صفقة القرن: العرب والمسلمون امام خيارين لا ثالث لهما
عمر عبد القادر غندور*
يكاد الاعلان الرسمي لما يُسمى “صفقة القرن” الحدث الابرز في الشرق الاوسط لما له من تداعيات وارهاصات ومفاجاءات وخلفيات قال عنها نتنياهو مزهوا في البيت الابيض “صفقة القرن هي فرصة لن نفوتها” وتوجه اليوم (الاربعاء) الى موسكو لمناقشة الامر مع الرئيس بوتين ولعل الابرز في ملاحظات “الاقوياء” ما قاله ترامب: “انها الفرصة الاخيرة امام الفلسطينيين للحصول على دولة” والفلسطينيون يريدون دولة تضم الضفة الغربية وغزة والقدس الشرقية مع حق العودة لخمسة ملايين فلسطيني مشرد، ولا يمكن للمحتل ان يرضى بذلك.
وتقول صحيفة الغارديان البريطانية الصادرة صباح اليوم: “خطة ترامب للسلام احتيال وليست صفقة” وتقضي الخطة باستقطاع ثلث الضفة الغربية ومنحها لـ”اسرائيل” تاركة الفلسطينيين يعيشون في مجموعة من الجزر المنعزلة وسط بحر من الحشود اليهودية!! وستؤدي هذه القرصنة الى مصادرة جيل الشباب في اسرائيل وتحميلهم تبعات اعباء عسكرية سيواجهونها كما ليس من قبل، وهو بذلك يدشن سياسة تفجيرية محكومة بقصر نظر كارثي. ويقول محللون ان صفقة القرن تجعل اسرائيل عرضة لمخاطر جمة ما لم تكن هناك دولة فلسطينية الى جانب دولة اسرائيل.
والخاسر الاكبر بعد الفلسطينيين هو منظمة الامم المتحدة التي احتقر الرئيس الاميركي قراراتها ومن بينها القرار 242 واسقط الشرعية الدولية. بينما قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس: لن تمر هذه الصفقة وستذهب الى مزبلة التاريخ.
ومما لا شك فيه ان صفقة القرن ستحدث لغطا في العالم العربي المستكين ومواجهتها تتطلب نفوسا أبية وارادة صلبة كإرادة الفلسطينيين الذين يقاومون في غزة والضفة الغربية بصدور عارية وبطون خاوية وعزيمة لا تلين لتحرير فلسطين من البحر الى النهر مؤمنين بنصر من الله لا يأتيهم الا وهم في ساحات الوغى والميدان يستبشرون بلقاء من سبقهم من المهاجرين والشهداء الابرار “مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّـهَ عَلَيْهِ ۖفَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا ﴿٢٣﴾ الاحزاب“
رئيس اللقاء الاسلامي الوحدوي