قصائد و أشعار
{{للشهيدةِ الرمضانيَّةْ:رزان النَـجّـارْ}}
شعر:عاطف ابو بكر/ابو فرح
———————————–
مَنْ صَوَّبَ نيراناً لرَزانْ
وَحْشٌ لا يَحْمِلُ أوْصافَ الإنسانْ
نازيٌّ مِنْ غِربانِ العُدْوانْ
بَجَلاءٍ لا تخْتَلفُ الأفْعالُ عَنِ الشيْطانْ
صائمةً كانَتْ تُسْعِفُ جَرْحى الحرِيَّةِ في رمضانْ
ما كانَ بأيْديها أسلحةً أو أحجاراً،لكنَّ القنَّاصَ الحاقِدَ
يُطْلِقُ نيراناً كالعُمْيانْ
فيرى حَتَّى الرملَ أوِ الأشجارَ عدُوَّاً ،مِثْلَ نساءِ
وأطفالِ بلادي والصبْيانْ
ذَلِكَ مُحْتلٌّ غدَّارٌ نذِلٌّ وَجبانْ
يتَحَصَّنُ خَلْفَ جِدارٍ ،وَيعيثُ دماراً أو قتْلاً
كم صدَقَتْ أقْوالُ القرآنْ
يلْسعُ مِثْلَ الثُعْبانْ
ليْسَ لَهُ عهْدٌ وَأمانْ
مَنْ يعْتَقِدُ بأنَّ العَيْشَ مَعَ الغاصِبِ بالإمْكانْ
لِيُراجِعَ تاريخَ جرائمهِ مِنْ أزْمانَ حتَّى الآنْ
سيرى كم كانَ على خطأٍ و ضلالٍ أو بُهْتانْ
أو كم كانَ بما راهَنَ أيضاً وَهْمانْ
ذاكَ عدُوٌّ لا يُتْقِنُ إِلَّا لُغَةَ القتْلِ،ولن يسْتَسْلِمَ
إِلَّا لِدُروسٍ يشْرَبُ عَلْقَمَها في المَيْدانْ
ومُحالٌ أنْ يُذْعِنَ أَوْ يَفْقَهَ درْساً ثانْ
فَلْتُقْفَلْ فَذْلَكَةُ دُعاةٍ قالوا بِسلامِ الشجْعانْ
ذَلِكَ مَنْطِقُ جُبناءٍ غِربانْ
نَعَقوا بالمُنْكَرِ حَتَّى فاضَتْ بِدِمانا الوِدْيانْ
قالوا نُلْجِمُ صوْتَ بَنادِقنا،ونُفاوضُ وَنُقاوِمُ
سِلْمِيَّاً بذكاءٍ،وأدانوا حَتَّى مَنْ يَحْمِلُ سكِّيناً
ونَرى ماذا كانَ الردُّ،بإطْلاقِ النيرانْ
وجوابُ الأعداءِ،مِئاتُ الشهداءِ وآلافُ الجرحى،
في غزَّةَ والضِّفَّةَ ، فِعْلاً كانْ
فكفى تَجْريباً أَوْ هذيانْ
إِنْ لم تُقْرَنْ تلكَ السلْميَّةِ ،بدروسٍ يتجَرَّعها الأعداءُ
دماءٌ وضحايا وخَساراتٍ تُوجِعُهُ ،سيكونُ الرابحُ
والشعبُ لدَيْنا الخسْرانْ
ماذا يا سادةُ والسنواتُ تِباعاً ذهَبَتْ ضِيِعانْ؟
والقدسُ تُهوَّدُ والضِفَّةُ يَنْهَشها بل يبْلعُها الإسْتيطانْ
فأَفيدونا ماذا أنْجَزْتُمْ بالحجَّةِ والبرهانْ؟
أعوامٌ ضاعَتْ ،ومُصالحةٌ فشِلَتْ،وحَصِيرَتُنا قِسمانْ
وَحواراتٌ ولقاءاتٌ وخُصوماتٌ،لكنْ لم يطْرَحْ أحَدٌ وِحْدتنا
وهِيَ الأرقى في المَيْدانْ
يَحًكُمُها نهْجٌ لا إثْنانْ
لو كانَتْ ،ستَرونَ الزَبَدَ تَهاوى ،وَتَساقَطَ أوْباشَ مَسيرَتِنا
وانْغَلقَ البابُ بوَجْهِ سماسرةِ الأوطانْ
لن تَنْصهِرَ الأورامُ ولنْ تَنْكَشفَ العوْراتُ ،ولنْ ،،،،إِلَّا
في قلْبِ البرْكانْ
وأقولُ ختاماً ،أنَّ حذاءَ شهيدتنا أطهرُ مِنْ كُلِّ
ملوكِ وحكَّامِ العُرْبانْ
مِنْ كُلِّ نجومِ عساكرهمْ والتيجانْ
لَوْلا عجْزُ أولاكُمْ وتآمرهمْ،ما اضْطرَّتْ ورْدَتنا
الجوريَّةُ أنْ تَنْزلَ للميدانْ
لِتُضَمِّدَ أوْجاعَ الفرسانْ
——–
وَرزانُ النجَّارْ الغزِيَّهْ
تلكَ فتاةٌ كالوردَةِ في سنِّ العِشْرينْ
فاحَتْ مِنْ دَمِها رائحةُ النِسْرينْ
عَمَّ شَذاها كُلَّ فلسطينْ
مُسْعِفَةٌ لم تحْمِلْ قُنْبلةً،لكنْ كانتْ
هدفاً لرَصاصِ القنَّاصينْ
بِدَمّ أبْردَ مِنْ ثلْجٍ قُتِلَتْ،مِنْ جُنْدِ المُحْتَلِّينْ
لحِقَتْ عشراتٍ ومِئاتٍ ،ضافوا لجرائمِ ذاكَ
الغاصِبِ لبلادي أسماءً وعَناوينْ
سنظلّٰ ندُقُّ على جُدْرانِ الخزَّانِ مِنَ الداخِلِ
أيَّاماً أخرى وشهوراً وَسِنينْ
وَنُقدِّمُ فلِذاتِ الأكْبادِ ،لِتَسْقُطَ مَهْزلةُ القرْنِ وَعاصفَةُ
الشؤْمِ وَخِياناتٌ تأخُذُ أشْكالاً وتَلاوينْ
وستَبقى غزَّةَ عاصمةٌ للشرفِ العربِيِّ،تصونُ عُهوداً
قَطَعَتْها أنْ تبقى صامدةً في وَجْهِ الغازيٍنْ
مُنْذُ عُبورِ جُيوشِ صلاحِ الدِينْ
فلَوْلاهُ السيْفُ بِحْطٍّينْ
لبَقينا في أقْفاصِ المُحْتَلِّينَ <كذلكَ نبقى الآنَ بدونِ السيْفِ>
ليَوْمِ الدينْ
يا أمَّةَ أحمدَ في كُلِّ بِقاعِ الأرضْ
في يوْمٍ وُلِدَ علِيٌّ فيهْ
وكذلكَ كانتْ بدْرٌ فيهْ
ورزانٌ صعَدَتْ للباري فيهْ
قولوا معَنا،،نسألهُ الباري رحمتها ،
وَمْعَها كُلُّ الشهداءِ لأجْلِ فلسطينْ