هدف العدوان بينما نتنياهو في موسكو
رشاد أبوشاور
صعّد الكيان الصهيوني من عدوانه على سورية بينما كان رئيس وزرائه نتنياهو في زيارة لروسيا بمناسبة عيد الانتصار في الحرب الوطنية العظمى( الحرب العالمية الثانية)، وكأنه بهذا يوحي برضي روسيا عمّا يفعله، في محاولة خبيثة منه لدق إسفين للتشكيك في مصداقية الصداقة الروسية السورية.
فجر هذا اليوم الخميس 10 أيّار صعّد الكيان الصهيوني من هجماته الصاروخية ، بعد هجومه قبل يوم على معسكر للجيش العربي السوري في منطقة الكسوة جنوب دمشق، أفشل بالصورايخ السورية المعترضة التي أسقطت الصاروخين الموجهين.
سورية باغتت العدو الصهيوني برشقات صاروخية سقطت على مواقع عسكرية ، صاروخية ورادارية، في الجولان المحتل، والجليل الفلسطيني..ولم تعلن عن هجومها الصاروخي المكثّف تاركة للعدو بنفسه أن يعلن، وهذا الهجوم الصاروخي يحدث لأول مرّة منذ انتهاء حرب تشرين 1973، ولهذا معناه وأبعاده.
سورية ردّت على نتنياهو وهو في موسكو وبصواريخ روسية غالبا، مع إن بعضها كما هو متوقع صناعة سورية،، وهي بهذا تفشل هدفه بالإيحاء بأن روسيا ستسكت على هجمات واعتداءات الكيان الصهيوني على سورية!
سورية بهذا تقول بصواريخها التي أصابت أهدافها بدقة، وألحقت خسائر في معسكرات ومواقع جيش العدوان واضطرت تجمعاته في الجولان والجليل أن تهرول إلى الملاجئ: نحن نرد عليك يا نتنياهو وأنت في موسكو، لأن قرارنا مستقل ولا يمكن أن يرتهنه صديق أو عدو.
الرد السوري له معنى محدد وحاسم: انتهى زمن الاعتداءات علينا دون رد عقابي صارم، وإسقاط طائرة الفانتوم الأكثر حداثة في الترسانة العسكرية الأمريكية ليس آخر ردودنا.
هناك في الرد السوري رسائل لعدّة أطراف: أولها أمريكا التي تحتل مناطق سورية شرقي الفرات، ولتركيا المعتدية على شمال وشرق سورية، ولأنظمة الرجعية العربية بقيادة آل سعود.
أهذه كل الرسائل؟ لا فهناك رسالتان، واحدة للإرهابيين: لن يحميكم أحد في العالم، لا أمريكا، ولا الكيان الصهيوني، ولا مموليكم في السعودية وقطر،ولا محتضنيكم ومشغليكم في دولة أردوغان والإخوان المسلمين.
ولملايين العرب هناك رسالة: سورية صامدة، وتتقدم من انتصار لانتصار، وهي تقاتل أعداء الأمة العربية، وستبقى ثابتة على انتمائها وخياراتها، وفي مقدمتها: خيار المقاومة.
نشرة “كنعان” الإلكترونية