بيان “لائحة القومي العربي” حول العدوان الثلاثي الجديد
كما عبر العدوان الثلاثي على مصر عام 56 عن أفول النفوذ البريطاني والفرنسي بعيد الحرب العالمية الثانية في بلادنا وتهاوي الإمبراطوريتين الفرنسية والبريطانية، كذلك جاء العدوان الثلاثي الأمريكي-البريطاني-الفرنسي
لذلك جاء العدوان الثلاثي الجديد اليوم عدواناً من “حلاوة الروح”، ليعبر عن الفشل، وليكشف عن العجز، وليرضي غرور الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي بات يبدو كحمارٍ ورديٍ كبيرٍ بعد أن افهمته المؤسسة الحاكمة في الولايات المتحدة أن العدوان الشامل على سورية لا قِبَلَ للولايات المتحدة بدفع فاتورته، لأنه سيعني مواجهة إقليمية ودولية مفتوحة، وسيعني زخ الصواريخ كالمطر على الكيان الصهيوني، وسيفتح، باختصار، أبواب الجحيم على مصراعيها.
نقول بأن العدوان الثلاثي الجديد جاء في لحظة كانت تؤشر فيها المؤسسة العسكرية الأمريكية على التراجع عما هدد به ترامب، فكان لا بد من “إنقاذ ماء وجهه هو”، وكان لا بد من التغطية على أكاذيب الغرب والكيان الصهيوني وأدواتهما على مزاعم “الكيماوي” في الغوطة الشرقية، لا سيما بعد توجه فريق دولي للتحقيق بشأنها، وبعد إرسال عدة إشارات بأن هناك في الغرب من يطالب بالتأكد من مزاعم الكيماوي قبل التورط في حرب كبيرة قد يعرف كيف تبدأ، لكنه لن يعرف كيف ستنتهي.
فرنسا وبريطانيا، من جهتهما، كانتا قد اطلقتا حملة دولية بسبب مزاعم الكيماوي الأخرى ضد خائن بلده روسيا سكريبال، وجعلت من تلك القصة عنواناً لمحاربة روسيا سياسياً، وبالتالي فإن مشاركتهما في العدوان الثلاثي الجديد، وبذرائع كيماوية مشابهة، لا تعدو عن كونها استمراراً للمعركة نفسها ضد روسيا.
لكن الطرف الذي استفاد، أكثر من أي طرف آخر، من التهويش الأمريكي حول القيام بضربة كبيرة ضد سورية هو الكيان الصهيوني، الذي راحت ترتعد فرائصه من الرد القادم لا محالة، بعد الغارة الصاروخية على مطار التيفور، لكن تمخض الجبل فولد فأراً، ولا زالت فرائص الكيان الصهيوني ترتعد.
العدوان الثلاثي الجديد لن يكون النهاية، لكنه قياساً بما تم التلويح به جاء متواضعاً جداً في نطاقه، وفي حصيلته الميدانية، وفي أثره السياسي، لا سيما أن الدفاعات الجوية السورية تمكنت من إسقاط معظم الصواريخ المعادية التي انتهكت أجواء الجمهورية العربية السورية.
لذلك يحق لسورية وحلفاؤها وأنصارها اليوم أن يفخروا بالنصر العربي الجديد على العدوان الثلاثي الجديد، ويحق لهم أن يكتسبوا ثقة جديدة بأن سورية ستهزم كل عدوانٍ جديد، وبأن موقفها السياسي والميداني بات أقوى بكثير، وعندما قال السيد الرئيس بشار الأسد أننا لم ننتصر بعد، إنما اقتربنا من النصر، فإنه كربان السفينة كان يعرف ماذا يقول، وإن هذا النصر الجديد على العدوان ليؤذن باقتراب موعد النصر الكبير، وإن من واجه سبع سنواتٍ ونيف من الإرهاب والتدخل الخارجي بثباتٍ وحكمة وشجاعة منقطعة النظير لم تفت في عضده تهديدات ترامب الرعناء، لتظهر الولايات المتحدة، بعد هذا كله، بمظهرٍ سخيفٍ لا تحسد عليه.
ندين العدوان بالضرورة، ونهنئ بالنصر الجديد.
عاشت سورية حرة عربية!
عاش النصر السوري المؤزر!
عاش جيشنا العربي السوري وحلفاؤه!
عاش القائد القومي العروبي الرئيس بشار الأسد!
عاشت الأمة العربية حرة متحدة!
لائحة القومي العربي
14 نيسان 2018