معرة النعمان ترمي الرايات السوداء
الدكتور خيام الزعبي
جامعة الفرات
كنت أحد المتابعين للأزمة السورية، لم أشك لحظة واحدة طيلة سنوات الماضية من أن النصر حتمي للدولة السورية، والدليل على ذلك مواصلة الشعب السوري وجيشه صمودهم ووقوفهم بحزم وبقوة في وجه العدوان ومن معه من شرذمة المرتزقة… ليقولوا للتنظيمات المتطرفة ومن إصطف معهم، إننا هنا صامدون وواقفون أمام كل من يريد العبث بوطننا الكبير “سورية”.
اليوم تحظى معركة ادلب بإهتمام بالغ في الأوساط العربية والدولية، لما لها من إنعكاسات مباشرة على المنطقة، و تشكل منعطفاً مفصلياً في مقاومة الجيش السوري للتنظيمات المتطرفة، وتعد ضربة للمشروع الأمريكي- التركي – الإسرائيلي الراعي لهذه التنظيمات، والهدف من هذه المعركة هو تحرير كامل منطقة ادلب الكبرى (مع غرب حلب) ومحيطها، الذي أصبح يشكل بالنسبة للدولة السورية حاجة وضرورة أساسية لا يمكن تجاوزها أو تأخيرها بأي شكل من الأشكال.
واليوم، تفصل الجيش السوري عن مدينة معرة النعمان جنوب إدلب مئات الأمتار خاصة بعد دخول الجيش السوري قرى الغدفة – معرشمشة – معرشمارين – تلمنس – دير شرقي – دير غربي لأول مرة منذ أكثر من 7 سنوات والتي كانت تشكل خط الدفاع الأول عن معسكري وادي الضيف والحامدية، بالتالي فإن هذه المعركة ونتائجها ستضع حداً لرهانات أمريكا وسيقطع أذرع الغرب وأعوانه في الشمال السوري، وسيسقط حلم أردوغان وحلفاؤه لأنهم يدركون مكانة وأهمية ادلب وستشكل النقلة الكبيرة في القضاء على الإرهاب وتطهير جميع الأراضي السورية من براثينه وأحقاده.
هناك رسائل عديدة بعثها الرئيس الأسد لتطمين أهالي ادلب بالنصر ورفع العلم السوري في كل أحياءالمدينة قريباً، وإعادة الحياة الى كافة المدن واستعداد الحكومة لمعالجة المظاهر السلبية والدمار من خلال فرق جاهزة للعمل المباشر بعد طرد التنظيمات المتطرفة، ويتضح ذلك من خلال تأكيده على إنه لا خيار إلا مواصلة تنظيف المنطقة، ودفع الجماعات المسلحة للعودة إلى تركيا.
وعن أهمية معركة ادلب، تعتبر حيوية ومفصلية للدولة السورية وتأتي كأهمية سياسيّة لتكون ورقة ضغط قويّة تمارسها على المعارضة المسلحة والدول الداعمة لها، أما بالنسبة للمسلحين فهي معركة هامة جداً، فخروج ادلب من أيديهم يعني إنكشاف ظهورهم حتى الحدود التركية، ويعني قطع خطوط الإمداد الرئيسية لهم، ما يعني أنهم سيخسرون ويهزمون في وقت قصير.
وعليه، نصبح متأكدين، إن المشروع الأمريكي- الغربي في سورية سيفشل، حاله حال مشاريعهم الفاشلة، إذا ما تأكد الأمريكان وأزلامهم، إن أرض سورية ليست رخوة كما يظنون، بل تستمد صلابتها وقوتها، من صلابة شعبها وجيشها، فتنظيم جبهة النصرة وأعوانه المتورطين زائلين لا محال، فانتصارات الجيش السوري تسطر يومياً بطولات تلو بطولات، وإن ما حصل في الأيام الأخيرة من انتصارات يدل على المعنويات العالية التي تمتلكها قوات الجيش، فحلب وحماه وادلب ومناطق أخرى كثيرة تشهد لهذه الانتصارات، وقريبا يأتي اليوم الذي تكون فيه سورية خالية تماماً من المتطرفين الذين أتو من كل حد وصوب.
وأخيراً أختم مقالي بالقول، ساعات حاسمة، تفصل تحرير مدينة معرة النعمان بالكامل من الجماعات المسلحة والقوى المتطرقة الأخرى، عقب الترتيبات الكبيرة التي يجريها الجيش السوري بالتنسيق مع حلفاؤه، وتشكيل غرفة عمليات مشتركة مع القوات الروسية لطرد هذه الجماعات من المدينة، ويبدو من سير الأحداث أن الجيش نجح أخيراً في كسر دفاعات جبهة النصرة وحلفاؤها، وتمكن من بسط نفوذه هناك، وبذلك بات تحرير المدينة أمراً واقعاً لا مفر منه، وأصبح المسلحون أمام خيارين لا ثالث لهما، إما الاستسلام والتخلي عن القتال، أو الموت المحتوم، وبذلك أصبح الشعب السوري قادراً على رمي الرايات السوداء، ورفع بدلاً عنها العلم السوري الذي يجمع كل السوريين، لذلك فالساعات القليلة القادمة من شأنها أن تحمل المزيد من المفاجآت والتطورات، مما ينذر بأن المنطقة مقبلة على تغييرات كبيرة.