هل معالجة الفساد ممكنة؟
عمر عبد القادر غندور
يتصدر الصالونات السياسية والشعبية هذه الايام شعار محاربة الفساد وضرورة اقتلاع اسبابه من الجذور…
ولكن،
هل هذا الفساد هو حديث العهد، ام سمة للازمات في كل العهود في لبنان منذ كانت له دولة ومؤسسات؟
ان تنبري اليوم جهات موثوقة للتصدي لوحش الفساد، فهو تطور مفصلي وشجاع وضروري سيواكبه الشعب اللبناني بأمل ورجاء، رغم شعوره باليأس من امكانية تحقيق النجاح المطلوب داخل مغارة اللصوص المتشابكة في انفاقها وتعقيداتها.
ان اسباب تعثر المعالجات في الماضي والحاضر القريب ستبقى قائمة ومتمكنة وعصية، لان المشكلة تعاقبية تاريخية مرتبطة برموز السلطة التي تعمل لصالح الدولة المغانمية التي تتخذ الخصوصيات الطائفية والمذهبية ستارا وحصنا وسبيلا لاعادة انتاجها من جديد للإبقاء على نظامنا الطائفي.
ان حلا جذريا لعذابات اللبنانيين وتحقيق حلم الدولة، لن يكون الا في تغليب الخيار الوطني وتأكيد الدولة الوطنية اللاطائفية وبحيث تكون النزاهة والعلم والاخلاص والكفاءة والولاء للدولة وليس للطائفة او المذهب، وانتفاء خصوصيات الطوائف والمذاهب والمناطق التي طالما عطلت قيام الدولة الوطنية.
ولا نرى وحش الفساد طليقا وناشطا ومحميا الا في ظل النظام الطائفي الذي يوفر له الحصانة والامان و.. الاستمرار.
رئيس اللقاء الاسلامي الوحدوي
بيروت 29/05/2018