أحداث الساحة العربية والدولية
ليس فقط ضد المتظاهرين بل ايضاً الصحفيين
الاحتلال الإسرائيلي يمارس القتل بدم بارد في غزة
قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي المصور الصحفي ياسر مرتجى بعد إصابته من قبل قناصة الاحتلال بطلق ناري اخترق بشكل عرضي منطقة البطن، مما أدى إلى وفاته متأثراً بجراحه فجر اليوم السبت الموافق 7 ابريل. كما واصيب منذ بداية الأحداث، (9) صحفيين آخرين بالرصاص الحي.
يؤكد المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان أن استهداف الصحفيين هو جريمة بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني، وإن ما حدث سياسة اسرائيلية متبعة لإخراس الصحافة يمارسها الاحتلال ويرصدها المركز منذ عقود لطمس حقيقة وتغييب الرواية الأخرى التي تتحدث جرائمه ضد الشعب الفلسطيني. وإذ يدين المركز استهداف الصحفيين والمتظاهرين السلميين فإنه يؤكد على استمرار جهوده في ملاحقة القتلة ومجرمي الحرب الإسرائيليين.
ووفق تحقيقات المركز، فقد أصيب المصور الصحفي ياسر مرتجى، في حوالي الساعة 1:45 بعد ظهر يوم الجمعة، بعيار ناري في البطن أدى إلى تمزق بالشريان الرئيس للأمعاء، بينما كان يصور التظاهرات على بعد يتراوح بين 150-200 مترًا من الشريط الحدودي إلى الشمال الشرقي من ساحة اعتصام العودة في خزاعة، شرق خان يونس. ونقل عبر سيارة إسعاف إلى مستشفى ناصر في خان يونس، وتبين وجود نزيف حاد في البطن وقطع في أحد الشرايين، وأدخل للعمليات، وبقي يخضع للعلاج حتى إعلان وفاته الساعة 1:20 فجر اليوم السبت. علمًا أنه كان يرتدي علامات مميزة أنه صحفي، إذ كان يرتدي سترة واقية زرقاء اللون مكتوب عليها “press”، إلى جانب ارتدائه خوذة رأس زرقاء اللون أيضًا.
وقد رصد المركز إصابة (9) صحفيين منذ انطلاق مسيرة العودة الكبرى في 30 مارس 2018، وهم كما يلي:
1.أحمد عبد الناصر عبد الرحمن قفة، 22 عاما، من سكان دير البلح، وأصيب بعيار ناري في القدم المينى شرق خزاعة بتاريخ 30/3/2018، وهو مصور الفيديو في شركة “نيو سين للإنتاج الفني”.
2.أحمد سالم شحدة بربخ (معمر)، 23 عاما، سكان خانيونس، عيار ناري في الحوض، وأصيب شرق خزاعة. وهو مصور بالقطعة في وكالة دولية، وأصيب شرق خزاعة بتاريخ 30/3/2018، وهو يرتدي سترة واقية زرقاء مكتوب عليها PRESS.
3.محمود عدنان مدوخ، مصور صحفي في “ميديا تاون” وأصيب بعيار ناري اخترق ساقه وأصيب شرق غزة بتاريخ 30/3/2018
4.علي يوسف حمودة العدوي، 22 عاما، مصور لوكالة الإخلاص التركية، عيار ناري في الركبة شرق البريج.
5.وسام عاطف صلاح موسى، 33 عاما، أصيب بعيار ناري في القدمين، مصور لموقع إلكتروني لإذاعة فرسان الإرادة، شرق مخيم البريج، وأصيب بتاريخ 31/3/2018
6.علاء عبد الفتاح النملة، 35 عاما شظية عيار ناري في الأطراف، شرق رفح بتاريخ 6/4/2018.
7.خليل إبراهيم أبو عاذرة، من سكان رفح، مصور فضائية الأقصى، وأصيب بعيار ناري في رجله شرق رفح 6/4/2018
8.إبراهيم عماد محمد الزعنون، 21 عاما، عيار ناري في اليد اليسرى، شرق جباليا 6/4/2018
9.محمود مرتجى صحفي في موقع أخبار فلسطين، وأصيب بعيار ناري في الظهر شرق غزة بتاريخ 31/3/2018.
10.
إن استهداف الصحفيين رغم وجود كل الشارات المميزة التي تؤكد على طبيعية عملهم، بل وتعمد قناصة الاحتلال توجيه الإصابة إلى المنطقة العليا من الجسد، يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك، أن جنود الاحتلال لديهم أوامر او على الأقل تصريح بإيقاع خسائر بشرية وردع الصحفيين من تغطية هذه الجرائم في آن.
يؤكد المركز أن قواعد القانون الدولي لحقوق الإنسان يجب أن تتبع مع التظاهرات السلمية على حدود قطاع غزة. ولذا يشدد المركز أن الاحتلال عليه التزام دولي باتباع المعايير الدولية المتعلقة باستخدام القوة والأسلحة النارية من المكلفين بإنفاذ القانون.
وتنص معايير استخدام الاسلحة النارية على إن الجنود لا يجوز لهم استخدام الرصاص الحي الا في حالة تعرضهم لخطر محدق يتهدد حياتهم بشكل مباشر، ويجب أن يكون اطلاق النار بالتدريج وبشكل متناسب مع حجم الخطر، من خلال التحذير أولاً، ولا يجوز بكل الاحوال استخدام الرصاص الحي إلا كآخر خيار، وبهدف الدفاع عن النفس أو الغير من خطر محدق، وبهدف تعطيل حركة المهاجم وليس قتله.
ووفق متابعة المركز عن كثب وتقارير دولية عدة، تؤكد الحقائق على الأرض عدم وجود أي خطر على حياة الجنود، حيث إنهم يقفون على مسافة بعيدة (مئات الأمتار) عن المتظاهرين، ويفصل بينهم ثلاث سياجات فاصلة، وتحصينات تتضمن ساتر رملي ضخم، ودروع شخصية، مما يؤكد غياب أي احتمالية لوجود خطر حقيقي على الجنود.
كما إنه ووفق متابعة حالات الاستهداف والإصابات، يمكن التأكيد على أن جنود الاحتلال قاموا باستهداف المتظاهرين بهدف القتل، وهذا يتضح بصورة جلية من مكان الاصابات، والتي كان عدد كبير منها في الرأس وفي أعلى الجسم.
يدين المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان بأشد العبارات استهداف قوات الاحتلال للمتظاهرين السلميين والصحفيين، وتعمد إحداث خسائر بشرية، والتي وصلت إلى 25 قتيلا من المتظاهرين السلميين، منهم 3 أطفال، بالإضافة إلى 1876 اصابة، اغلبها بالرصاص الحي، منها 299 طفلاً و57 امرأة، وذلك خلال ثمانية ايام فقط.
ولذا يطالب المركز المجتمع الدولي بالتحرك فوراً لإجبار سلطات الاحتلال على وقف جرائمها بحق الشعب الفلسطيني.
ويحث المركز الأطراف الدولية ذات العلاقة سيما الاتحاد الدولي للصحفيين وآليات الأمم المتحدة لتعزيز حماية حقوق الإنسان، وخاصة المقررين الخاصين لكل من الحق في حرية التعبير والحق في التجمع السلمي، بالعمل على رصد الانتهاكات والخروج بالموقف المناسب من هذه الأحداث وخاصة فيما يتعلق بالاستهداف المباشر للصحفيين.
ويشدد المركز على الدور المحوري للاتحاد الأوروبي في تعزيز حماية حقوق الإنسان في الشرق الأوسط، ولذا يطالبه بتفعيل شرط احترام حقوق الإنسان في اتفاقية الشراكة الأوروبية الإسرائيلية، بما يضمن احترام سلطات الاحتلال الإسرائيلي لحقوق الإنسان في الأرض المحتلة.
يؤكد المركز أن تقديم أي دعم عسكري أو سياسي من قبل أي طرف دولي في هذه الأثناء يعتبر اشتراك في الجريمة المرتكبة ضد المدنيين الفلسطينيين.