أقلام الوطن

ماذا حدث للمصريين مع قضية فلسطين؟

محمد سيف الدولة

على نهج استاذنا الراحل الدكتور جلال أمين، نعود اليوم لنسأل ذات السؤال الذى وجهه للرأى العام منذ سنوات طويلة، وقدم فيه كتابا كان من أهم مؤلفاته. وهو سؤال “ماذا حدث للمصريين؟” ولكننا نسأله اليوم فى سياق مختلف؛ فى سياق شبه الانعدام التام لاى رد فعل شعبى او سياسى تجاه ما يسمى بصفقة القرن التى اطلقها الثنائى الارهابى ترامب ونتنياهو منذ بضعة ايام بهدف تجريد الشعب الفلسطينى من اى حقوق فى الارض او التحرير او الاستقلال على اى بقعة من التراب الفلسطينى.

***

انفجرت مظاهرات الغضب فى كل بقاع الارض العربية من المحيط الى الخليج، فيما عدا مصر بالاضافة طبعا الى ممالك وامارات النفط والغاز.

مصر التى كانت قواها الوطنية على الدوام فى صدارة القوى العربية المشتبكة مع قضايا الصراع العربى الصهيونى والداعمة لفلسطين حتى النخاع والمعادية للصهيونية ولاسرائيل والرافضة رفضا قاطعا لكامب ديفيد وللتطبيع على امتداد ما يزيد عن 35 عاما (1977- 2012)، رغم كل القيود والضغوط السياسية والامنية التى كان يمارسها نظام السادات/مبارك على المعارضة الوطنية.

مصر التى هرول شباب الثورة فى اسابيعها الاولى فى ابريل 2011 لحصار السفارة الاسرائيلية لاول مرة منذ فتحها، ردا على العدوان الصهيونى على غزة، وهو ذات الشباب الذى استطاع فى مظاهراته فى اغسطس وسبتمبر من ذات العام، اغلاق مقر السفارة وانزال علمها الذى طالما دنس سماء القاهرة.

***

أين مصر اليوم من هذه الجريمة الكبرى المسماة بصفقة القرن التى تهدف الى تصفية القضية الفلسطينية واطلاق رصاصة الرحمة على اى اوهام للسلام مع العدو الصهيونى وتسليم كل الارض المحتلة على طبق من فضة لهذه العصابات الاستيطانية الصهيونية القادمة الينا من وراء البحار؟

لم ينعقد مؤتمر او ندوة واحدة فى اى من النقابات المصرية التى طالما فتحت ابوابها وقاعاتها للفاعليات السياسية من هذا النوع. لم يسمح باستضافة شخصية وطنية واحدة فى اى قناة فضائية للتعبير عن الرفض الشعبى للصفقة الاجرامية. لم يصدر بيان يتيم برفض الصفقة يضم توقيعات كل الشخصيات العامة والسياسية فى مصر على غرار ما كان يجرى على امتداد عشرات السنين. ناهيك بالطبع على حظر وتحريم وتجريم اى تجمع او وقفات سلمية للمعارضة، حتى على سلالم نقابة الصحفيين، التى كانت دائما هى الملاذ الاخير والوحيد الذى يفتح صدره للمصريين اذا اغلقت فى وجوههم كل الابواب.

***

بالطبع ان سؤال ماذا حدث للمصريين تجاه قضية فلسطين؟ ليس سؤالا صعبا، فالاجابة عليه واضحة وضوح الشمس، فالشعب المصرى اليوم مجرد من اى حقوق او حريات مع احتكار السلطة وتاميمها الكامل للحياة السياسية والبرلمانية والاعلامية واغلاقها اغلاقا تاما فى وجه اى راى او اتجاه او حزب معارض، وكل ذلك عقابا لنا على ما ارتكبناه من ذنب لا يغتفر بقيامنا بالثورة على هذا النظام فى يناير 2011!

***

لن اطيل اكثر من ذلك، فالسؤال والجواب معلوم للجميع، ولكنى لا اريد ان انهى حديثى بدون تقديم نموذج واحد للمقارنة بين ما كان لدينا من هامش حريات واسع وما كنا قادرين على القيام به من أنشطة وفاعليات معارضة فى ذروة عصر مبارك الذى ثرنا عليه، وما اصبحنا نعيش فيه اليوم من حظر وحصار وتكميم.

ففيما يلى نص بيان لدعم فلسطين وقعت عليه مصر كلها بكافة اطيافها وتياراتها، صدر عام 2008 فى الذكرى الستين للنكبة، اقدمه للقراء الكرام مرفقا بالقائمة الأولى لمن وقعوا عليه والتى تلتها قوائم مطولة وصلت لالاف من المصريين. وربما سيكون أول سؤال قد يجول ببال من يقرأها هو: ماذا حدث؟ وكيف حدث؟ وأين كل هؤلاء اليوم؟

***

بيان صادر عام 2008 والقائمة الأولى الموقعة عليه:

 

فى الذكرى الستين، فلنرفع علم فلسطين

 

نتوجه نحن الموقعين ادناه الى الشعب المصرى بكل قطاعاته وفئاته من كتاب ومفكرين، عمال وفلاحين وموظفين، طلبة وشباب، اعلاميين وصحفيين، فنانين ورياضيين، نقابيين ومهنيين، تشريعيين وتنفيذيين وقضاة ، آباء وامهات ، ابناء وبنات .

