زمان الميزان يطال الدكان
مصطفى منيغ
للزمن ، أحكام وضعها القدر في طي الكتمان ، تنتظرُ المعنيين بها حيثُ التوقيت المُحدَّد بميزان ، مضبوط لحكمة آية في الإنصاف والعدل وما يستحق الإنسان ، في دنياه قبل الرحيل في هدوء واطمئنان ، أو محنة تلازمه ليوم النشور ولا مناص له إلاَّ بتقديم الحساب عمَّا صال وجال و كان.
… أناس منهم مَن حسب المملكة المغربية في محيط طموحاته المشكوك في مصداقية كفاءته ليحظى بتحقيقها على النهج المشروع القويم والوضوح غير المحتاج لتبيان، فيلجأ للسطو على إبداعات أفكار غيره مُحولا ايجابياتها لسيطرته بعدها لاستفادته منفرداً عن طريق نفوذ سياسي يستغله بدهاء يقربه لا محالة لارتكاب المعاصي بأحجام لن يقدرَ التخلُّص منها مهما ساقه نوع من الندم لمسلك التظاهر بشيم الإحسان. الغريب مثل القوم يحيون بوجهين أحدهما واجهة تقابل كل من سقط في كمين صاحبها بما تصطنع داخلها من بريق يجذب جذب لهيب شمعة صغار الحشرات طمعاً في الاغتسال بما تخيَّلته نوراً فتتحول باقتحامها الغير المقدِّر المخاطر لقطرة سائلة تُبقِي لغيرها من العقلاء عبرة عما كانت فاعلة عساهم يتجنبون النار المحرقة كأضعف الإيمان، وثانيهما مُسلطة عليه مساحيق تجميل مصدرها ما تختزنه نفسه من خِطط تندرج في رغباته المترجمة سريا همسات متبادلة بينه وما يسكنها من إبليس لا يستكين حتى يُلحق الأذى بالمصطاد امرأة أو رجلا كلاهما على درجة من المعرفة والحماس غالب الأحيان، ليمتص ما يمتص مما يتخذه ضمانا لمستقبله المادي وإضافة تلو إضافة لدكانه السياسي المشهود بما وصل إليه من فشل ذريع لا يُحسد عليه في هذا الأوان ، داخل الجماعات المنتَخبة محليا أو البرلمان ، علما أن المقتات بأفكار واجتهادات ونضالات وتضحيات الآخرين مصاب مهما اختبأ خلف تلك المؤسسة السياسية العديم صاحبها الضمير بما هو اخطر من السرطان ، بعد نهايته يتكفل التاريخ ليظل اسمه درساً يًحكي بالدليل والبرهان ، إظهاراً لحقوق ضحاياه (وما أكثرهم) ولانكسار باطل اعتمده من اعتمد ظناً أن الحقل المُشتغل فيه بما اشتغل سيعفيه عن المساءلة ويُصدِّق عليه الأمان الاستقرار صنعه في المغرب مَن تألَّم وصبِر عن قوة إرادة وليس عن ضعف إيمان ، ومهما حاول البعض لن يحصد غير الريح بل ستظل اجتهاداته البئيسة ليعم هذا البلد أي نوع من الطوفان ، مجرد أضغاث أحلام عسيرة التأويل مضطربا نفسياً المقصود بها أياً كان ، ومذموم موقظ الفِتن ، السياسة كالاشتغال بها في حاجة لمن يدرك أن المغاربة وصلوا من الوعي ما يستطيعون به الإفصاح عن الرأي المسؤول البعيد كل البعد عن المزايدات الكلامية العقيمة متى جدَّ الجد وكان الحدث أو الأحداث المُعاشة مطلوب الوقوف صفا منيعا قادرا على استئصال الضرر الناتج عنها بالحكمة والحق والقانون وعند الامتحان يُعز المرء أو يهان ، فعلى زعيم ذاك الدكان ، المحسوب على الاشتغال في ذات الميدان ، أن يفهم أن قضايانا الوطنية الكبرى في غير حاجة لمن جاء على شاكلته لا يفكر بعد حصوله على حمار إلا أن يزيد عليه الحصان .