ما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة
أما والسابق على أشده بين عرب وفلسطينيين يتطوعون لتقديم وطننا هدية للعدو، وجدت من الحق والحقيقة أن انشر هذه المقالة للراحل والدي حيث يتطلبها مقتضى الحال.
هاني البرغوثي
بقلم المغفور له بإذن الله محي الدين البرغوثي
في غفلة من غفلات التاريخ اقتضت حكمة الله أن يكون لهذه الأمة عدوا شرساً ساعدت في وجوده دولا كبيرة، و أيضا عدم صحوة الأمة العربية و الإسلامية،و في انتهاز فرنسا في إخضاع الجزائر صاحبة المليون ونصف شهيد،حاولت بريطانيا أن تحتل محلها في التحالف مع القوى الرجعية،ذلك التحالف الذي سبقتها فرنسا بقيادة نابليون بونابرت،عندما توجه الى يهود العالم من على أبواب عكا في نيسان “ابريل” عام 1799م. بندائه الشهير طالبا معونة يهود العالم في تكوين امبراطوريته الشرقية من على أبواب عكا، في نظير تمكينهم من الأراضي المقدسة بإعتبارهم “ورثة فلسطين الشرعيين”.
في نفس الوقت مدت بريطانيا يدها للصهيونية، فعينت أول قنصل لها في مدينة القدس عام 1828م. و هكذا بدأت تظهر ثمرات الحلف الإنجليزي الصهيوني، و كان أول من طلب ايجاد وطن قومي هرتسل اليهودي النمساوي، مع المليونير اليهودي موسى حاييم مونتغيور،بإحتلال فلسطين من قبل بريطانيا.
سهلت بريطانيا سفر أفواجا و أفواجا من السفن إلى فلسطين،و كانت غالبية من أتوا الى فلسطين من المارشلات و الضباط، حيث خططوا لتهجير العرب بالقوة من قراهم و مدنهم، فاستطاعوا بعد ذلك إقامة دولة لهم في فلسطين عام 1948، منذ ذلك التاريخ و إلى يومنا هذا، فلا مؤتمرات و لا مصافحات،و لا مهندسي السلام الكاذب ستعطي المشردين حق العودة ،الذين قاسوا من البلاد المضيفة أكثر ممن شردوهم.
في غفلتنا، و وهن حكامنا و اختلافهم على حقنا، و تمسك يهود بباطلهم بحق فلسطين كلها،و ما من شريف يطلب حق العودة بوجود شذاذ الآفاق من يهود، فلا عودة إلا بعودة فلسطين لأصحابها، بجميع مدنها و قراها غير منقوص منها ذرة تراب.
و ما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة
كتبت في الذكرى الستون للنكبة الفلسطينية
2008
موقع نبض الوعي العربي
تورونتو/كندا