إلى قادة أنظمتنا العربية: هكذا ألجموا أطماع ترامب!!
أوصيكم خيرا بالمقاومة الفلسطينية، و عدم المساس بها و التضييق عليها، فهي رمز كرامتكم و عنوان مجدكم و عزكم!!


سماك العبوشي*
السلام على من اتبع الهدى، واسترد وعيه، وصدق أمته، وأدى حق رعيته، وصان الأمانة، وحفظ للأمة عزتها وكرامتها، و انتشلها من وهنها وكربتها.
أما بعد …
أكتب إليكم للمرة الرابعة، و نحن على أعتاب عقد قمتكم العربية (العاجلة و الطارئة!!) المزمع عقدها في القاهرة لإقرار خطة بديلة لمواجهة و إجهاض خطة ترامب القاضية بإفراغ غزة من أبنائها و الاستحواذ عليها، و أود أن أطرح على مسامعكم خطة ذكية كان قد نوه لي عنها صديق عراقي عروبي أصيل أكن له كل المودة و التقدير، و قبل أن ألج لتلك الفكرة، فإنني أرى لزاما عليّ أن أمهد السبيل لفهم تلك الخطة و مغزاها من خلال سرد بعض الحقائق التي تشرح و تبين حقيقة الرئيس الأمريكي ترامب و فكره المهووس و المتعلق دوما بالمال، كي تكون مدخلا لي في إيصال الفكرة لكم و تفهمها و إدراك أبعادها و المغزى منها!!
و الله المستعان.
أصحاب الجلالة و السيادة و السمو القادة العرب:
كلنا بات يعلم يقينا أن ترامب ليس برجل دولة، و لا بالسياسي المحنك، و إنما هو رجل صفقات و عقود بامتياز، و أنه شديد النهم و التعلق و الوله بالمال، و لقد أحاط نفسه بشلة من المستشارين المطيعين المداهنين له، و المؤتمرين بأمره، كما و أنه لطالما أحرج (بعضكم) و استفزهم بتذكيرهم من خلال خطبه و لقاءاته المتلفزة بالمساعدات الامريكية التي تقدم لبلدانهم، هذا كما واستفز (البعض) الآخر منكم بتصريحاته و تلميحاته الفجة و الوقحة أنه يتوقع منهم تقديمهم للأموال و الاستثمارات لقاء حماية بلدانهم والحفاظ على عروشهم وكراسيهم!! … هذا أولا.
وثانيا … كلنا بات يدرك حقيقة مسعى ترامب من الاستحواذ على قطاع غزة، و كيف خطط لاستثماره و جعله (ريفيرا الشرق الأوسط) بعد تهجير أبنائه خارجه، وأنه مستعد لمناقشة أي خطة عربية يتم الاتفاق عليها بهذا الخصوص!!
و ثالثا … و كلنا رأينا كيف خان ترامب أوكرانيا و تخلى عنها بين عشية و ضحاها، و كيف سعى راكضا لإنهاء رحى الحرب الدائرة بين روسيا و أوكرانيا و التي مضى على اندلاعها أكثر من 3 سنوات مقابل صفقة يتباحث بها مع الرئيس الروسي بوتين بعيدا عن الممثل الهزلي (الرئيس الاوكراني زيلانسكي)!!
أصحاب الجلالة و السيادة و السمو القادة العرب:
لقد سعى ترامب لابتزاز أوكرانيا مقابل المساعدات العسكرية الأميركية، لنيل حصة كبيرة من مواردهم المعدنية النادرة التي تقدر بـ 26 تريليون دولار، حيث أكد ترامب في مقابلة تلفزيونية مع شبكة فوكس نيوز، حرصه على ضمان استعادة الأموال التي أنفقتها الولايات المتحدة الأمريكية لمساعدة أوكرانيا في حربها ضد روسيا، قائلا: “أريد أن تكون أموالنا مضمونة، لأننا ننفق مئات المليارات من الدولارات”!!، كما قدم ترامب لأوكرانيا عرضا بعنوان “المعادن مقابل المساعدات” كاشفا بذلك عن حقيقة مساعيه و أهدافه الرامية للاستحواذ على الموارد المعدنية النادرة الهائلة في البلاد، و التي ترغب واشنطن في الحصول عليها مقابل الدعم العسكري السابق لها!، و لعل ما يؤكد حقيقة أطماع ترامب و اهتمامه الشديد بالأموال فقط و كيفية الاستحواذ على مصادر تلك الأموال، ما صدر عنه من تصريحات علنية بالرغبة في شراء غرينلاند، و هي أيضاً لعمري غنية بالمعادن الحيوية!!
أصحاب الجلالة و السيادة و السمو العرب:
ما تقدم أعلاه هو غيض من فيض مواقف و أهداف و نوايا كثيرة لا مجال لذكرها للرئيس الأمريكي ترامب، و لا أشك أنكم لا تعرفونها، لهذا كله فإنني أقترح على جلالتكم و فخامتكم و سموكم أن تتفقوا على أمر واحد يلجم ترامب و يقيده، و يشبع بالتالي نهمه الكبير للمال و ذلك من خلال إصدار قرار في مؤتمر القمة القادم في القاهرة يتضمن مقترح تقديم مبلغ من المال للولايات المتحدة الأمريكية كأن يكون تريليون دولار أو (2 تريليون دولار أمريكي) مقابل نقل قطعان الكيان اللقيط من أرض فلسطين العربية الإسلامية إلى إحدى ولاياته الأمريكية ليقيموا هناك كيانهم و يمارسوا شعوذتهم بعيدا عنا نحن العرب، على أن تتقاسم الدول العربية الغنية و الثرية المبلغ المقدم الى الولايات المتحدة الأمريكية لقاء نقلهم لقطعان الكيان اللقيط إليها، فيريح ويستريح، كما و يحقق لبلاده موردا ماليا لا يستهان به، و لا بأس من مشاركته بإعمار غزة من خلال شركاته الخاصة أيضا دون أن يجبر فلسطينيا واحدا من غزة على الخروج منها و تركها!!
وبهذه الخطة الذكية، تكونون يا أصحاب الجلالة و الفخامة و السمو قد كففتم شر مطامع ترامب المالية، و استعدتم فلسطين، و حفظتم للأمة عزتها و كرامتها، و انتشلتموها من وهنها و كربتها!!
أصحاب الجلالة والسيادة والسمو العرب:
في ختام رسالتي المفتوحة هذه، أود إنعاش ذاكرتكم بمقولة كان قد رددها بحسرة و ألم يوما أحد زملائكم من القادة العرب بعد نجاح الثورة الشعبية عليه وأطاحت به، تلك المقولة الشهيرة “المتغطي بالأمريكان عريان”، والتي جرت على لسان الرئيس المصري المخلوع (حسني مبارك)، و هي لعمري تنويه و تحذير هام للأنظمة العربية التي تعتقد (واهمة!!) أنهم بمأمن من ثورات شعوبهم، و أن بلدانهم تلك محمية بالكامل من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، و ذلك كي تعيدوا حساباتكم من جديد، و تتجهوا لاحتضان شعوبكم ورعايتها والاهتمام بشؤونها لتكون بالتالي حصنكم الحصين و داعمة و حامية لكم، هذا كما و أوصيكم بالإسراع بتطوير بلدانكم و الاهتمام بصناعتها و زراعتها و كل ما يتعلق بأمنها الغذائي و الاستراتيجي، لتكون بالتالي بلدانا عصية على أي مؤامرات خبيثة تستهدف أمنها و استقرارها، و لكم في أوكرانيا التي اعتمدت و ربطت مصيرها بالولايات المتحدة الأمريكية وا تكلت على دعمها طيلة سنوات ثلاثة خير مثال و عضة لكم!!
و أوصيكم خيرا بالمقاومة الفلسطينية، و عدم المساس بها و التضييق عليها، فهي رمز كرامتكم و عنوان مجدكم و عزكم!!
قال تعالى في محكم آياته في سورة هود، الآية 88:
“ قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا ۚ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَىٰ مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ ۚ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ ۚ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ ۚ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ “.
بغداد في 22/2/2025