في أعقاب تصاعد انتهاكاتها …سكاي لاين تدعو مواقع التواصل الإجتماعي لمراجعة سياستها التقييدية بحق المحتوى الفلسطيني
ستوكهولم- أعربت منظمة سكاي لاين الدولية لحقوق الإنسان عن بالغ قلقها من تصاعد الانتهاكات لحرية الرأي والتعبير عبر مواقع التواصل الإجتماعي و التي تم رصدها من قبل جهات حقوقية عدة، مؤكدة على أن سياسة التقييد والملاحقة التي تنتهجها تلك المواقع يجب أن تنتهي وبشكل فوري.
وقالت المنظمة في بيان صدر عنها اليوم الأربعاء، أنها تنظر بخطورة بالغة للأرقام الصادمة التي تم توثيقها من انتهاكات خلال شهر مايو الماضي للمحتوى الفلسطيني عبر مواقع التواصل الإجتماعي، لا سيما تطبيقي “فيسبوك” و”إنستغرام”، داعية تلك الشركات لاحترام الإتفاقيات الدولية ذات الصلة وقواعد حقوق الإنسان للشركات التي كفلت حرية النشر والمشاركة دون قيود أو اشتراطات.
وبينت “سكاي لاين” إلى أن مركز “صدى سوشال” -المختص في حماية المحتوى الفلسطيني- وثّق أكثر من 770 انتهاكًا خلال شهر مايو/ أيار 2021، تعرض له المحتوى الفلسطيني عبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث أكد المركز على أن هذه النسبة من الانتهاكات هي الأعلى منذ سنوات.
وذكر مركز “صدى سوشال” بأن موقع “فيسبوك” تصّدر الانتهاكات بواقع 350 انتهاكًا، جاء بعده تويتر بواقع 250 انتهاكًا، ثم انستغرام بواقع 100 انتهاكًا، يليهم تطبيق تيك توك بواقع 50 انتهاكًا، واتساب 20 إنتهاكًا و10 انتهاكات على اليوتيوب.
وأشارت المنظمة الدولية إلى أن تصاعد الانتهاكات بحق المحتوى الفلسطيني، جاء بالتزامن مع بداية الحراك الشعبي والإلتكروني الذي أطلقه النشطاء الفلسطينيون، والذي توسع ليصل لمعظم دول العالم على خلفية الإنتهاكات الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين في حي الشيخ جراح وأحداث القدس والعدوان الإسرائيلي على غزة. مؤكدة قيام السلطات الإسرائيلية -في الوقت ذاته- بتقديم عشرات الطلبات، لمواقع التواصل الاجتماعي من أجل التضييق على المحتوى الفلسطيني.
وأبرزت المنظمة الحقوقية قيام تطبيق “فيسبوك” بحظر مئات الحسابات بشكل كامل، وتعليق بعض الميزات، واغلاق للعديد من الحسابات أو الصفحات إضافة لتقييد وصول المنشورات إلى الجمهور.
بدوره قام موقع “تويتر” بحذف مئات الحسابات الفلسطينية والعربية بعد نشرها لمواد ورسائل تضامنية مع الشعب الفلسطيني، إضافة لملاحقة الموقع للأوسمة التي تُنشر عن حي الشيخ جراح بمدينة القدس، و عن جرائم الجيش الإسرائيلي في غزة. هذا وقد قام تطبيق “تيك توك” أيضًا بحذف العديد من الحسابات لصحفيين ومؤسسات اعلامية فلسطينية وعربية في مقدمتها حسابات شبكة قدس ووكالة صفا وغيرها.
أما تطبيق “انستغرام” فقد قام بحذف عشرات القصص والمنشورات المتضامنة مع فلسطين، وقيّد مئات الحسابات، ومنع البث المباشر لعدد من الصحفيين والنشطاء الفلسطينيين. أما موقع يوتيوب فقد قيّد الوصول للبث المباشر لقناة الجزيرة، كما قام بحذف مقاطع ومواد إعلامية مختلفة تم نشرها عبر قنوات فلسطينية مختلفة، كما وثّق مستخدمون أتراك وعرب قيام النسخة التلقائية من ترجمة اللغات على الموقع بترجمة كلمة “فلسطينيين” إلى “إرهابيين” لفيديو من منصة إعلامية تركية.
تؤكد “سكاي لاين” على أن ما تم رصده من أرقام صادمة وممارسات غير مبررة من قِبل مواقع التواصل الإجتماعي، تشكل إنتهاكًا صريحًا للقواعد القانونية التي كفلت حرية الرأي والتعبير والنشر، مشددة على وجوب ممارسة الأجهزة الدولية المختصة لدورها في الرقابة على عمل تلك المواقع. وشددت المنظمة على أهمية اتخاذ “لجان النزاهة والرقابة” لقرارات ملموسة بحق عشرات الشكاوى التي يتم إرسالها بشكل يومي من قبل آلاف الأفراد الذين تتعرض حساباتهم لمضايقات وتقييدات غير مبررة.
واختتمت سكاي لاين بيانها بالتأكيد على أن فيسبوك وغيرها من الشركات التي تملك وسائل التواصل الإجتماعي مطالبة باحترام قواعد القانون الدولي والمبادئ القانونية التي كفلت في نصوصها المختلفة حرية الرأي والتعبير، ورفض أي ممارسة من شأنها المساس بتلك الحقوق أو تقيد الأفراد في تمتعهم بها، مشددة على أن أي تعدٍ أو انتقاص لتلك الحقوق يشكل مخالفة قانونية تستوجب المساءلة والمحاسبة.