رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون يستقبل وفدًا من مؤسسة القدس الدولية
سيبقى الموقف اللبنانيّ موحدًا لدعم القدس وحق العودة ونتطلع إلى أن تكون سبل حماية القضية الفلسطينية محلّ بحث معمق في القمة العربية المرتقبة
استقبل فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون في قصره ببعبدا وفدًا من مؤسسة القدس الدولية برئاسة معالي الأستاذ بشارة مرهج نائب رئيس مجلس أمناء المؤسسة بهدف عرض واقع مدينة القدس وإجراءات الاحتلال التهويدية في المدينة، لا سيما بعد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بالاعتراف بالقدس عاصمة للاحتلال الإسرائيلي، حيث أطلع وفد المؤسسة فخامته على مشاريع الاحتلال التهويدية في القدس المحتلة وسبل تعزيز صمود الشعب الفلسطيني لمواجهة الأخطار المحدقة بحق القضية الفلسطينية. وقدم وفد مؤسسة القدس الدولية التي تضم شخصيات وهيئات عربية وإسلامية وعالمية، دعوة لفخامته لرعاية وحضور مؤتمر المؤسسة الثامن خلال شهر تشرين أول/أكتوبر المقبل ليكون محطة فارقة للتصدي للاحتلال الإسرائيلي والإعراب عن رفض الأمة لقرار ترمب.
ورحب الرئيس عون بدعوة المؤسسة لعقد مؤتمرها في العاصمة اللبنانية بيروت، مشدّدًا على أن موقف اللبنانيين واحد حيال القضية الفلسطينية التي ستبقى من أولى اهتمامات لبنان في كل المحافل الإقليمية والدولية والعربية، وسيعمل على ترجمة ذلك في القمة العربية المقبلة التي ستعقد في الرياض منتصف الشهر الجاري.
وأكد الرئيس عون أن كلمته في القمة العربية السابقة التي انعقدت في البحر الميت، عكست الموقف اللبناني الجامع تجاه القضية الفلسطينية، مجدّدًا التمسك بحق العودة للفلسطينيين إلى وطنهم ورفض التوطين، وإدانة كل ممارسات الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني وضد الأماكن المقدسة المسيحية والإسلامية على حد سواء.
ونوه وفد المؤسسة بمواقف الرئيس عون حول القدس، ورفضه القاطع لتصفية حق عودة الفلسطينيين، متمنيًا أن يعبر رئيس الجمهورية خلال القمة العربية المرتقبة في الرياض عن موقف لبنان الداعم للقضية الفلسطينية وأن تكون القدس العنوان المركزي لهذه القمة، أان يكون منع تصفية الحق العربي في فلسطين موضوع بحثها ومقرراتها.
وطالب وفد المؤسسة أن تنشغل القمة بالبحث عن سبل لحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس المحتلة، وعلى رأسها المسجد الأقصى المبارك المستهدف بالتقسيم وتغيير الهوية، وكنيسة القيامة المهددة بالتضييق وفرض الضرائب وتهجير مسيحيي فلسطين.
وقال رئيس وفد المؤسسة بشارة مرهج:” إن العدوان على الأقصى تهديد للوجود الإسلامي ولروحِ الرسالة الإسلاميّة، كما أنَّ كنيسة القيامة وكنائس القدس هي نبع المسيحيَّة الذي يجفُّ إن تمكَّنَ العدوان الصهيوني من السيطرة عليها وطمسِ هويَّتها؛ وهذا يتطلَّب اتخاذ إجراءات جادَّة وحازِمة لحماية هويّة تلك المقدَّسات، وإنَّنا في مؤسسة القدس الدولية نقدِّر عالياً دعوة فخامتكم في قمّة اسطنبول الإسلامية إلى اتّخاذ إجراءات عقابية بحقِّ كل دولة تعترف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني، ونقف إلى جانبكم في ضرورة أن تتبنَّى القمة العربية هذه الإجراءات العقابية كقرار أساس من مقرَّراتها”.
وأضاف:” لا بدَّ للقمة العربية أن يكون لها موقف واضح من تصفية حقِّ عودة اللاجئين الفلسطينيين، الذي يمسُّ الشعب الفلسطيني وحقوقه الثابتة والدول المضيفة، ولهذا وأمام التضحيات الجسامِ التي قدَّمتها جماهير غزة في يومِ الأرض، فإن القمة العربية مطالبة بتأكيد حقِّ عودة اللاجئين كاملاً غير منقوص كشرط لا يمكن لأية تسوية عادلة تجاوزه، وأن تؤكِّد ضرورة استمرارِ وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا)، وأن تتّخذ قرارات عملية تضمن استمرارها في أداءِ مهمَّتها إلى حينِ عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى مدنهم وقراهم.
وأكد مرهج أنَّ القمة العربية المقبلة تأتي في سياقِ هرولة عربية من بعض القوى نحو التطبيعِ معَ الصهاينة تحقيقاً لمصالح شخصية ضيّقة، وذلك رغم العدوان والتوجُّه إلى تصفية الحقِّ العربيِّ والفلسطيني، وإن الدول الرافضة لهذا الاتجاه التصفوي باتت مضطرة إلى خيارِ التنسيقِ والتعاون، والعمل الدبلوماسي النشط المشترك، حتى لا تفرض أجندة التسليمِ بتصفية الحق العربي الإسلامي والمسيحي في القدس، وحتى لا يُفرض توطين اللاجئين في الدول المضيفة لهم.