الإمارات تُواصل التطبيع مع إسرائيل ولقاء حميميّ في مؤتمر اندماج النساء بين العربيّة ميثاء العرفي والصهيونيّة مريم هيرمن
زهير أندراوس
لم يعُد التطبيع بين دول الخليج وكيان الاحتلال خبرًا استثنائيًا أوْ حصريًا، بل بات خبرًا عاديًا، تنقله وسائل الإعلام العبريّة على مختلف مشاربها، وتتباهى أمام العالم، بهذه الإنجازات الدبلوماسيّة، وتُشدّد في الوقت عينه على أنّ حلّ القضية الفلسطينيّة لم يعُد يُشكّل عائقًا أمام استمرار عمليات التطبيع العلنيّة والسريّة بين الطرفين، حتى أنّ الجانب الخليجيّ توقّف عن نفي الأخبار التي يقوم بتسريبها كبار المسؤولين في الدولة العبريّة، لأنّ النشر انتقل من مرحلة النشر الجّاف، إلى حقبة النشر المُوثّق مع الصوت والصورة.
وفي هذا السياق، قام المُحلّل السياسيّ الإسرائيليّ، شيمعون آران، الذي يعمل في صوت إسرائيل باللغة العربيّة، الذي اشتهر إبّان اجتياح لبنان في العام 1982، عندما استغلّه جيش الاحتلال لتوصيل الرسائل إلى الفدائيين الفلسطينيين، حيث كان مذيعو الإذاعة ينطقون على مدار الساعة عبر الأثير الجملة التي باتت مطبوعةً في قلوب وعقول الفلسطينيين: أيُّها المُخرّب قِفْ وفكّر”.
آران الذي يُغطّي أعمال مؤتمر اندماج النساء في الفروع الرياضية بوتسوانا، أكّد اليوم على صفحته الشخصيّة في موقع التواصل الاجتماعيّ (تويتر) استمرار أعمال مؤتمر اندماج النساء في الفروع الرياضيّة، والمعروف باسم بوتسوانا على أنّ إسرائيل تستقبل بحفاوة مندوبات من أبو ظبي وأنحاء إفريقيا، وبشكلٍ خاصٍّ أوغندا، ونشر الصحافيّ الإسرائيليّ صورةً تجمع ميثاء العرفي من الإمارات العربيّة المُتحدّة مع طبيبة الأطفال الإسرائيليّة مريم هيرمن، وهي لاعبة مامانيت في إسرائيل، على حدّ قوله. يُشار إلى أنّ بتسوانا أوْ جمهورية بوتسوانا، هو بلد يقع جنوب الصحراء الكبرى في أفريقيا الجنوبية، وهي محمية بريطانية سابقة تعرف باسم بيتشوانا لاند واعتمدت بتسوانا اسمها الجديد بعد أنْ تم استقلالها ضمن دول الكومنولث يوم 30 أيلول (سبتمبر) من العام 1966، وأجرت انتخابات ديمقراطية حرة ونزيهة منذ الاستقلال.
جغرافياً، البلاد منبسطة وأغلبها (70 بالمائة) صحراء كالهاري. يحدها جنوب أفريقيا إلى الجنوب والجنوب الشرقي وناميبيا إلى الغرب والشمال وزيمبابوي إلى الشمال الشرقي. وتلتقي زامبيا عند نقطة واحدة.
بوتسوانا هي واحدة من أعظم قصص نجاح التنمية في العالم. البلاد صغيرة وغير ساحلية يقطنها نحو 1.9 مليون شخص وكانت أحد أشد البلدان فقرًا في أفريقيا مع ناتج محلي إجمالي للفرد الواحد يبلغ 70 دولارًا أمريكيًا عند الاستقلال عن بريطانيا عام 1966. كما أنّه في العقود الأربعة التي تلت الاستقلال، نقلت بوتسوانا نفسها إلى صفوف متوسطي الدخل لتصبح واحدة من أسرع الاقتصادات نموًا في العالم حيث متوسط معدل النمو السنوي حوالي 9%.
سجل بوتسوانا حافل في مجال الحكم الرشيد والنمو الاقتصادي بدعم من إدارة مالية حصيفة للاقتصاد الكلي، والتي تقف على النقيض من المستويات المرتفعة في البلاد من الفقر وعدم المساواة وانخفاض مؤشرات التنمية البشرية عموماً. في حين ساهم التطور الاقتصادي في بوتسوانا على مدى السنوات الأربعين الماضية في تحسين مستويات معيشة نحو ثلثي السكان، فإن الثلث المتبقي قد تخلف عن عجلة النمو الاقتصاديّ.
جدير بالذكر أنّ منتخب الإمارات العربيّة المُتحدّة شارك في سباق الدرّاجات (جيرو ذي إيطاليا)، الذي أٌقيم لأوّل مرّة في إسرائيل، قبل نحو أسبوعين، بصورةٍ علنيّةٍ.
ورغم أنّ حكومة الإمارات العربية المتحدة لا تعترف بإسرائيل بشكلٍ رسميٍّ، ولا تقيم علاقات دبلوماسيّة معها، إلّا أنّ التطبيع بين البلدين بات واضحًا، كما نقل موقع (المصدر) الإسرائيليّ، التابع لوزارة خارجيّة الاحتلال، عن مصادر سياسيّة رفيعةٍ في تل أبيب.
وتابع الموقع قائلاً، نقلاً عن المصادر عينها: يُسلّط لقاء عشوائي أثناء تناول وجبة عشاء بين رئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو، وبين سفير دولة الإمارات العربية المتحدة في الولايات المتحدة، يوسف العتيبة، الضوء على العلاقات الهادئة بين إسرائيل وبين جزء من الدول العربية الجارة، التي أصبحت علنيةً في ظل الخوف المشترك من إيران، كما أكّدت المصادر. ولفت الموقع في سياق تقريره إلى أنّه وفق تقارير نُشرت أخيرًا التقى في شهر آذار (مارس) الماضي نتنياهو والعتيبة صدفةً، عندما تناولا وجبة عشاء في ذات المطعم في واشنطن، على حدّ قوله.