بان نقوم جميعا برفع اعلام فلسطين فى شهر مايو الجارى 2008 وعلى الاخص فى الخامس عشر منه، وذلك تعبيرا عن حبنا وتضامنا مع شعب فلسطين الشقيق الذى سلبت منه ارضه فى نفس هذا اليوم منذ 60 عاما

خاصة وان السالبين الصهاينة يقيمون هذا العام احتفالا ضخما بهذه المناسبة التى يطلقون عليها عيد الاستقلال، الاستقلال من الاحتلال العربى الفلسطينى ؟!!!!!   وسيشاركهم فيها الرئيس الامريكى جورج بوش وحلفاؤه.

ان مجرد رفعنا لعلم فلسطين فى هذا اليوم له معاني كثيرة، اهمها هى ان ستين عاما من الاغتصاب والبطش والارهاب الصهيونى والدعم الامريكى الاستعماري، لم تنجح فى تغيير ادراكنا على امتداد ثلاثة اجيال مختلفة لحقائق التاريخ والجغرافيا وهي ان فلسطين ارضنا ارض عربية، وان “اسرائيل” كيان استعماري باطل ووجوده غير مشروع، وانه طال الزمن ام قصر، ستعود الارض لأصحابها.

 

الموقعون ـ القائمة الأولى:

1)   ابراهيم  الزعفرانى 2)   ابراهيم الكاشف
3)   ابراهيم الكولى 4)   ابراهيم توفيق
5)   ابراهيم صالح      6)   ابراهيم منصور
7)   ابو الحمد بدوى أحمد 8)   ابو العزالحريرى
9)   احمد الجمال 10)   احمد الخميسى
11)   احمد الزملوط 12)  احمد السيد النجار
13)   احمد الصاوى 14) احمد العشماوى
15)  احمد المصرى 16)  احمد المهدى
17)    احمد أبو المجد 18) احمد أبو المعاطى
19)  احمد حسن 20)  احمد حمدى
21)  احمد دراج 22)  احمد زيدان
23)  احمد سمير 24) احمد سمير عبد المالك 
25)  احمد شوقى عماشة 26)  احمد طه النقر
27)  احمد عبد الحى 28)   احمد على
29) احمد فؤاد نجم 30)    احمد فتحى
31)  اسامة انور عكاشة 32) اسامة نصر
33)  اسلام فوزى 34)  اسلام لطفى
35)  اشرف الحفنى 36) اشرف ايوب
37) اشرف بيومى 38)   السيد عبد الستار المليجى
39)  القذافى احمد مهير 40) الهامى الميرغنى
41)   امل محمود 42) امين اسكندر
43) امينة رشيد 44) ايمان المحلاوى
45)  ايمان فوزى شاهين 46)  أحمد السيد
47)  أرب عبد الهادى 48)  أسامة التلانى
49) أشرف أيوب 50) أشرف طلبه
51)   أشرف عبد الغفار 52)إنجى الجمال
53)  إيمان المحلاوى 54) باكينام بدراوى
55)  بدر حسين مرزوق 56)   بهاء طاهر
57)  تامر دياب 58) تامر وجيه
59) جمال الغيطانى 60)  جمال حراجى
61)  جمال زهران 62)  جمال سلطان
63)  جمال نصار 64) جودة محمد على
65)  حسام رضا 66)  حسام شلبى
67)   حسام عمر 68)  حسام عيسى
69) حسن الحيوان 70)  حسن عبد الله النخلاوى
71)  حسن قطرى 72) حسن محمد توفيق
73)  حسن نافعة 74) حسين ابراهيم
75)  حسين القيم 76)  حلمى ياسين
77)   حمدى الحناوى 78)  حمدى حسن
79)   حمدين صباحى 80)  خالد الصاوى
81)  خالد رمضان 82)  خالد يوسف
83) داليا صلاح الدين 84) رابعة فهمى محمد
85)  رافت الشافعى 86) رباب المهدى
87) رباب يحيى 88)  رفعت العجرودى
89) رمضان سمان حسنين 90) زينب محمد المغاورى
91)  سارة محمد 92)  سامح نجيب
93)  ساهر جاد 94)   سعاد حمودة
95 سعاد طه الوقاد 96)   سعد الحسينى 

Seif_eldawla@hotmail.com 

محمد سيف الدولة

محمد عصمت سيف الدولة مؤسس حركة مصريون ضد الصهيونية، والمتخصص في الصراع العربي الصهيوني واتفاقيات كامب ديفيد، ومن أبرز المعارضين لمعاهدة السلام المصرية الإسرائيلية وما اقترن بها من تبعية مصرية للولايات المتحدة الأمريكية. له العديد من المحاضرات والكتابات في العلاقات المصرية الإسرائيلية والأمريكية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *