الدكتور ربحي حلوم السفير الفلسطيني الأسبق ورئيس لجنة العلاقات الدولية بالمؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج لفضائية الأقصى :
أمام ما يجري من هذيان وسعار سمعه وشاهده العالم أجمع في المشاهد الاستعراضية الهوليودية التي تبادل فيها الطاغوتان الأرعن ترامب والنتن ياهو مستغلين حال الردة والهوان التي تكاد تشمل دائرتُها كل جغرافية وانظمة الوطن العربي الا قليلاً مما رحم ربي، لا يملك المرء إلا أن يصب ألف لعنة على كل أؤلئك الذين عبّدوا لأمثال الأرعن ترامب الطريق بتوقيعهم على اتفاق أوسلو العار وأوغلوا في فجور التنسيق الأمني مع العدو ضد شعبهم وهرولوا في التطبيع معه واحتضان سفاراته في عواصمهم وتنازلوا له عن اكثر من 92.5% من فلسطين التاريخ وعاثوا فسقاً وفجوراً فيه وما يزالون.
⭕️ لقد تابعنا وتابع العالم كله مساء أمس مشاهد الغطرسة والبلطجة الهوليودية الاستعراضية التي كان يتبادلها الطاغوتان الرئيس الأمريكي الأرعن ترامب والنتن ياهو وهما يتناوبان الخيلاء كطاووسين على مسرح استعلائي مقزز بحضور سفراء ثلاث مشيخات عربية متصهينة ومشاركتها هذا السعار ، وكأن العالم وشعوبه ودوله وتاريخه بات ملك يمينهما أو إقطاعية لهما يتصرفان بها كما يشاءان.
⭕️ ما كان للأرعن ترامب أن يذهب بعيداً في غلوائه ويعتبر فلسطين التاريخ واحدةً من اقطاعياته ينزعها ممن يشاء ويهبها لمن يشاء لو لم يفتح له محمود عباس ورهط أوسلو الباب على مصراعيه ويتنازلوا عن 92.5% من فلسطين التاريخ للصهاينة ويغلّوا البندقية المقاومة ويتخذوا من التنسيق الامني مع الصهاينة شأناً مقدساً وينصبون أنفسهم حراساً لقطعان مستوطنيهم.
⭕️ وما كان للارعن ترامب ان يمارس غطرسته بحق قدسنا وشعبنا وأمتنا لو لم يفتح له الأذلاء من أمتنا ابوابهم على مصاريعها لنهب مئات المليارات من عائدات نفطهم وخيراتهم.ويستخف بكراماتهم وبأمتهم
⭕️ كان بإمكان السيد محمود عباس ان يقلب الطاولة على رأسيهما يوم أمس لو تحلى بالحد الادنى من الشعور بالمسؤولية الوطنية او القومية او الأخلاقية ، او لو سارع بالتزامن مع توقيت مؤتمر واشنطن السافر، الى مغادرة المقاطعة في رام الله خلال أقل من أربعة وعشرين ساعة وتوجه لآية عاصمة عربية ، وعقد فيها مؤتمرًا صحفيًا موازياً يعلن فيه:
١- اعتذاره لشعبه عن كل ما مارسه بحق شعبه ووطنه وشهداء أمته من زناً وقمار سياسي وأطلق العنان للبندقية المقاومة في سواعد الأبطال من شعبه وامته فهي وحدها الكفيلة بجدع انف الاحتلال عن خطيئة ارتكابه لأوسلو العار من خطايا على امتداد اكثر من سبعة وعشرين عاماً،
٢- سحب اعترافه بالكيان الصهيوني وتنحيه عن موقعه
٣- انسحابه من اوسلو ومخرجاتها نهجاً ومؤسسات وتنسيق امني كارثي ؟
٤- ويدعو فيه الى عقد “ملتقىً وطنيٍ وقومي جامع وطارئ ” في احضان جماهير أمته في أية عاصمة او حتى على ظهر سفينة في عرض البحر لو ضاقت الدنيا بما رحبت، بحيث يضم الملتقى كل مكونات شعبه وأحزابه وشخصياته الوطنية والنقابية مدعماً بمثلهم من الشخصيات القومية من ممثلي أمته العربية وقواها القومية والحزبية والبرلمانية والنقابية بدلاً من دعوته الى اجتماع وزاري عربي ملطخ برجس من هللوا وروجوا وحضروا وباركوا صفقة القرن، ويعلن فيه: ايضاً
٥- إعادة الاعتبار لمنظمة التحرير الفلسطينية بإعادة انتخاب وتشكيل مجلسها الوطني وإعادة بناء مؤسساتها وهياكلها والإعلان عن اعادة انبعاث المقاومة وعودتها الى الجذور النضالية فهي وحدها طريق العزة والتحرير التي تخرس أمامها كل الطواويس الرعناء .
٦- ويعلن الرفض القاطع لصفقة القرن ومواجهة كل محاولات إسقاط حق العودة وكل المؤامرات الرديفة لها.
٧- ويتوج كل ذلك ببيان اعتبار الإدارة الأمريكية وما صدر ويصدر عنها من مواقف عدائية صريحة وسافرة ضد شعبنا ووطننا ومقدساتنا هي شريكة كاملة للاحتلال تتحمل كامل مسؤوليات عدائها السافر لشعبنا وأمتنا ويجب على كل أطياف الأمة التعامل معها من خلال هذا الإطار واعتبارها عدوة يجب مقاطعتها واخراجها من الإقليم برمته ومحاصرة واستهداف مصالحها في المنطقة والإقليم ، وكف يدها عن التدخل في شؤونه وتحذير كافة الأنظمة والأطراف المنخرطة معها في مؤامرة صفقة القرن
كان بإمكان عباس ان يقتنص الفرصة التاريخية ويعود الى احضان شعبه ويقلب الطاولة على الثنائي المتغطرس وعلى صفقتهما السافرة في أقل من اربع وعشرين ساعة لو انه اقتنص الفرصة التاريخية واختار العودة الى احضان شعبه وتحلى بشيء من الرجولة والشجاعة
واسمحوا لي ان اختم بالقول مستشهداً بالمقولة المأثورة لصديق فلسطين القائد الثوري الأممي الراحل فيدل كاسترو تعليقاً على وقع سماعه خبر التفاوض بين السلطة الفلسطينية والكيان الصهيوني بقوله:لو كنت في مقام محمود عباس لكان البند الوحيد الذي اقبل بالتفاوض معهم عليه هو حصراً: خارطة طريق رحيلهم عن فلسطين: “براً أم بحرًا أم جواً”.
👍
دمتم للحق الفلسطيني و العربي مدافعين
كلام في الصميم بقلم رجل صاحب مبادئ لم يتزحزح عنها. قضى جل جياته مناضلا في سبيل تحقيق الحلم الفلسطيني في استعادة الكرامة وتحرير الأرض المغتصب.
التمسك بالثوابت والمبادئ مهمة في الخطاب شكرا دكتور ربحي