مخيم اليرموك بين التهجير و التحرير والتباكي على الدم الفلسطيني والدم السوري لا بواكي له
حسين مطاوع كريم
لم تترك الدول و القوى المعادية لسوريا وسيلة إلا و إستخدمتها في العدوان على سوريا ولا ضرورة لإعادة التذكير بها سواء عبر الخطاب الطائفي الفتنوي أو عبر التضليل الإعلامي الذي تجاوز أفلام الخيال و كل ذلك من أجل إستقدام مرتزقة من كافة دول العالم عبر إثارة غرائزها الإجرامية تحت عناوين طائفية وإنسانوية و كل ذلك كذباً و زوراً .
ما يهم من هذه القراءة السريعة ليس من أجل العودة لبدايات العدوان على سوريا الذي تجاوز عمره الأربعون عاماً ومن الوهم القول إنه مطلع عام 2011 ولست بوارد الكتابة او النقاش في مراحل تطوره بل تقديم قراءة لفتح الآفاق لمن يريد فهم الحقيقة حول ما جرى و يجري في مخيم اليرموك و باقي المخيمات الفلسطينية، لأن ما ينطبق على مخيم اليرموك ينطبق على باقي المخيمات الفلسطينية في سوريا لكن اليوم يتصدر اسم مخيم اليرموك الصدارة لما له من مكانة وجدانية في قلب و عقل الشعب الفلسطيني و العربي لإن اليرموك كان على الدوام الرافد الحقيقي للثورة الفلسطينية في كافة معاركها ضد العدو الصهيوني و قدم الآلاف من الشهداء وتشهد مقبرة الشهداء في اليرموك التي دنسها الإرهابيين ونبشوا قبور الشهداء. و أغلب فصائل الثورة الفلسطينية كانت تقود نضالاتها عبر مقارها في المخيم، لرمزية المخيم كعنوان للشتات الفلسطيني يتم تداوله في وسائل الإعلام أكثر من غيره و هذا واضح من سيل البيانات الكاذبة التي ظهرت من بدايات العدوان على سوريا بإلصاق التهم جزافاً من باب التضليل والتعمية عن الحقيقة الجرمية التي ترتكبهاالمجموعات الإرهابية التي إقتحمت المخيم والعمل الحثيث لدرء التهم عن جرائم المجموعات الإرهابية
و هذا واضح بالبيان الذي صدر مؤخراً عن الكاتب العميل المرتزق الذي زار فلسطين المحتلة مؤخرا ًعبر مطار بن غوريون المدعو” ماجد الكيالي “وجمع على بيانه عدد من تواقيع الكتبة المرتزقة على بيانه المشؤوم لأن هؤلاء الكتبة المرتزقة العملاء شكلوا غطاءاً لتبرير إجتياح الإرهابيين المناطق السكانية الآمنة على إمتداد الجغرافيا السورية ومنها المخيمات الفلسطينية ،كمخيم النيرب،حندرات،مخيم خان الشيخ،السبينة ومخيم اليرموك وقدم أبناء هذه المخيمات التضحيات و الشهداء على قلة الإمكانيات المتوفرة للدفاع عن المخيمات ومنع سقوطها بيد العصابات الإرهابية المسلحة التي لها حواضن خمشاوية في المخيمات وتمتلك التسليح والعدد الكبير من الإرهابيين القتلة الذين دخل أغلبهم عبر الحدود سواء من الأردن او لبنان او تركيا او من الجانب الإسرائيلي. و سقطت هذه المخيمات وفيما بعد تم إستعادة اغلبيتها على يد الجيش العربي السوري والقوى الحليفة وفي مقدمتها ابناء المخيمات الفلسطينية ومخيم اليرموك بقي بيد الإرهابيين وعمدت المجاميع الإرهابية على القتل و التنكيل بأبناء هذه المخيمات الفلسطينية لدفعهم للهجرة عن المخيمات الفلسطينية لما لذلك من تعريض لهوية المخيم، كمخيم طاريء على طريق العودة و التحرير لفلسطين . هذه الهجرة و الشتات الجديد للفلسطيني تشارك معه المواطن السوري الذي نزح إلى المناطق التي تحت سيطرة الحكومة الوطنية السورية أو بالهجرة إلى المنافي عبر البحار و البراري إلى دول الجوار و أوروبا وتقطعت السبل للكثير منهم و منهم من إلتهمته وحوش البراري و أسماك البحار مضافاً تعرض الكثير منهم للقتل على يد عصابات المتاجرة بأعضاء البشر،
