ابطال الحجارة في فلسطين عنوان لعزة النفس
عصام عبد القادر غندور*
للدول العربية أقول اين عزة النفس وإباء الضيم من اهم الفضائل والقيم الصالحة التي جاء بها الاسلام، وعزة النفس تتجلى اول ما تتجلى في ابتغاء الخير واتقاء الشر والتشبث بالشرف والتطلع الى معالي الامور والتجرد عن الهوى والتخلص من ربقة الشهوات والتنزه عن الدنايا واحتقار المظاهر الكاذبة والجاه المزيف، فهذه المعاني هي التي تسمو بالانسان وتصل به الى المستوى الجدير به وما عدا ذلك مما ينافيه فهو هبوط بالانسان والانسانية ومن ثم يقول الرسول (ص): من سره ان يكون اعز الناس فليتق الله ومن سره ان يكون اقوى الناس فليتوكل على الله ومن سره ان يكون اغنى الناس فليكن بما في يد الله اوثق منه بما في يده” ومن مظاهر الاعتزاز بالنفس الانتصار للحق ودفع الظلم والغضب للاهانة ومطاردتها بكل الطرق المشروعة والذرائع المعقول وهذا لا تنتظروه من الذين باعوا فلسطين منذ اكثر من نصف قرن، لان الذين باعوا وطبّعوا مع العدو اصبح همهم الدنيا فليس من الله في شيء ومن رضي الذلة من نفسه طائعا غير مكره فليس منا.
والحمد لله الذي جعل من ابناء فلسطين قوة تأبى الضيم وتتمرد على الذل وتريد الحياة عزيزة كريمة فنهضوا بالاعباء التي قصّر في النهوض بها حكام الدول المحيطة بهم، وقاتلوا بالحجارة من اجل الحياة الحرة الكريمة الجديرة بالاحرار تكتب لهم ليعيشوا اعزة كرماء، وكما تتمثل العزة في شرف حملة الحجارة وفي مقاومة الظلم. تتمثل كذلك في عدم تنازل المرء عن شيء من دينه او انتقاص شيء من حريته، فان التنازل عن شيء من الدين ضلال وانحراف عن سبيل الله السوي والرضا بانتقاص شيء من الحرية والكرامة ذل وعبودية.{ قُلْ هَـٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّـهِ ۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ۖ وَسُبْحَانَ اللَّـهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴿١٠٨﴾}يوسف
*رئيس الهيئة الشرعية
بيروت في 04/06/2018