عام على قمة الرياض “العتيدة”!!
محمود كعوش
بعد مرور عام على “قمة الرياض” العربية – الإسلامية – الأمريكية التي انعقدت في مثل هذا الوقت من العام الماضي برئاسة الرئيس الأمريكي المتصهين دونالد ترمب، يمكننا القول بما لا يدع مجالاً للشك أو التأويل أن تلك القمة لم تكن بداية لانطلاقة السلام في الوطن العربي ومنطقة الشرق الأوسط والعالم أجمع، كما ادعى ترمب في خطابه وقتذاك.
وقد ثبت من خلال الممارسة أن تلك القمة لم تشكل انطلاقة جديدة للحرب على الإرهاب، كما ادعى ترامب أيضاً، وغيره من القادة العرب والمسلمين الذين حضروا تلك القمة “العتيدة” وشاركوا في أعمالها، أو كانوا شهود زور على ما صدر عنها من قرارات وما ظل طي الكتمان.
فالأسباب التي وقفت وراء تفشي الإرهاب وساعدت على تفريخه، لم تزل على ما كانت عليه، ومعظمها إن لم تكن كلها كانت ثمرة إنتاج الإدارات الأمريكية التي تعاقبت على الحكم في البيت الأبيض، والتي كانت على الدوام خاضعة لنفوذ المحافظين الجدد المتصهينين ومنحازةً بالمطلق لكيان الاحتلال الصهيوني وحروبه العدوانية وارهابه وجرائمه المتواصلة ضد الفلسطينيين والعرب على مدار السبعين سنة الماضية.
وعلى العكس من ذلك فقد شكلت القمة انطلاقة لتصفية القضية الفلسطينية والقضاء على كل أمل بالحل العادل والدائم وعودة الفلسطينيين إلى وطنهم!!
لكن خاب فألهم، لأنه طالما أن هناك طفلاً فلسطينياً واحداً يتنفس فوق الأرض ويحمل قلباً ينبض بعشق فلسطين ويطالب بحقوقه المشروعة، فسيحصدون الخيبة و ستبوء كل مخططاتهم الهدامة بالفشل الذريع، ولن يهدأ بال للصهاينة المحتلين أبداً.
يومها عاد دونالد ترمب بعد أن انفض “سامر” القمة “العتيدة” الى بيته الأبيض على متن طائرته الخاصة، وعاد مرافقوه من أهل البيت والحكم على الطائرات التي أقلتهم، محملين بالجواهر والألماس والحجارة الكريمة والذهب والفضة وكل ما جاد به عليهم “الخراج” السعودي والخليجي.
وإضافة إلى ذلك حصل ترمب على صفقات اقتربت قيمتها من 500 مليار دولار، وهي مرشحة سنة بعد الأخرى للتكاثر والتناسل. وهذه الصفقات ستوفر الوظائف لمئات آلاف بل لملايين الأمريكيين، لا للعرب والمسلمين الذين استضافوه هو و قواريره الحِسان وأكرموا وفادته و وفادتهم و أكرموا ضيافته وضيافتهم.
دونالد ترمب لم يطلق في القمة “العتيدة” الحرب ضد الإرهاب، بل أطلق شرارة الحرب الطائفية والمذهبية والعرقية في الوطن العربي والعالم الإسلامي، وهي حرب سنكون نحن كعرب ومسلمين، أيا كانت طوائفنا و مذاهبنا وأعراقنا، وقوداً لها وأبرز ضحاياها. كما أطلق مسماراً كبيراً في نعش القضية الفلسطينية من خلال اعترافه بمدينة القدس “عاصمة لإسرائيل”، سعى من خلاله إلى تحقيق الخطوة الرئيسية على طريق تصفية القضية الفلسطينية. وهو إلى جانب المليارات التي حصل عليها، ضمن موافقة الدول العربية والإسلامية التي شاركت في القمة على حروبه المقبلة وعلى تصفية القضية الفلسطينية!!
نجدد التهنئة لترمب و قواريره الحسان وجميع الأمريكيات والأمريكيين بما حصلوا عليه وكسبوه من زيارة الرياض وقمتها “العتيدة”!!
وليمت فقراء السعودية والوطن العربي والعالم الإسلامي جوعاً وعطشاً وبرداً وحتى جهلاً.