الذريعة الكيماوية وأنياب”اسرائيل….؟”
نواف الزرو
غريب عجيب بل ومذهل هذا “الاستلباس” و”الاستكلاب” الامريكي المتمادي في مسألة السلاح الكيماوي السوري، أو الذريعة الكيماوية لمواصلة العدوان على سورية، فكلما”دق الكوز بالجرة”، اي كلما تراجعت مشاريعها ومخططاتها، تسحب الادارة الامريكية ورقة “استخدام النظام السوري للسلاح الكيماوي” مهددة بالقصف والدمار والخراب لسورية والنظام، بل ان مسؤولا اميركيا كبيرا هدد الخميس/2018-2-1/ ب” ان الولايات المتحدة لا تستبعد شن ضربات عسكرية في سورية بعد اتهامات بحصول هجمات كيميائية جديدة في البلاد”، فيما قال مسؤول ثان ان الرئيس الاميركي لا يستبعد اي خيار وان استخدام القوة العسكرية يتم بحثه على الدوام”، وبالتماهي مع التهديدات الامريكية أعلن وزير الحرب الاسرائيلي افيغدور ليبرمان في مقابلة مع صحيفة يديعوت احرونوت الاسرائيلية الاكثر توزيعاً، ان “الرئيس السوري بشار الاسد امر بشكل مباشر وخطط” للهجمات الكيماوية، مؤكداً انه “متأكد بنسبة 100%”، ولم يوضح ليبرمان سبب تأكده من ذلك. ثم جاء دور وزير الدفاع الأميركي جيمي ماتيس ليلوح الجمعة بقصف مناطق حيوية للنظام السوري في حال أعاد استخدام غاز السارين السام، مؤكدًا “ان نظام بشار الأسد استخدم غاز الكلور كسلاح في أكثر من مرة”.
وقبل ذلك تصاعدت الحملة الاعلامية الامريكية- الاسرائيلية على حكاية اسلحة سورية الكيماوية واحتمالية نقلها الى حزب الله، او سيطرة عصابات مسلحة عليها، كما تصاعدت بالتوازي التهديدات المشتركة بشن حملة – حرب عسكرية على سورية، بذريعة – او تحت بند – السيطرة على الاسلحة الكيماوية، قبل ان يتم نقلها الى حزب الله، والمصادر الاعلامية المختلفة اخذت تتحدث عن اتصالات وتنسيق ما بين الدولتين لوضع خطة في هذا الاتجاه – والتقديرات ان مثل هذه الخطة جاهزة منذ زمن.
فعلى الاجندة الاسرائيلية – الامريكية المتعلقة بتطورات المشهد السوري نتابع منذ بدايات الغزو الخارجي لسورية تهديدات لا حصر لها منها :
– الجهات الأمنية الإسرائيلية قلقة للغاية من مصير الترسانة الكيماوية السورية، ووقوعها بأيدي جهات خارج النظام، أو نقلها لجهات أشد عداء لإسرائيل مثل حزب الله في لبنان هآرتس” .
– مسؤولون إسرائيليون وأمريكيون رفيعو المستوى بحثوا خطة مشتركة للسيطرة على الترسانة السورية أو العمل على إتلافها وإبادتها مع سقوط النظام السوري – صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية.
– مباحثات بين مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين جرت حول عزم إسرائيل شن هجوم محتمل على مواقع الأسلحة الكيماوية السورية – الإذاعة الإسرائيلية الخميس-.
-رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية السابق اللواء أفيف كوخافي: يوجد تخوف واضح في الجيش الإسرائيلي من تسرب أسلحة استراتيجية من سورية إلى إيران وحزب الله/اذاعة الجيش الاسرائيلي.
-وزير الحرب الإسرائيلي السابق ايهود باراك يعلن: إن إسرائيل تستعد لتدخل عسكري محتمل في سورية ويضيف:”أمرت الجيش بزيادة استعدادات المخابرات وإعداد ما هو ضروري حتى نكون قادرين على دراسة تنفيذ عملية- القناة العاشرة بالتلفزيون الاسرائيلي” .
لا شك ان كل هذا التصعيد التهديدي الحربي الاسرائيلي الامريكي المشترك ضد سورية في حكاية الاسلحة الكيماوية، انما هو بالتأكيد تصعيد مبيت منهجي مع سبق الاصرار، وهو تصعيد يرتقي على لسان الخارجية والدفاع الامريكيتين الى مستوى حرب اقليمية، بل ان رئيس الوزراء ووزير الحرب الاسرائيلي-سابقا- باراك كان استحضر في المؤتمر السنوي للجنة اليهودية الامريكية في واشنطن، مصطلحات صهيونية حربية فقال:”ان اسرائيل تستشرف الغيوم الكثيفة تتلبد في الأفق…..!
والغيوم المتلبدة لدى الجنرال باراك تعني الحرب اولا واخيرا، والمسألة مسألة وقت..؟!
ولعل مسلسل التهديدات الاسرائيلية الامريكية في الآونة الاخيرة فقط، يؤشر تماما الى مثل هذا التوجه المبيت.
يضاف الى ذلك سلسلة طويلة متصلة من التهديدات الامريكية –الاسرائيلية لسورية، بذريعة استخدام السلاح الكيماوي.
والواضح ان التهديدات الحربية الاسرائيلية – الامريكية مفتوحة على لسان اقطاب المؤسسة الاسرائيلية والادارة الامريكية على كل المستويات العسكرية والسياسية والاعلامية.
بل لقد بات واضحا تماما ان هناك أجندة خفية تقف وراء حكاية الاسلحة الكياوية السورية، وهي بالتأكيد أجندة صهيونية بالكامل..!.
أفلا يدعو مثل هذا الضخ الاعلامي التحريضي الحربي المركز حول الاسلحة الكيماوية السورية، وحول امكانية التدخل العسكري وتدمير دمشق او الجيش السوري اوالبنية التحتية السورية والنظام تحت هذه الذريعة التضليلية المخادعة، الى التوقف وقفة مراجعة مثلا لدى كل اولئك المطالبين او المؤيدين للتدخل العسكري الخارجي، والذي لن يكون في نهاية الامر سوى تدخل امريكي-اسرائيلي-اطلسي..؟!
ثم الا يكفي كل اولئك وخاصة العرب العاربة ونخبة المثقفين والسياسيين منهم، ان تكون”انياب اسرائيل” بارزة للعدوان على سورية كي يستيقظ الجميع..؟!