تعيين بولتون.. القنابل بدل الدبلوماسية
“البعض” يندفعون إلى السلطة”، عنوان مقال غيريغوري أساتريان، في “إزفستيا” عن أن تعيين ترامب “الصقر” المتشدد جون بولتون مستشارا للأمن القومي، يعني تفضيل القنبلة على الدبلوماسية.
وجاء في المقال: للمرة الثانية في الأسابيع الأخيرة في واشنطن، جرت تعديلات كبيرة في الكوادر. فقد تم تعيين جون بولتون في أهم منصب لشؤون الأمن القومي، وهو المعروف بآرائه المتطرفة، والتي وصفها مصدر لـ “إزفيستيا” في واشنطن بـ “القنابل بدلاً من الدبلوماسية”. والأسبوع الماضي، خسر وزير الخارجية ريكس تيلرسون وظيفته، وحل محله من “الصقور” رئيس وكالة المخابرات المركزية، مايك بومبيو.
منصب مستشار الأمن القومي يمثل محور الإدارة الأمريكية. الشخص الذي يشغل هذا المنصب لديه “وصول إلى الجسد” مباشر ومستمر: يجتمع الرئيس في أغلب الأحيان مع مستشار الأمن القومي. بالإضافة إلى ذلك، هذا الشخص يربط بين الإدارات العديدة ” CIA ووزارة الخارجية والبنتاغون وFBI وNSA والبيت الأبيض”. وينسق المواقف حول قضايا السياسة العالمية والتقارير، وفي نهاية المطاف، يقدم المشورة للرئيس.
وفي الصدد، نقلت “إزفستيا” عن الباحث في معهد موسكو الحكومي للعلاقات الدولية، أندريه بيزروكوف، قوله للصحيفة إن وجهات نظر جون بولتون معروفة منذ فترة طويلة ومن غير المحتمل أن تساهم في تقوية العلاقات الثنائية (مع روسيا). ولكن ليس واضحا تماما ما إذا كان دونالد ترامب سيسترشد به.. موقف بولتون لا يتطابق تماما مع وجهة نظر الرئيس الأمريكي.
فيما يقول أندرس آسلوند، الأستاذ بجامعة جورج تاون الكاثوليكية:
كان (بولتون) دائما وسيبقى “صقرا”، كان دائما يختار القنابل بدلا من الدبلوماسية. لدى الرئيس وبولتون الرأي نفسه حول إيران وكوريا الشمالية وإسرائيل. لكن لدى بولتون موقفا صارما تجاه موسكو، يختلف عن موقف ترامب. هذا هو بالضبط ما يميزهما.
وفي السياق، يقول الباحث السياسي مكسيم سوتشكوف: ” بولتون من البداية كان في مجموعة ترامب، وكان واحدا من المرشحين المحتملين لهذا المنصب. وغرض ترامب من تعيينه استمراره بإحاطة نفسه بـ “مؤدين مخلصين”. في اتجاه السياسة الخارجية، يتم اختيار فريق من القادة الأكثر صرامة. وصول بولتون… يرسخ هذا الاتجاه. يتمثل الخطر في تضييق حيز التوازن داخل الإدارة”.
ويقول الخبراء إن تعيين جون بولتون يرمز إلى تدعيم العنصر الحربي في السياسة الأمريكية. وبالنظر إلى أن منصب وزير الخارجية بات بيد مايك بومبيو ذي وجهات النظر المماثلة (لبولتون)، فمن الواضح الانعطاف نحو المحافظين الجدد في أمريكا. ومع ذلك، فإن كبير مهندسي السياسة الخارجية الأمريكية هو الرئيس الأمريكي نفسه، وليس مستشاره “الصقر”.