حين ينطق القلم
لا أحد سيتابع .. لكني سأظل أطالب
بشير شريف البرغوثي
سأظل أطالب بخصخصة الثقافة و الإعلام .. وسأظل أطالب بدعم الثقافة بدل دعم المثقفين كيف؟ بسيطة : بدل دعم طباعة كتاب هذا أو ذاك يتم دعم تجارة الورق و لندع “السوق” الثقافي يحكم.
وسأظل أطالب بعدم دعم أي مؤسسة صحفية من أموال الناس .. العمل الإعلامي الذي يعجز واضعو أجنداته و سياساته عن التكيف و إعالة إستمراريته لا جدوى من دعمه
وسأظل أطالب بتبسيط إجراءات ترخيص المؤسسات الثقافية والإعلامية .. ليس من المعقول أن تتم معاملة الكتاب بكل هذا التوجس بعد أن نجحنا في الأردن مثلا بإلغاء الرقابة المسبقة و ترك الأمور للقضاء في حالة الإساءة .. كانت خطوة جبارة في حينها و لكن لم يتم البناء عليها فبقيت بلا سقف
وسأظل أطالب بعدم تشريع قوانين خاصة لعقوبات النشر و الإعلام لأن كل “جرائمها” ترد في قانون العقوبات العام أصلا .. قال :لا يجوز توقيف الصحفي مثلا .. الصحيح أنه يمكن توقيف الصحفي في كل أمر يعاقب عليه القانون بالتوقيف… مع رفض التوقيف كعقوبة مسبقة إلا في حالات محدودة تعتبر الإستثناء و ليس القاعدة
وسأظل أطالب بأنه لا يجوز للناشر الذي يريد أن يبيع مؤسسته أن يبيع معها حقوق مؤلفي الكتب التي نشرها دون موافقتهم .. من المؤذي جدا أن تجد كتابا لك و قد باعه الناشر الأصلي و تم تشويه غلافه !! أو حتى تم شطب اسم مؤلفه ! هذه بحاجة إلى تكييف ما في القانون الناظم للعلاقة
وسأظل أطالب بالتحقق من أن الناشر قد طبع فعلا عددا محددا من النسخ أما أن يكتفي الناشر بتصوير عشرة نسخ و إضافة الكتاب إلى قائمته فهذا ليس نشر مؤسسات بل عمل يمكن أن يقوم به المؤلف دون واسطة أحد
وسأظل أطالب بعدم السماح بوجود أكثر من رابطة أو اتحاد للكتاب في نفس البلد … هل يعقل أن تنتهي الحرب الباردة بين روسيا و أمريكا و تبدأ حرب جديدة و لم تتم “الصلحة”بين رابطة الكتاب و اتحاد الكتاب في الأردن مثلا ؟ هذا تعميق للشللية و ليس إثراء للثقافة
وسأظل أطالب بإعادة الإعتبار إلى المكتبات المدرسية .. ما كان يحصل سابقا أن الإخوان في التربية يأخذون ثلاثة نسخ و يدفعون الكاتب ثمن قراءتها للتوصية أو عدم التوصية باقتنائها في المدارس .. المهم أنه لا يتم شراء نسخة بعد التوصية في حالات كثيرة جدا و قبل الكورونا
أنا متأكد أن لا أحد سيتابع و لا حتى أصدقائي هنا .. لكن لا بأس .. اعتبرها من باب “التنفيس ” المحسوب لإطارات عقلي كي لا تنفجر!