أقلام الوطن
وأزهر ربيعك سورية ؛ الشعب والجيش والقائد يداً بيد لتحرير الغوطة.
نبيهة إبراهيم
أطل السيد الرئيس بشار الأسد أول أمس من عمق غوطة دمشق بين جنوده، ملتفين حوله متقلّدين سلاحهم، حياهم وبارك انتصاراتهم، شدّ على عزيتهم وأيديهم مؤكداً لهم ، وهو القائد العام للجيش والقوات المسلحة : أنا معكم في كل خطوة من خطواتكم التي تعيدون فيها الأرض السورية المباركة إلى أبنائها، أعرفكم جميعاً وأعرف نبل أخلاقكم وعظيم تضحياتكم، وإيمان كلٍ منكم بأن ” فقدان الأرض أكبر من فقدان رفيقه الذي يقاتل معه للدفاع عنها “، أنتم أبناء الجيش العربي السوري العظيم، ” إنكم عنوان الوطنية ، في كل متر من ألارض السورية فيه قطرة دم لمقاتل سوري، بطل من الأبطال الذين قاتلوا لترجع الحياة ولنحيا بأمان”. إنكم اليوم تخوضون معركة الاستقلال الحقيقي، وهي لا تختلف كثيرا ً عن معركة الاستقلال الأول الذي كنتم وما تزالون عنوانه الحقيقي . فالعدو نفسه، قوى الظلم والعدوان في أمريكا والغرب الاستعماري، وهدفهم وتآمرهم مستمر لنهب خيرات أرضنا والسيطرة علينا. نعم إنها معركة السيادة الوطنية، من أجل أن يعيش الشعب السوري حراً كريماً، سيداً على أرضه، وعلى ملكية ثرواته الوطنية.
” “..نحن فخورون بكم دائماً.. ومثلما صنعتم التاريخ بعد الاستقلال.. أنتم مستمرون بصناعته اليوم..”
صافح الرئيس الأسد الأهالي من أبناء الغوطة الشرقية، الذين حررهم الجيش العربي السوري من رجس الإرهاب، وتلاقت الأيادي كما القلوب ، واحتض أطفالهم، واستمع إلى معاناتهم وقساوة معيشتهم تحت سيطرة الإرهابيين، هذا وأكد سيادته أن الدولة هي الحاضن والراعي الشرعي لأبنائها، كل أبنائها خصيصاً من هم ممن عانوا من ظلم وقهر وسطوة الإرهابيين التكفيريين، الأطفال الذين شبوا على لوثة الفكر التكفيري هؤلاء يحتاجون إلى عمل جد كبير، تنهض فيه مؤسسات الدولة الثقافية والاجتماعية، وفي مقدمتها التربية والتعليم لتخليص الناشئة اللذين ظلموا من قبل الإرهابيين من لوثة ذلك الفكر وجهله. إنها استراتيجية عمل وضع الرئيس الأسد بعضاً من أسسها خلال زيارته لغوطة دمشق.
“..الدولة كالأم أو الأب تحتضن الجميع ويتسع صدرها لكل أبنائها.. وأبطال هذا الجيش هم أخوة لكل مواطن سوري.. وهم دائماً الشرف وهم الكرامة..”
لقد تميز الخطاب السياسي للرئيس الأسد بشكل خاص بعد الحرب الظالمة التي فرضت على الشعب السوري، بأنه خطاباً رحيما متسامحاً، يؤالف بين القلوب ويؤكد على العيش المشترك ، منطلقاً من محبته للشعب السوري وإيمانه بهذا الشعب بأنه شعب عظيم جذوره ضاربة في التاريخ، وفي كل أحاديث سيادته كان يؤكد على دور الشعب السوري ووعيه الوطني العالي، الذي شكل حجر الأساس في صمود سوريا.
” الغوطة على مشارف دمشق ولها مكانة وأهمية كبيرة سياسية واقتصادية ومعنوية كبيرة، فتح طريق الغوطة يعني فتح شريان الحياة والدم والأوكسجين يمشي من أول وجديد في البلد “، بهذه العبارات التي تحمل دلالات كبيرة بلغها السيد الرئيس بشار الأسد للسوريين والعالم ، وهو يقود سيارته الخاصة منطلقاً من ساحة الأمويين إلى الغوطة، بدا سيادته مرتاحاً واثقاً من النصر، وعينه على كل ذرة تراب من أرض سورية لتحريرها من الإرهاب وإعادتها لأبنائها، وقلبه يحتضن أطفال سورية وأبنائها، ماذا فعلت بهم تلك الحرب الظالمة التي فرضت عليهم من قبل قوى الشر والظلم في العالم ، أمريكا وحلفائها وأدواتها، وما هي السبل والأدوات لإعادة إعمار سورية وإعادة أبنائها لحضنها؟.
إن معركة الشعب السوري ضد الإرهاب هي معركة كل شعوب المنطقة، الساعية لللحفاظ على استقلالها، وسيادة قرارها الوطني، وسيادة أبناء شعبها على ملكية ثرواته وموارده الوطنية، إنها معركة إنسانية حضارية، تضمن الحفاظ على الأصول والإنجازات الحضارية.وتضمن حرية وكرامة الإنسان.
ولطالما كان القانون الدولي هو من صنع الإنسان، ومنذ عقود وقوى الظلم والعدوان في أمريكا والغرب تسخر هذا القانون لمصالحها الخاصة القائمة على نهب خيرات الشعوب. والهيمنة عليها، ومن انتصار سوريا سيولد نظام عالمي جديد ينهي عهد التفرد الأمريكي ، وتولد قوى جديدة تشارك في حماية القانون الدولي، لأن من يفوز في هذه الحرب يقود المنطقة بأكملها.
“..أنتم اليوم تخوضون معركة العالم ضد الإرهاب.. وليس معركة سورية فقط.. وكل جندي أو مقاتل أو طيار كان ينفذ المهمة الموكلة إليه، كان يغير الخريطة السياسية والموازين العالمية مع كل مدينة أو قرية ساهم بتحريرها “.