رسائل الرئيس الأسد وصلت…العين الآن على الجنوب السوري
الدكتور خيام الزعبي
أعتقد أنه من حق كل مواطن سوري شريف أن يشعر بالفخر لأن الجيش العربي السوري استطاع أن يبدد أسطورة قوة الإرهاب فى سورية، بعد أن بدأت المجموعات المسلحة تلفظ أنفاسها الأخيرة، وبدأت تنهار بشكل متسارع وتخسر مناطق شاسعة كانت تسيطر عليها منذ عدة سنوات، لتعود هذه المناطق تدريجياً إلى كنف الدولة السورية، بذلك نجح مقاتلي الجيش في أن يرفعوا رأس بلادهم، ويثبتوا للعالم بقدرتهم على النصر، ويثبتوا مجددا بأنهم قادرين على هزيمة الإرهاب ومن يقف وراءه، و يبرهنوا إنهم مقاتلين أقوياء لا يقف أمامهم شيء.
لا شك في أن مقابلة الرئيس الأسد مع صحيفة ” ميل أون صنداي” البريطانية تمثل التحدي الأكبر للأنظمة المعادية لسورية التي تدعم المسلحين، في جنوب سورية، وشمال شرق سورية، وشمال سورية سواء كان الإسرائيليون أو الأمريكان، أو الأتراك، إذ أحدثت ما يمكن تسميته مفاجأة دولية بعثت عدة رسائل قوية للداخل والخارج منها طمأنة كل السوريين بأن الحرب تبلغ نهايتها، حيث أن استعادة خاصرة دمشق التي عوّل ممولو الإرهاب لتكون الورقة الأهم في مواصلة الحرب على سورية باتت في متناول الجيش السوري وأن الإرهاب يلفظ آخر أنفاسه بعد أن حسم الجيش أمره في التصدي للعدوان ومواصلة القتال حتى تحقيق النصر الذي يُبنى على نتائجه الكثير في المشهد الإقليمي والدولي.
ومن ناحية أخرى إن معركة الجنوب قد أوشكت بالفعل على الحسم لصالح الجيش السوري، لتثبت المعركة أن الجماعات المسلحة فقدت المبادرة وتآكلت قواتها على معظم المستويات الميدانية، وأصبحت في وضع مغلق أمام احتمالات محددة، إما بعقد اتفاق يقضي بسحب جميع المسلحين من الجنوب ونشر الجيش السوري في البلدات التي يسيطر عليها المسلحون وهذا الاتفاق سيكون برعاية روسية أمريكية، وإذا فشل الاتفاق سيكون الكيان الصهيوني الإرهابي أمام مواجهة نارية عنيفة وحاسمة مع مقاتلي الجيش السوري وحلفاؤه في محور المقاومة “حزب الله”على حدود الجولان المحتل، وفقدان الجماعات المسلحة أهم المناطق يضعها في حالة من الإرباك والتمزق الإستراتيجي، وفقدانهم للتعاون بين قواطع العمليات يجعلهم عرضة للضربات المفاجئة على أكثر من اتجاه وفي آن واحد، لذلك فإن الجيش السوري يحقق إنتصارات قوية على أرض الواقع، والتي تعتبر بارقة أمل لإقتلاع جذور الإرهاب من الأرض السورية.
في هذا الإطار تعتبر معركة الجنوب معركة حاسمة بالنسبة لجميع الأطراف ونتائجها ستنعكس بشكل كبير على نتائج المفاوضات السياسية، وكذلك على مستقبل سورية، وبذلك اكتسب الرئيس الأسد بالتأكيد قوة دفع كبيرة في ميدان المعركة، والتي تحشد الجماعات المسلحة وأدواتها كل قوتها من أجل إيقافه، لكن الأسد على موعد مع النصر الذي لا يفصله سوى خطوات قليلة من زمن اللحظة التاريخية التي تفوح بدماء الشهداء الذين سقطوا على كل الأرض السورية لتحريرها من الإرهاب .
وإنطلاقاً من ذلك تتجه سورية نحو نافذة النصر والحسم، لتبعث برسائلها المبشرة بأن مشروع الإرهاب سيسقط لا محالة فيما ستبقى سورية صامدة رغم التآمر الأمريكي والإسرائيلي عليها، وأن سورية ستبقى مقبرة كل من يتآمر عليها، كل ذلك يؤكد بان سورية اليوم ترسم ملامح العزة والكرامة رغم كل المؤامرات التي تحاك ضدها.
نقولها باختصار… عادت سورية الآمنة المستقرة… الراسخة القوية التي لا تأبه التنظيمات المتطرفة وأسلافها… لتبعث برسائلها القوية بأن مشروع الإرهاب يلفظ آخر أنفاسه، وهذه هي صرختهم الأخيرة.
أختم مقالي بما قاله الرئيس الأسد بأن التاريخ سيتوقف طويلاً أمام ما يقوم به الجيش السوري الذي يقاتل للحفاظ على حدود سورية وأرضها وأمن شعبها واستقرارها، وأن سورية كانت وستبقى الجدار المتين في وجه المشروع الغربي الذي واجه سقوطاً وفشلاً ذريعاً على أبواب دمشق… وإن المحاولات الخائبة التي قام بها الأعداء لن تنجح في ثني الجيش السوري عن أداء واجباته لغاية تحرير آخر شبر من أرض سورية الغالية على قلوبنا.