أن لا تجد مشروعا فكريا قابلا لأن يقبل الناس عليه قراءة واقتناء … فتستجدي راتبا أو مخصصا من هنا أو هناك بحجة أنك كنت في بيروت أثناء الإجتياح مثلا … للعلم حتى ابو الريش الموسادي كان هناك أيضا … يعني المكان لا يمنح أحد شرفا و لا ميزة بل أفعاله
نعم أنا أعد الأبحاث و أسوقها .. قد أكسب أحيانا و قد أخسر غالبا لكن أجد أن خدماتي الثقافية و الفكرية تلزم بعض الناس في تخصصاتهم فأحصل على مقابل ذلك مما قد يكفي و قد لا يكفي
حفاظ الكاتب أو الباحث على استقلاليته الفكرية و تجنب الخضوع التنظيمي و الإرتهان السياسي يتطلب صبرا و كفاحا و فقرا و تحملا لكن بيع المنتج الثقافي أو الكتاب أشرف جدا من بيع الضمير ! أشرف من أن يكون الكاتب في النهار معارضا و في الليل مواليا .. أشرف من أن يكون الكاتب أو المثقف فتحاويا في الصباح و جبهاويا عند الظهيرة و دحلانيا في أول الليل و حمساويا في آخره وللحديث صلات ….

بشير شريف البرغوثي

بدأ الكاتب بشير شريف البرغوثي حياته المهنية مترجما و محللاً سياسياً و باحثاً في دار الجليل للنشر و الدراسات و الأبحاث الفلسطينية في العاصمة الأردنية عمان و خلال الفترة من سنة 1984-1989 صدرت له عن تلك الدار عدة كتب و أبحاث باسمه أو باسم الدار و تميزت كلها بالريادة و استشراف الأحداث و كان كتاب " إسرائيل عسكر و سلاح " سنة 1984 أول من أوائل الدراسات العربية حول خطورة تمدد المجمع الصناعي العسكري الإسرائيلي في العالم. و في سنة 1986 أصدر أول دراسة شاملة عن تأثير المياه في الصراع العربي الصهيوني بعنوان " المطامع الإسرائيلية في مياه فلسطين و الدول العربية المجاورة و قد ظل هذا الكتاب سنوات طويلة مرجعا أساسيا لكثير من الدراسات و الدارسين و الساسة , و قد تنبأ فيه إلى أهمية مطالبة الفلسطينيين بتعويضات عن الاستغلال الإسرائيلي لمياههم و مواردهم الطبيعية فور ان تسنح أية بادرة تفاوض !

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *