حين تاتي الشبهة من ترامب !!!
بشير شريف البرغوثي
في ذكرى احتلالك يا بغداد .. ذكرى تدمير حضارة خدمة لهيكل مزعوم بناء على كذبة تسلسلت حلقاتها من لطامين محليين الى كذابي دعاوى مظلومية الى عملاء لا يخفون عمالتهم بل يتباهون بها الى بلير و كولن باول و بوش إلى استعمال قوة نارية تزيد بمئات الأضعاف عن القوة النارية للجيش العراقي
قال صدام ستكتشفون بعد فوات الأوان ان اللسان العربي العراقي كان أصدق الألسنة و أن عدونا كذاب .. لكن ظل بين صفوفنا من يصدق بلير حتى و هو يعلن انه كذب على العالم ..
في أيام هذه الذكرى المريرة تتكرر الكذبة .. لم يكلف الغرب نفسه عناء تغيير اي كلمة فيها .. فنحن العرب قتلة و قادتنا مجرمون و جيوشنا همجية و فقط ابطال فضائح ابو غريب هم الحضاريون
امس يقول مراسل السي ان ان من على مشارف دوما ان هناك ادعاءات باستعمال الكيماوي و يعلن صراحة انه لم يتأكد من ذلك .. و كان يتحدث دون كمامات و دون اي احتياطات من اي نوع ! و لكن بعضنا حاكموا و أدانوا و أصدروا احكاما غير قابلة للمراجعة .. احكام كذبها او على الاقل شكك فيها مراسلون اجانب .. فهي ليست احكاما مبنية على وقائع فهي ليست قانونية
و هي ليست اسلامية ابدا .. الإسلام واضح .. تقوم اجراءاته و قواعدها على درء الحدود بالشبهة لا على الأخذ بالشبهة .. هذا الأخذ بالشبهة و ترويج الاتهامات كالمخدرات هو طبع يهود فاحذروا من إصدار حكم بناء على شبهة فما بالكم حين تاتي الشبهة من ترامب ؟
لا أدري هل انتم من استطعتم اقناع ترامب بفيلم الكيماوي ؟ ليتكم استطعتم اقناعه اذن بواقعة احتلال القدس !!! و هذه اوضح و أجلى .. أم أنه هو الذي استطاع اقناعكم ؟ عجبا و هو لم يستطع ان يقنع بطلة افلام دعارة بسلامة موقفه الاخلاقي فكيف اقنعكم ؟
أيها السوريون و الأردنيون و اللبنانيون و الفلسطينيون :
إن سوريا هي المعتدى عليها منذ مئات السنين .. و منذ تم تقسيمها في أبشع احتلال تم بالقوة و الغطرسة و تحت ذرائع منحكم الحرية و الديموقراطية و مباديء ولسون ! كان تفتيت بلاد الشام و نزع الاسكندرون و فلسطين منها بداية موال الإذلال و الإخضاع و التفتيت .. و قد صفق بعضنا لكل ذلك املا بنيل التحرر متناسين ان لا حرية للمواطن بتفتيت الوطن
إن سوريا هي المعتدى عليها منذ حرب 1967 .. مهما فعلنا او لم نفعل و حتى لو رفعنا ملابسنا الداخلية رايات بيضاء سنة 1967 فإن ذلك لم يكن ليغني عنا شيئا و لم يكن ليحمي مصر و لا الأردن و لا سوريا من غوائل العدوان .. المخطط له و المرتب بتنسيق امريكي أولا فما اسرائيل الا مخلب يتم توظيفه حسب طبيعة المهمة
هي نصيحة لكل صاحب مبدأ .. لا تكن حيث تكون امريكا و اسرائيل كرامة للمبدأ الذي تعتنقه ..
أما دعاة اللطم من اجل اللطم و الاتهام بلا قواعد فليس لي بهم و لا علي منهم .. إنهم جزء من التبرير المعد للعدوان على امتنا.