نعم مخيم اليرموك حاله كحال المدن و البلدات السورية التي إغتصبها الإرهابيون وما أن يدخلوها و يستقر بهم المقام إلا و يدب الخلاف و الصراع تقتيلاً على النفوذ و المغانم لذلك أغلب السكان المدنيين الآمنين يفرون إلى مناطق سيطرة الدولة الوطنية (و هذا برسم أعداء الدولة الوطنية لماذا الهرب إلى مناطق سيطرة الدولة الوطنية السورية ويهربون من نعمة ثوار الجهاد والحرية..الخ)أو خارج البلاد و هذا ينطبق على أهالي مخيم اليرموك حيث هرب ما لا يقل عن 80% من السكان سواء أكانوا فلسطينيون أو سوريون( بالمناسبة عدد السوريين في المخيم يوازي عدد الفلسطينيون) و بقي عدد ضئيل من الذين لا يملكون قوت يومهم ولا يملكون المال للسفر أو لإستئجار سكن في مناطق سيطرةالحكومة الوطنية و بقي من لهم إرتباطات بحركة خماش ما يسمى بأكناف بيت المقدس (او بالعصابات الأخرى التي تتمول وتتسلح من دول العدوان ) التي خانت و شرعت أبواب المخيم لباقي المجموعات الإرهابية بناءاً على أوامر دول العدوان و على وجه الخصوص “قطر_ تركيا_إسرائيل ” و سرعان ما دب الخلاف و الصراع بين المجموعات الخمشاوية و من يدور في فلكها سواء السورية أو من حملة الجنسيات العربية و الأجنبية و كانت الغلبة لهذه المجموعات و تم القضاء على أكناف بيت المقدس الخمشاوية و من بقي منهم حياً أعلن الولاء والمبايعة للمجموعات الإرهابية المنتصرة على مجموعات خماش أو فرت خارج المخيم مُضافاً لمجموعات و أسماء و رموز كانت في صفوف الإرهابيين المسلحة بعد أن هربت من المخيم إلى خارج سوريا الآن تتصدر مواقع إعلامية إرهابية لإستكمال دورها التآمري على المخيم و الوطن السوري بتقديم روايات وبكائيات للنيل من سوريا وطهارة جيشها.
منذ تلك الأيام السوداء التي مارست خماش دورها الإرهابي إنتفت الصفة الفلسطينية عن المخيم و أعلن قادة الإرهابيين السياسيين عبر منابرهم أن المخيم أرض سورية بالتالي دخوله و إعتباره أرض محررة من النظام لإستكمال ما يسمونه تحرير باقي المناطق من سيطرة و نفوذ الحكومة السورية و هذا ما عملت عليه قيادة خماش في قطر و لم نسمع تلك الأيام هذه الاصوات الناعقة اليوم تندد بالإرهابيين أو بقيادة خماش التي أجرمت بحق المخيم وأهله !!
لكن الذين صمتوا عن جرائم خماش في غزه يوم ما أسموه الحسم العسكري ومارسوا أبشع أنواع القتل كجريمة مقتل اللواء نصر ابوشاور الذي أطلق الرصاص داخل فمه(هو ابن عم وزوج شقيقة الكاتب الروائي رشاد ابو شاور وبالإمكان قراءة ما كتبه رشاد عن ذلك متوفر ع جوجل) لإنه رفض الإنصياع لأوامر خماش بخلع ملابسه ويظهر على الشارع بملابسه الداخلية. وقصة الشهيد سميح المدهون وغيره متوفرة على المواقع الإلكترونية.
لماذا تأخر تحرير المخيم من العصابات الإرهابية الإجرامية
عملت الحكومة السورية على معالجة ملف المخيم بكل حكمة و تروي و أوكلت مهمة التحرير للفصائل الفلسطينية لتجنيب الدولة الوطنية محاولة إتهامها بأنها تستبيح المخيم و الدم الفلسطيني ولا تريد الإنشغال بالتصدي لهذه الإتهامات الدنيئة رغم أن التحرير لا يستهدف المخيم و الدم الفلسطيني بل يستهدف القضاء على العصابات الإرهابية المجرمة و من أجل هذه الغاية عقدت الفصائل الفلسطينية عددا ًمن الإجتماعات
وأوفدت الرئاسةالفلسطينية عضو اللجنة التنفيذية “أحمد المجدلاني و عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عباس زكي” لهذه الغاية، ولكنها لم تتوصل إلى نتيجة للعمل على ضرورة الحسم العسكري و تحرير المخيم من العصابات الإرهابية و ذلك لإرتباط بعض التشكيلات الفلسطينية بما فيهم الرئاسة لدول العدوان والتآمر وعملت هذه الدول على منع تقديم الغطاء السياسي أو المشاركة في تحرير المخيم مما حال دون هذا وترك ابناء المخيم لمواجهة قدرهم المحتوم إما بالهجرة من المخيم ومن تبقى رهينة في يد العصابات الإرهابية لتوظيف والإستخدام . و هنا لا بد من تسجيل الإحترام و التقدير لبعض الفصائل التي أخذت على عاتقها الدفاع عن ما تبقى من إحياء سكنية في المخيمات الفلسطينية منها جيش التحرير الفلسطيني ،القيادة العامة و لواء القدس و فتح الإنتفاضة وقوى فلسطينية أخرى امتزج دمها الطاهر مع الدم السوري الطاهر دفاعا عن طُهر الأرض السوريةِ .ولا بد من الإشارة أن الجهة التي كانت تعمل ليل نهار لتعطيل أي حل وتحرير للمخيم هي قيادة خماش في قطر التي لها مجموعات إرهابية مسلحة في داخل المخيم،
بعد هذا الفشل الكبير للفصائل الفلسطينية من تحرير مخيم اليرموك و ما بعد الإرهاب لم يتبقى في داخل المخيم سواء فلسطينيون أو سوريون سوى عدد ضئيل من الفقراء فلسطينيون وسوريون الذين لا يمتون بأي صلة للإرهابيين وعوائلهم فكان لا بد من الدولة الوطنية بحكم الولاية الدستورية المناط بها من الدستور السوري وهو من واجباتها ضرورة صون وحدة البلاد و الشعب وتحقيق الأمن و الامآن فكان لا بد من التدخل العسكري بعد أن افشلت المجموعات الإرهابية كافة المبادرات السلمية( بناءا على أوامر المشغلين) لحقن الدماء على غرار ما جرى يوم تحرير داريا و بقية الغوطة الشرقية فلم يعد هناك خنجر للإرهاب في الخاصرة الدمشقية سوى الحجر الأسود و مخيم اليرموك، فما يجري اليوم هو إستعادة الأمن و الأمآن لكل شبر من الأراضي السورية و قطع لدابر الإرهاب وتحقيق الهزيمة لمشروع إسقاط سوريا وتقسيمها وليعلو صراخ العملاء المرتزقة الإرهابيين و مناصريهم في كل مكان كما يحلو لهم فالجيش العربي السوري البطل لا يسمع هذه الصرخات و العويل و التباكي الجارف في وسائل الإعلام لإن خبطة أقدامهم الهدارة تعلو على كل صوت
فهذه الصرخات و العويل و البكاء الكاذب سمعناه يوم تحرير باب عمرو و القصير و حلب و بالأمس الغوطة الشرقية و يوم و يوم……..، بالنهاية عادوا إلى جحورهم خائبين
و فشل رهانهم على العصابات الإرهابية المرتزقة سواء كانت فلسطينية أم سورية أم شيشانية أم من الإيغور ومن جنسيات أخرى وهي عبارة عن عصابات بلاك وتر ألبسوها لحى ذات مضامين وشعارات إسلامية . فالإرهاب
و المتآمرين مصيرهم إلى زوال و سوريا بشعبها بجيشها بقيادتها الوطنية باقية باقية باقية مهما علا الصراخ و العويل والتضليل.
المجد للشهداء والشفاء العاجل للجرحى.
تحيا تحيا سوريا
المجد للقابضين على جمر المبادئ من أجل إنتصار سوريا و تحرير فلسطين كل فلسطين.
الخزي والعار للخونة والعملاء المرتزقة أعداء الإنسانية.
تحليل واقعي وواضح يضحض الادعاءات الكاذبة حول القضاء على مكونات المخيم البشرية والمادية من قبل الجيش السوري