بلطجة الفيتو الامريكي ضد الحماية الدولية للفلسطينيين ….!
نواف الزرو
تصوروا….!
الولايات المتحدة تقف في مجلس الأمن الدوليّ منفردة مجدّدًا، اذ استخدمت مساء الجمعة 2018-6-1 الفيتو ضدّ مشروع قرار كويتي في مجلس الأمن الدّولي لحماية الفلسطينيّين”، وفور انتهاء التّصويت، قال مندوب الكويت في مجلس الأمن “نأسف لعدم قدرة المجلس على تأمين الحماية للفلسطينيّين”، وإن “إسرائيل تظهر من جديد بأنها دولة مستثناة من القانون الدّوليّ” وإنها “فوق القانون الدولي والمحاسبة”.
ولهذا الفيتو الأمريكي دلالات وتداعيات خطيرة رغم انه ليس الاول ولن يكون الأخير، ونثبت بداية أن هذا ال”فيتو”الأمريكي الذي استخدم في مجلس الأمن ليلة الجمعة ضد مشروع القرار الكويتي الذي يدعو لحماية الشعب الفلسطيني، انما هو: “فيتو” ينحاز أولا انحيازا سافرا لصالح “اسرائيل” الارهابية التي تقترف المجازر على مدار الساعة ضد نساء وأطفال فلسطين، ويرتقي الى مستوى الإرهاب الديبلوماسي- السياسي الدولي وكأن الولايات المتحدة تلعب هنا دور الشرطي العالمي، وهو “فيتو” يشرع من جهة أخرى السطو الصهيوني المسلح على الأرض والوطن والحقوق الفلسطينية، كما يشرع المجزرة الصهيونية المفتوحة ضد الشعب الفلسطيني، كما أنه عمليا “فيتو” ضد الشهداء من الأطفال والنساء والشيوخ الفلسطينيين الابرياء الذين أسقطتهم قذائف الاحتلال على مدار الساعة …بل انه ابعد من ذلك يمكن اعتباره “فيتو”ضد الاسرة الدولية يستبيحها ويستخف بمبادئها ومواثيقها ووظيفتها …فيما يشكل هذا ال”فيتو”بلطجة واستباحة صريحة ايضا لكل الحرمات العربية وانتهاكا لكافة المواثيق والاخلاقيات الاممية.
فعلى نقيض الإجماع الشعبي الاممي ومعظم دول العالم ضد الاحتلال وانتهاكاته وجرائمه، وعلى نقيض المواثيق والقرارات والأخلاقيات الأممية، تتنطح الولايات المتحدة مرة أخرى لتحبط كافة المساعي لإصدار قرار عاجل يدعو لحماية الشعب الفلسطيني، إذ وقفت المندوبة الامريكية هايلي وحيدة رافعة حق”النقض-الفيتو- البلطجة الديبلوماسية ” في وجه إجماع مجلس الأمن على مشروع القرار الكويتي.
و باستخدامها لهذا الفيتو الذي يرتقي الى مستوى الإرهاب الديبلوماسي تكون الادارة الامريكية قد “قطعت قول كل خطيب”، اذ تخلع تلك الادارة مرة اخرى القناع المزيف الذي لبسته منذ سنوات طويلة والذي جرى ويجري ترويجه على امة العرب والعالم، وبذلك تكون الإدارة قد ازالت الغشاوة –لمن يريد ذلك-عن عيون اولئك الذين راهنوا وما زالوا يراهنون على الدور والنزاهة والمصداقية الامريكية .
لقد بات واضحا اليوم اكثر من اي وقت مضى، وبصورة مذهلة كيف يتحول الاستخدام الدولي على يد الولايات المتحدة لحق ال”فيتو” ليصبح استخداما عدوانيا مدمرا ظالما، بدل ان يكون ايجابيا بناءا عادلا كما سوغ له منذ تمتعت به الدول الخمس العظمى دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي.
فبتنا نحن العرب على امتداد مساحة الوطن العربي نتابع هذا التنكيل الامريكي السافر بالامة العربية بغية اذلالها وتجريدها من الحق المدجج بكل قرارات ومواثيق الشرعية الدولية (التي تحولت بدورها الى شرعية غطرسة القوة) وهو حق المقاومة والدفاع عن النفس..؟!!
نعم… لم يبق للفيتو الأمريكي في هذه المرحلة من مسوغات سوى اشهاره حماية للدولة العبرية، وبغية إحباط أي مشروع قرار عربي أو دولي يتعلق بتلك الدولة.
وفق كافة المعايير والمواثيق الدولية والبشرية فان “دولة اسرائيل” تعتبر دولة احتلال قامت باحتلال الأراضي العربية بالقوة، وتعتبر الدولة الوحيدة في العالم الخارجة على القوانين الدولية وهي الدولة الوحيدة ايضا التي تنتهك كافة المواثيق الدولية وتقترف جرائم حرب بشعة صارخة على مرأى من العالم كله، وفي ظل دعم وغطاء أمريكي مفتوح، وبالتالي فإن العدالة الدولية المزعومة يجب أن تطال تلك الدولة و تردعها عن اقتراف المزيد من الجرائم ضد الشعب الفلسطيني.
منطقيا يفترض أن يستفيق وينهض العرب في مواجهة هذا الهجوم الامريكي / الصهيوني الكاسح الذي يستهدف حسب المخطط المشترك بين الإدارتين الأمريكية والإسرائيلية القضية والأمة العربية ومقومات وجودها ونهضتها وقوتها واستقلالها .
ومنطقيا أيضا يفترض أن يضاف هذا ال”فيتو” الامريكي الاخير الى تراكمات ال”فيتوات” السابقة-التي تجاوزت الخمسين- ليمزق ما تبقى من القناع الأمريكي البشع الذي يتستر وراء شعارات كبيرة مع وقف التنفيذ مثل “العدالة والحرية والتحرير والديموقراطية”… وغير ذلك.
يقال أنه “لا يفل الحديد إلا الحديد” و “لا يحبط اللاءات سوى اللاءات” …