أقلام الوطن

ردً على خبر صهيوني مقرف!!!

سماك العبوشي

      كنت قد ألزمت نفسي بعدم الكتابة مرة أخرى، والتزمت طيلة سنتين أو اكثر بهذا، حتى استفزني خبر مثير وقعت عيناي عليه في موقع القدس العربي بتاريخ 3/ 5 / 2018 وتحت عنوان رئيسي “الرئيس الإسرائيلي مهاجما عباس: لا حوار ولا تفاوض”، عندها تحرك شيطان الكتابة ودفعني دفعا لأن أكتب مقالة ردا على ما جاء فيه من استفزاز وقح ، أقتبس نص الخبر:

” اتهم الرئيس الإسرائيلي، رؤوفين ريفلين، الرئيس الفلسطيني محمود عباس، بمعاداة السامية معتبرا تصريحاته مجرد افتراءات.

وقال ريفلين: إن أفكار عباس المعادية للسامية، من الصعب أن تقدمه كشريك للسلام، وبأنه هو من اختار هذه الطريق مؤكدا بأن، لا حوار، ولا تفاوض مع أي معاد لإسرائيل.

واضاف أن إسرائيل دولة تسعى دائمًا إلى السلام مع جيرانها، لكن لا تقبل أبدًا، أولئك الذين لا يعترفون بحقها في الوجود.

من جانبه، زعم وزير التعليم نفتالي بينت، إن عباس غارق في معاداة السامية والعنصرية من الرأس وحتى أخمص القدمين.. وإنه يواصل تقليد أسلافه، في اشارة الى المفتي الذي كان صديقاً لهتلر، وعرفات، قاتل اليهود حسب زعمه، وقال بينت ان الرئيس الفلسطيني يصب سم العداء للسامية في عقول الجيل القادم، مؤكدا ان السلام سيتحقق في الميدان، وليس عبر سلطة معادية للسامية.”… انتهى الاقتباس.

      فأقول – بادئ ذي بدء – ردا على ما جاء من وقاحة وزيف ادعاء أعلاه:

أحمد الله كثيرا أنكم زففتم لنا ببشرى عدم التفاوض ولا الجلوس معنا للتحاور، فورب الكعبة المعبود لا خير بمجالستكم ولا شرفا، ولا نفع من الحوار معكم أبدا، ولنا معكم صولات جلسات وتفاوض امتدت لأكثر من عقدين من الزمن ، فكان كحوار الطرشان بلا ذي جدوى، سرقتم خلالها أحلام شعبنا وطموحاته، وانعكست واقعا مأساويا على شعب فلسطين الصابر المحتسب والذي كان كمن حسب السراب ماءً فراح ينتظر وهو ظمآن وعودا وردية بقرب قيام دولته فإذا بها أضغاث أحلام ليس إلا!!.  

      ثم أزيد متهكما مستغربا مما جاء بالخبر أعلاه :

أقسم بالله ثلاثا أنني لم أعد أفقه ما عدا مما بدا!!، وكأن السيد الرئيس عباس بما كان قد اتخذه من قرارات وما قدمه لكيانكم الغاصب طيلة سنوات التسوية الجوفاء تلك لم يُشبع نزواتكم!!، ولم يُرض غروركم وصلفكم!!، ولم يرتو طمعكم!!، فبتم تسألونه هل من مزيد!!، فما الذي تبقى في جعبة قيادة السلطة من تنازلات حتى تسعوا إليها وتسألوا عنها!!؟، ثم ألا يكفيكم تنازله عن 80% من أرض فلسطين التاريخية رغم أنف شعبه الصابر المحتسب وقبوله بإقامة دويلة فلسطينية مقطعة الأشلاء والأوصال على 20 % من فلسطين التاريخية لم تتحقق حتى يومنا هذا!!؟.

      وأتساءل، موجها كلامي إلى الرئيس الصهيوني (رؤوفين ريفلين) ولغيره من قيادة الكيان الصهيوني الغاصب مما يسمون بيهود الاشكيناز ، وما ساقه من اتهامات للسيد الرئيس بأنه معاد للسامية ، فأقول:

–           سبحان الله العظيم … أتناسيتم أننا نحن العربَ من نسل سام أيضا!؟، فهل يعقل أن نكون معادين لأصلنا ياترى!؟.

–           ثم من قال أنكم من أصل سام!؟، أتناسيتم أصلكم ومن أي الجذور انحدرتم أنتم!؟، وأن معظمكم إنما هم من يهود الخزر في شمال جبال القوقاز!!، وبأنكم لستم من نسل نبي الله يعقوب “إسرائيل” عليه السلام!!؟.

 

     وأزيدك يا (رؤوفين ريفلين) من الشعر بيتا فأخبرك بمعلومة ربما تناسيتها، بأن اليهود الحقيقيين – نسل سام – هم أبناء نبي الله يعقوب عليه السلام “إسرائيل” المتواجدون أصلا في بلادنا العربية – مهبط الرسالات السماوية الثلاثة- ولستم أنتم الذين جذور معظمكم تمتد إلى مملكة الخزر الوثنية الهمجية التي اشمأز ملكها يوما من وحشية وهمجية أبناء مملكته (أسلافكم) فقرر بين ليلة وضحاها في القرن السابع الميلادي اعتناق اليهودية!!، فما أقبحكم وأنتم تدّعون كذبا وزورا بأنكم شعب الله المختار!!، وما أرذلكم قوما تنادون بصلف وكذب بعائدية أرض الميعاد في فلسطين لكم باعتبارها إرث آبائكم وأجدادكم!!.

 

     وأعود لتصريحات (رؤوفين ريفلين) المنادية بعدم أهلية السيد الرئيس عباس ليكون شريكا معه للسلام،  متسائلاً:

–           أيعقل أنكم بهذه الدرجة من الغباء وعدم الفطنة حيث اكتشفتم الآن فقط بأن السيد الرئيس محمود عباس معاد لكم وللسامية طيلة سنوات طويلة من عملية سلام مزعومة كاذبة الأهداف والمقاصد رغم  جملة التنازلات التي قدمها إليكم كي تنجح التسوية وتمضي ويتحقق حلمه بدولة فلسطينية ولو على مساحة لا تزيد عن 20% من أرض فلسطين التاريخية!؟.

–           ثم .. كم تحتاجون إذن من سنوات لتعرفوا كُنْهَ تفكير السيد الرئيس عباس!!؟.

–           أما كفاكم أنه مهندس أوسلو وحامي وراعي خطواتها وتداعياتها الكارثية على قضية فلسطين وشعبها الصابر المحتسب!!؟.

–           أما كفاكم ما جرى في عهده الميمون من تغيير وتعديل في بنود الميثاق الوطني الفلسطيني والذي جرى وتم تنفيذه إرضاءً لكم ولأطماعكم !!؟.

–           أما أرضاكم وأشبع مطامعكم وغروركم إصراره على لجم المقاومة وكبح جماع تطلعات الشباب الفلسطيني بالتصدي لآطماعكم في أرضنا المحتلة بحجة الحفاظ على التسوية السياسية المهلهلة معكم!!؟.

–           أنسيتم التنسيق الأمني الذي تمسك به السيد الرئيس أبومازن والذي بموجبه تم الزج بشباب الانتفاضة والمقاومة في سجون ومعتقلات السلطة الفلسطينية ليخلو الجو لكم فرحتم تقضمون بنهم عجيب أراضي فلسطينية وقمتم بتهويدها وبناء مستوطناتكم عليها!؟. 

–           وهل وجود “إسرائيل” بمفهومكم ومنطلقاتكم الفكرية وأدبياتكم السياسية إنما يقصد به طمس الوجود الفلسطيني وتشريد أبناء فلسطين خارج أرض فلسطين كي تستريحوا وتهيمنوا على باقي مقدراتها!؟.

 

     وردً على وزير التعليم الاشكينازي الخزري الاصل والمنبت والجذر “نفتالي بينت” :

عن أي سلام ياهذا تتحدث وعن أي ميدان قصدت!!؟، وكم سيحتاج السلام المزعوم هذا من سنوات زيادة عما مضى ليتحقق بنظرك!!؟، أما كفاك عقدان من الزمن وأكثر من جولات وحوار وتفاوض!!؟، ألم يكن السيد الرئيس عباس مهندس عملية السلام التي جلستم على موائدها مع مبعوثيه طيلة السنوات المنصرمة!؟، ألم يكن السيد الرئيس عباس أحد قادة أوسلو حين انطلقت التسوية عام 1993 والتي جرت وقائعها تحت ناظريه فلم يتخلف عنها لحظة واحدة كما وشارك بصنع ورسم خطوطها العريضة ووضع تفاصيلها وإياكم!؟،  فما الذي تحقق من نتائج أوسلو حتى يومنا هذا وما الذي جناه أبناء فلسطين!؟

    

     وأرد على تساؤلاتي تلك فأقول مطمئنا، ولا يحتاج الأمر لعناء بحث وتدقيق لنعرف الاجابة:

–           ها هي المستوطنات الصهيونية قد ابتلعت معظم مدن وقرى الضفة الغربية تحت مسمى التسوية وعملية السلام الفلسطيني “الإسرائيلي”!!.

–           كما ولا بصيص أمل على المدى المنظور لدولة فلسطينية على مساحة 20% من أرض فلسطين التاريخية!!.

–           وها هي القدس تنتظر بألم شديد غدر راعي السلام لها وانتقال سفارته إليها من تل أبيب!!.

–           وها هو الفقر المدقع يضرب أطنابه ليصيب معظم أبناء الرباط في الضفة وغزة!!

–           … وغيرها … وغيرها من تداعيات السلام المزعوم وأضغاث أحلامه!!.

ثم وبكل قباحة وصلف تتحدث عن سلام مزعوم سيتحقق في الميدان!!.

 

     ختاما أقول للسيد الرئيس محمود عباس:

كفاك سيدي الرئيس استجداءً وخنوعا للكيان الصهيوني!!؟.

تالله وبالله لكأنك لم تقرأ أبدا تاريخ أجداد من تشبه هؤلاء بهم وأشربوا عقائدهم وأفكارهم من عهد نبي الله موسى (عليه السلام)، فتلك لعمري قصة البقرة التي راوغوا ودلّسوا وكذبوا وطالبوا وتقلبوا فذبحوها (وما كادوا يفعلون) وبرغم ذلك فإنهم لم يؤمنوا برسالة موسى عليه السلام!!، ثم كأنك قد نسيت ما قدمه لهم نبي الله موسى عليه السلام من معجزات ربانية بآيات الله التسع التي عاصروها وشاهدوها بأم أعينهم أيام فرعون مصر، ثم شقه البحر بعصاه بإرادة الله تعالى ومشيئته وإنقاذه لهم من عبودية فرعون ورِقـّه لهم، ثم اتبعوا السامريّ حين غاب عن ناظريهم قاصدا لقاء ربه فعبدوا ثورا ذا خوار صنعوه بأيديهم وبغواية شيطانهم السامريّ!!.

    

     سيدي الرئيس ابا مازن رعاك الله:

ذاك نبي الله موسى عليه السلام وتلك لعمري معجزات شاهدوها بأم أعينهم فلم يرعووا وانحرفوا عن جادة الحق والصواب، فأعياه الأمر وفُتّ في عضده ، أفأنت أكثر إلهاما وقدرة ومعجزة من نبي الله موسى في انتزاع حقوق شعبك الفلسطيني من مخالب هؤلاء!!. ثم كيف بك الآن مع قوم اعتنقوا اليهودية زيفا من وثنية كانوا عليها وتعلموا فنون الدجل والشعوذة وحب المال على يد حاخاماتهم في القرن السابع الميلادي وجاءوا لتنفيذ أجندة مرسومة لهم على أرضنا المقدسة بعدما سيطر زعماؤهم على مقدرات المال والاقتصاد في أوربا وأمريكا!!؟.

    

     سيدي الرئيس عباس هداك الله وسدد خطاك وأنار لك بصائرك…

لقد آن الأوان لتنزع وهما تلبسك طيلة عقدين من زمن واكثر، انهمكت خلالها وسعيت جاهدا مجتهدا لتحقيق أحلامك، فلتختم حياتك أطال الله بعمرك بقرار شجاع جريء سيذكره لك شعبك يتمثل بإعادة البريق لفتح ونضالها، وإلغاء عملية التسوية والدعوة لرص الصف الوطني والفصائلي الفلسطيني وإعادة الحياة بمنظمة التحرير الفلسطينية من خلال إحياء بنودها الملغاة وإلغاء تجميد الآخرى لتنال رضا رب العباد أولا، ودعم أبناء شعبك الصابر المحتسب من أبناء الرباط ثانيا لتكون رمزا لهم وسيذكرك التاريخ بفخر أبدا.

 

     قال الله تعالى في محكم آياته:

“وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىٰ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا ۚ“.

simakali@yahoo.com

2018/4/5

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *