الحرب الصهيونية الكبيرة والحقيقية تدورعلى الارض الفلسطينية وهي خطيرة تتجاوز كل ما تنقله وسائل الاعلام….؟!

نواف الزرو*
مرة ثانية وثالثة والى ما لا نهاية نوثق بان صراعنا واشتباكنا كشعب عربي فلسطيني وكأمة عربية مع المشروع الصهيوني، هو صراع واشتباك مفتوح عابر للأزمان والاجيال، وفي هذا الاشتباك المفتوح، لا نقلل من اهمية الجبهات كلها، فالجبهة الاعلامية والحرب النفسية والمعنوية في غاية الاهمية، وكذلك الجبهة الثقافية والتراثية في غاية الاهمية ايضا، وكذلك الجبهة الاممية والقانونية والاخلاقية، يضاف اليها جبهة الحملة الدولية لمقاطعة الاحتلال(BDS)، وكل هذه الجبهات المفتوحة معا تعزز في الحاصل الاستراتيجي المعركة الحقيقية التي يخوضها شعبنا هناك على امتداد الوطن المحتل، حيث يشن الاحتلال عمليا حربا اقتلاعية شرسة ضد اهلنا، وهي حرب وجودية بكل ما تنطوي عليه الكلمة، وفي هذا المعنى كان أوري أفنيري رئيس تحرير مجلة”هعولام هزيه” ورئيس كتلة “السلام الآن” قد كتب في معاريف قائلاً :” إن الحرب الحقيقية تدور رحاها على الارض في أنحاء الضفة الغربية والقدس، وأسلحتها تتكون من : الخرائط والقرارات ، والأوامر العسكرية، وهي حرب مصيرية يتعلق بها مصير ومستقبل ملايين الفلسطينيين، فإما الحياة أو الموت”، وفي مقالة أخرى له نشرتها صحيفة معاريف أكد أفنيري مـرة أخرى: “أن مفاوضات التسوية الدائمة(التي استمرت سنوات طويلة) ستار من الدخان يتواصل خلفه النزاع الإسرائيلي _ الفلسطيني بكل عنفوانه … وتشن اسرائيل معركة حثيثة لترسيخ السيطرة الإسرائيلية في كل أرجاء الضفة الغربية، فما يجري على الأرض يفوق بكثير كل ما ينعكس في وسائل الإعلام .. اذ تتواصل في كل أرجاء المناطق المحتلة معركة ترمي إلى تحويل كل قرية أو مدينة فلسطينية إلى جيب منقطع محوط بمناطق السيطرة الإسرائيلية، هذه ليست من عمل متعصبين مجانين، بل معركة مخططة جيداً تتواصل في عهد الليكود والمعراخ على حد سواء، والهدف منها منع كل امكانية لإقامة دولة فلسطينية حقيقية مستقلة”.
هكذا هي حقيقة المشهد في الوطن المحتل: حرب صهيونية احتلالية اقتلاعية إبادية وحشية للاستيلاء على كامل الارض والتاريخ والوجود والحقوق، وشعب عربي فلسطيني صامد ومثابر يتحدى ويتصدى ويضحي بالغالي والنفيس من اجل الوطن، في ظل تهافت تطبيعي عربي مجرم من قبل الاعراب ….؟!