أنت هناك وإن كنت هنا
د. عادل سماره
قرأت كثيرا من القول: واين الرد السوري؟ اين ردنا؟ لماذا يُقال دائما سنرد في الوقت المناسب؟
كل هذه اسئلة مشروعة. وعليه، أن يقتنع هؤلاء بالرؤية السورية أو لا، فهذا شأنهم. لكنني اسألهم :
هل رددت أنت؟ ماذ فعلت ليس فقط منذ العدوان ضد سوريا، بل منذ صرت يافعاً؟
هل امتنعت عن شراء منتجات الأعداء؟ هل قاطعت مصنوعاتهم؟ هل وقفت ضد جارك التطبيعي؟ هل قلت لإبنك أو أخيك قاطع ابناء المطبعين؟
هل تدري انك تتبرع للعدو بثمن الرصاص والقنابل؟
هل ألقيت حجرا على قنصلية قطرية أو سعودية أو صهيونية امريكية…الخ، هل كتبت سطرا ضد وجود جمعيات خليجية باسم الدين تنشر الوهابية؟
باختصار، عليك أن تعلم أن الحرب واجب كل شخص وليس اي جيش أو نظام لوحده.
وبالعكس، لا انتصار إن لم يقف الشعب ويقاتل العدو.
أما ان تأكل وتشرب من يبعونه لك وتجلس امام الفضائية تنظر للنساء قبل الأخبار، ثم تلعن النظام السوري لأنه لم يرد فهذا بالضبط ما يريدونه منك. أنت من 400 مليون، هل تعلم أن الأعداء لم يخسروا لوح زجاج؟ لم يتم ضرب اية شركة للعدو. اي عدو.
قد تكون من الذين نزلوا إلى الشارع تضامنا مع سوريا. هل تعلم؟
هذا جيد، ولكن هذا يليق بغير العرب، بمتضامنين من أمم أخرى. لكن انحطاط السقف يجعل التضامن شغلا ما, لا بأس، ولكن نتمنى أن ينتقل هذا إلى الفعل. نعم حجر واحد على زجاج مؤسسة غربية هو أمر صاعق. إن كنت تجرؤ على رمي الحجارة، جرب ذلك، وسوف اقدم لك الماء والصابون لغسل كفك.
هل تعلم أن الأعداء يحبونك جدا، وربما هم الذين يحشون دماغك بهذا النقد الذي يُعفيك من الإخلاص حتى المعنوي والذهني ، يعفيك من اي عمل ، اية مشاركة، وفي نهاية النهار تهاجم وتشتم وتنتقد ثم تأوي للفراش مع زوجتك أو احلامك يقودك شعور أنك أتممت ما عليك، تملؤك فخامة النقد وتدبيج الكلام، كيف لا، فهي لغة وعلى الشبكة العنكبوتية. هذا دون أن تدرك أنك تخدم العدو، فأنت في المعسكر الآخر وإن كنت تنام بيننا.
عزيزي، بعد أن تقوم بدورك، قل ما تشاء. وبعد أن تقوم بدورك ستقول قولاَ آخراً.