حين ينطق القلم

أحمد جبريل .. رحمك الله

بشير شريف البرغوثي
بشير شريف البرغوثي

بشير شريف البرغوثي

 

قد يختلف الناس معك و حولك لكن لا خلاف على أنك كنت قائدا حقا . لم يكن يروق لي موقفه من بعض الدول العربية ومن بعض رفاقه الذين طلبوا الحق فأخطأوه
سيطلع لي الآن فورا من يقول إن جبريل كان عميلا لسوريا و جوابي جاهز والحبة على بيت النار: العمالة لسوريا خير مليون مرة من العمالة لإسرائيل والتبعية لأمريكا و الإرتهان لكل قوى الإستعمار و الإستغلال في العالم
لم أتبع منظمة القيادة العامة يوما لكن شعار “تحرير الأرض و الإنسان” كان يبدو عميقا ولا يمكن لدعاة الضحالة أن يستوعبوه و خاصة من يريدون لبنادق الثوا ر أن تظل على أهبة الإستعداد برسم الإستئجار . ربما كان هذا سرا من أسرار الإختلاف
أحمد جبريل حين أسس إذاعة القدس مع الإنتفاضة الأولى .. لم يسمها إذاعة القيادة العامة بل إذاعة القدس .. كانت سابقة لوقتها. و الأهم أن هناك من كان يعمل على “تأجيل “قضية القدس … فبعضنا كان يحب القدس ولكنه كان يرى أنها لا تستحق تعطيل المفاوضات المقدسة
أحمد جبريل حين خطط عملية الطائرة الشراعية التي ألهبت الإنتفاضة الأولى .. كان قادة آخرون يبحثون عن السجاد الأحمر من بالات الدول حتى يتم فرشه لهم !
أحمد جبريل يوم أقنع الأسد بقبول حماس و مبعدي مرج الزهور كان يعرف أنه يغامر بوجوده في سوريا لو حصل أي خطأ .. لكنه قبل الرهان بشجاعة !
أحمد جبريل كان يعرف الفرق بين الدعوة إلى المقاومة كواجب على الشعب الفلسطيني و التحرير كواجب على العرب و المسلمين و قد غامر مرات أن طرح ذلك في طهران نفسها … نريد منكم التحرير و ليس فقط دعم المقاومة
أحمد جبريل نسي كل خلافاته مع أبو عمار و دفع ابنه جهاد حياته كجزء من ثمن توصيل السلاح إلى شواطيء غزة .. كي يصل الجميع دون استثناء.
أعزي شعبنا الفلسطيني و قواه التقدمية و قوات الجبهة و كوادرها و قادتها بفقدان أبي جهاد أحمد جبريل

بشير شريف البرغوثي

بدأ الكاتب بشير شريف البرغوثي حياته المهنية مترجما و محللاً سياسياً و باحثاً في دار الجليل للنشر و الدراسات و الأبحاث الفلسطينية في العاصمة الأردنية عمان و خلال الفترة من سنة 1984-1989 صدرت له عن تلك الدار عدة كتب و أبحاث باسمه أو باسم الدار و تميزت كلها بالريادة و استشراف الأحداث و كان كتاب " إسرائيل عسكر و سلاح " سنة 1984 أول من أوائل الدراسات العربية حول خطورة تمدد المجمع الصناعي العسكري الإسرائيلي في العالم. و في سنة 1986 أصدر أول دراسة شاملة عن تأثير المياه في الصراع العربي الصهيوني بعنوان " المطامع الإسرائيلية في مياه فلسطين و الدول العربية المجاورة و قد ظل هذا الكتاب سنوات طويلة مرجعا أساسيا لكثير من الدراسات و الدارسين و الساسة , و قد تنبأ فيه إلى أهمية مطالبة الفلسطينيين بتعويضات عن الاستغلال الإسرائيلي لمياههم و مواردهم الطبيعية فور ان تسنح أية بادرة تفاوض !

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *