فمن يملأ الفراغ القومي العربي اذن..؟!!
نواف الزرو*
ان الأصل و المنطق و الصح وفق مواثيق و نواميس و اعراف الدول و الشعوب، ان تتداعى و ان تنتفض الامة موحدة متراصة الصفوف للدفاع عن وجودها و كيانها و حضارتها و تاريخها، و عن ماضيها و حاضرها و مستقبلها اذا ما تعرضت لعدوان و غزو استعماري آثم يهددها بالفناء…و تقف امتنا اليوم امام جملة لا حصر لها من التحديات والتهديدات الآتية من جهاتها الاربعة، لتصل ذروتها في مشروع “الشرق الاوسط الجديد” الذي يجمع كل العرب من مؤيديه ومعارضيه على انه “صياغة جديدة للشرق الاوسط والاوضاع العربية بما يخدم بالاساس اسرائيل”.
و اذا كان لنا ان نوثق هنا هواجس و اعترافات عربية في هذا الصدد، فليس اجدر و اولى من تلك الواردة على لسان “عميد البيت العربي سابقا” عمرو موسى-حينما كان متألقا بمواقفه القومية- الذي قالها بمنتهى الوضوح بـ “ان الجامعة العربية مهددة لصالح كيان بديل يضم اسرائيل”، التي اصبحت وفق موسى نفسه “دولة فوق القوانين الدولية” و “ان لا فائدة بالتالي بالقيام بأية محاولات سلام معها”.
فحينما يكون “البيت العربي” مهددا بالغزو الصهيوني تحت الضغوطات الابتزازية الامريكية وتحت تهديدات “الشرق الاوسط الجديد” فان الامة كلها بدولها و انظمتها و شعوبها تصبح امام خيار واحد فقط هو خيار “الدفاع عن النفس”.
فماذا يفعل العرب للدفاع عن النفس يا ترى…؟!
اعلنها عمرو موسى ايضا “ان الارادة العربية هي الضمانة الحقيقية لمواجهة التحديات” و “ان المقاومة ضد الاحتلال العدواني باتت معادلة لا تراجع عنها”.
– فأين الارادة السياسية والتحررية والسيادية العربية اذن..؟!!
– و اي مقاومة تلك التي يتوجب على امتنا و دولنا التمسك بها…؟!!
– و ما ادواتها و ساحاتها؟!
– و اين دور “بيت العرب” هنا؟!
الواضح والمحزن ان العالم العربي كله في حالة انعدام وزن، و ان الفراغ لم يعد سياسيا بحدود مساحة فلسطين و العراق و سورية فقط، بل اصبح فراغاً شاملا قومياً وطنياً سياساً اعلامياً امنياً و حتى معنوياً.
– فمن يملأ هذا الفراغ العربي الشامل؟!
– فاذا لم تنتفض الامة والجامعة والدول العربية للدفاع عن وجودها و حقوقها و مصيرها..
فكيف ننتظر من العالم ان يهب لنجدتنا وتخليصنا من مخططات و مشاريع الابادة في فلسطين و على امتداد مساحة العرب..؟!!