الشاب الفقي.. لم تردعه الإصابة فزحف للحدود بعكازه
قصص وحكايات كثيرة ترويها وجوه المشاركين في فعاليات مسيرة العودة الكبرى التي انطلقت في الثلاثين من الشهر الجاري، تجسد كل قصة منها معنى الصمود والتحدي في وجه الحصار والقمع والظلم التي ينتهجه الاحتلال الصهيوني.
خليل الفقي (20 عاماً) أحد تلك النماذج التي تملكت القضية روحها، وأصبح الدفاع عن فلسطين وترابها الشغل الشاغل لها، حتى بعد الإصابة على حدود القطاع قبل بدء فعاليات مسيرة العودة الكبرى.
التقى مراسل “فلسطين اليوم الإخبارية” الفقي على شرقي مخيم البريج وهو يشارك في المواجهات مع قوات الاحتلال بقدم متعبة أنهكتها الإصابة القديمة، حيث لا تزال شرائح البلاتين بارزة من قدمه وعكازه في يده، ورغم هذا أصرَّ على المشاركة في مسيرة العودة والوقوف في الصفوف الأولى لمواجهة العدو.
ويروي الفقي حكاية إصابته قائلاً: “أصبت في قدمي برصاص الاحتلال في هذا المكان هنا شرق البريج، وقام الشبان بإسعافي، واضطررت إلى زرع البلاتين في قدمي حتى أتمكن من المشي عليها مجدداً، ولم يرهبني ذلك ولا زلت أشارك في أي فعالية على حدود القطاع”.
وأضاف الفقي: “جئت اليوم لأشارك في مسيرة العودة الكبرى وأنا على عكازي وحلمي أن أعود إلى وطني من جديد، ولن تمنعني إصابتي من المشاركة والاشتباك مع قوات الاحتلال بالحجارة”.
وتابع: “سأبقى آتي كل يوم هنا لأطل على بلادي، وأدعم الشباب وأساندهم في المواجهات، حتى العودة إن شاء الله، ولا أبالي إن أصبت من جديد أو استشهدت، فروحي فداء الوطن، ودمي سيروي أرض فلسطين المقدسة”.
أنهى خليل حواره السريع وانطلق مسرعاً خلف الساتر الترابي الذي يفصله أمتار قليلة عن السلك الشائك الذي يحتمي خلفه جنود الاحتلال، هناك حيث اعتاد كل جمعة أن يلتقي برفاق الدرب الذين ارتقى منهم الكثير وأصيب آخرين، ولا زال خليل متمسكاً بحقه في الدفاع عن أرضه.
وشيع أهالي القطاع أمس الجمعة واليوم السبت خمسة عشر شهيداً ممن قضوا برصاص قناصة الاحتلال الإسرائيلي خلال مشاركتهم في مسيرة العودة الكبرى، وعمّ الحداد الوطني والإضراب الشامل، وأغلقت كافة المحال التجارية والأسواق والمؤسسات أبوابها، بما فيها الجامعات والمدارس حدادا على أرواح الشهداء.
المصدر:فلسطين اليوم