“نائلة والانتفاضة” على شاشة مسرح الحرية
ضمن فعاليات يوم الثقافة الوطنية في فلسطين، قدمت وزارة الثقافة في محافظة جنين وبالتعاون مع مسرح الحرية فيلم “نائلة والانتفاضة” على شاشة مسرحه يوم الأحد 18 آذار 2018، من إخراج جوليا باشا، وإنتاج؛ رولا سلامة، وريبيكا وينجر-جابي – ٢٠١٧.
والفيلم الوثائقي من إنتاج مؤسسة جست فيجن، ركز على دور المرأة الفلسطينية في مقاومة الاحتلال خلال فترة الانتفاضة الأولى في العام 1987، وكما سلط الضوء على معاناة النساء أثناء الأسر والاعتقال في سجون الاحتلال في فترة لم يكن فيها الإعلام بهذه القوة والانتشار، في عرض لقصص حقيقية لأشخاص حقيقيون قاموا وتحدوا وواجهوا الاحتلال بأجسادهم العارية بإرادة صلبة وقناعة أن الحق لا بد أن ينتصر وأن المرأة الفلسطينية شريكة حقيقية في النضال والتحرر وأن الحرية قادمة لا محال وان طال الزمن.
في تفاصيل الحكاية، وعندما تنطلق شرارة الانتفاضة في الأراضي الفلسطينية المُحتّلة، يصبح على شابة فلسطينية من غزة أن تختار بين الحب وعائلتها وحرّيتها، فتختار الثلاثة. «نائلة والانتفاضة» فيلم يتناول المشوار النضالي لـ «نائلة عايش»، وشبكة من النساء الفلسطينيات اللاتي أسهمن في الانتفاضة الفلسطينيّة الأولى. تدور الأحداث ما بين دخول «نائلة» السجون الإسرائيلية وخروجها منها، وتوزيع المنشورات في الليالي، والتحضير للاعتصامات والمقاطعات حاملةً ابنها الرضيع مربوطاً إلى ظهرها. يُتابع الفيلم قصة هذه المرأة المناضلة عبر حركة الاعتصام السلمية الأبرز في تاريخ فلسطين، الانتفاضة الأولى في أواخر الثمانينات من القرن الماضي. وبالاستعانة بعناصر التحريك المؤثرة، والمقابلات الحصرية، والاختيارات من الأرشيف، ينجح هذا الفيلم الثري في تسليط الأضواء على النساء الباسلات اللواتي وقفن في وجه الاحتلال الإسرائيلي.
اعتمد الفيلم على التأريخ الشفوي المحكي، من خلال الشخصيات التي عاشت تلك الفترة، وكانت فاعلة فيها وبها، ومن خلال قصة، فالفيلم كان وصفا دراميا لحياة شعب وحياة جمعية عرضت من خلال تجارب فردية تمثلت بقصة نضال نائلة عايش، وزوجها جمال زقوت كعضو مؤسس في للقيادة الوطنية، وكما ركز الفيلم على نقد أوسلو، وفي تغييب المرأة سياسيا وتفاوضيا.
نائلة عياش تتحدث لمسرح الحرية وتقول؛ أن الفيلم لم يمثل قصتها الشخصية بل هو تمثيل لحكاية الشعب الفلسطيني بأكمله، فهي عانت من اللجوء الأسر والاعتقال والتعذيب وهدم بيت أهلها، إبعاد زوجها، وهي تجارب خاضها الشعب بأكمله، فاليوم نائلة من خلال هذا الفيلم هي رمز للكل، وتمنت كثيرا أن تعود تلك الأيام بروح الشباب فيها وعبق الكفاح وحب الوطن، وأكدت على ضرورة إعادة اللحمة والوحدة الوطنية وتوحد صفوف الشعب بأكمله.
فيما تحدثت منتجة الفيلم رولا سلامة عن أن الفيلم كان بمثابة أداة من أدوات الإعلام التي تحكي قصة الشعب الفلسطيني للعالم، وتحكيها لجيل شباب اليوم الذي يجهل الكثير عن تاريخه، في توثيق لأحداث الانتفاضة الأولى مع التركيز على واقع المرأة ودورها في محاولة لتغيير واقعها والإطار النمطي الذي يدور حولها، وأضافت أن عرض الفيلم لقصة شخصية كان نجاحا للفيلم وذلك يعطي الفيلم قربا من عقل وقلب المشاهد، ودعت بدورها إلى ضرورة إدخال عروض الأفلام والسينما إلى المدارس لطرح قضايا هامة.