مركز العودة يقيم نشاط برلماني لمناقشة السياسة البريطانية تجاه اللاجئين الفلسطينيين في ظل أزمة تمويل الأنروا
برعاية كريمة من النائب ديفيد درو الوزير في حكومة الظل لحزب العمال البريطاني، نظم مركز العودة الفلسطيني في 18 أبريل 2018م ندوة في البرلمان البريطاني لمناقشة أزمة تمويل الأنروا وعواقبها على المنطقة، إضافة إلى موقف المملكة المتحدة من اللاجئين الفلسطينيين وأهمية استمرار دعمها للوكالة الدولية.
واستضاف النشاط نخبةً من الضيوف وافتتح مع كريستوفر غانيس، الناطق الرسمي باسم الأونروا ومسؤول المناصرة والتواصل الاستراتيجي في الوكالة، حيث تحدث عن الخدمات الحيوية التي تقدمها الأونروا للاجئين الفلسطينيين في المناطق الخمس التي تعمل فيها (قطاع غزة والضفة الغربية والأردن ولبنان وسوريا).
كما حذر السيد غانيس من التداعيات الكارثية المحتملة إثر قرار الإدارة الأمريكية منع جزء أساسي من التمويل عن الأونروا، مشدداً في الوقت ذاته، على أن المساعدات الإنسانية ينبغي ألا تعفي الحكومات من العمل من أجل التوصل إلى حل سياسي يمنح اللاجئين الفلسطينيين حقوقهم، خاصة حقهم في تقرير المصير.
واعتبر السيد غانيس أن وكالة الأنروا تبذل جهوداً ضخمة لحشد تمويل من مصادر بديلة، وأطلقت لهذا الشأن حملة دولية تحت عنوان #الكرامة_لا_تقدر_بثمن وأكد أن الأنروا ملتزمة بالوقوف مع لاجئي فلسطين وحماية حقوقهم وكرامتهم.
بدورها تحدثت كرمة النابلسي، أستاذة السياسة والعلاقات الدولية في جامعة أكسفورد، عما تعنيه الأونروا للفلسطينيين سياسياً وتاريخياً. مذكّرةً أنه كان من المفترض أن تكون الأونروا حلًا مؤقتًا يعقبه عودة اللاجئين إلى ديارهم في فلسطين بعد وقت قصير من تشريدهم في عام 1948، وحذرت من أن إنهاء الأنروا بالشكل الذي تتبدى ملامحه الآن سيكون كارثياً.
وخلصت النابلسي إلى أن أزمة الأونروا هي نتاج مشروع سياسي لتفكيك الوكالة وتقويض حقوق اللاجئين الفلسطينيين، وشددت على أهمية فهم الوضع الحالي في فلسطين باعتباره عملية مستمرة من الاستعمار الاستيطاني.
آن عرفان، وهي مؤرخة في كلية لندن للاقتصاد وجامعة ساسيكس ومتخصصة في تاريخ الأونروا، ألقت الضوء على الاتجاهات التاريخية البريطانية في التعامل مع الفلسطينيين، وأوضحت أن أصل المسؤولية البريطانية عن المحنة الحالية للاجئين الفلسطينيين يبدأ مع وعد بلفور عام 1917م والاحتلال البريطاني لفلسطين، واعتبرت السيدة عرفان أن بريطانيا ماضيةٌ في تجاهل الأسباب الجذرية لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين حتى الآن.
واختتمت أوراق الندوة بمداخلة عبر الفيديو كونفرنس من بيروت قدمها الأستاذ علي هويدي، المدير العام لـ “الهيئة 302 للدفاع عن حقوق اللاجئين”، وهي منظمة فلسطينية مقرها في لبنان تعنى بحقوق اللاجئين ومتابعة شؤون الأنروا، حيث اعتبر هويدي أن على الأونروا إنهاء خدماتها فقط عندما يتم تطبيق حق عودة اللاجئين الفلسطينيين، معرباً عن أسفه لحقيقة أن الأموال تكون متوفرةً دائماً من أجل شن الحروب، لكن عندما يكون اللاجئون الفلسطينيون بحاجة إلى المساعدة فإنهم يحرمون من الدعم.
كما تحدث هويدي النتائج المخيبة للآمال لمؤتمر المانحين للأونروا في روما وطالب المجتمع الدولي والدول المانحة بسد فجوة التمويل المطلوبة للوكالة للاستمرار في تقديم خدماتها، وتوجه بالشكر إلى الدول التي قامت بتقديم التبرعات حتى الآن.
وتأتي هذه الندوة ضمن سلسلة فعاليات يرعاها المركز في الساحة السياسية البريطانية وفي الأمم المتحدة بهدف استقطاب الاهتمام الدولي نحو قضية اللاجئين الفلسطينيين وتحصيل مكاسب سياسية وقانونية وحشد الدعم والتأييد للقضية الفلسطينية.