ألا ليت قومي يقرأون !
بشير شريف البرغوثي
تعتبر معركة نافارين على شواطيء اليونان في تشرين أول 1827 واحدة من أهم المعارك البحرية التي غيرت مجرى التاريخ. فلقد نجح الأسطول المشترك للدول الأوروبية الثلاث بريطانيا و فرنسا و روسيا القيصرية في تحطيم الأسطول المصري بقيادة إبراهيم باشا الذي هب لنجدة القوات العثمانية المحاصرة هناك
كما تحطيم الأسطول الجزائري الذي توجه لمساندة الأسطول العثماني والمصري ضد القوات البحرية البريطانية والفرنسية و الروسية، ودخل في معركة بحرية غاية الشراسة فتركزت كل الهجمات على الأسطول الجزائري وتحطم تماماً، وقد كان من نتائجه الخطيرة ضعف القوات البحرية للجزائر وعجزها عن حماية سواحلها وهذا ما شجع ملك فرنسا شارل العاشر بعد ثلاث سنوات من معركة نافارين بفرض حصار بحري و ينجح في احتلال الجزائر في 1830م.
و حين حطم الجيش المصري الجيش التركي سنة 1838.. آثرت الدول الإستعمارية آنذاك الحفاظ على الإمبراطورية التركية الضعيفة خوفا من قيام دولة عربية قوية فتحالف الأعداء السابقون جميعا معا ..تركيا و بريطانيا و النمسا و روسيا القيصرية و فرنسا من أجل تحطيم الأسطول العربي الناشيء و قطع الطريق البحري بين مصر و بلاد الشام
لم تكن معارك الأساطيل متكافئة بأي شكل و لكن الأسطول العربي صمد طوال سنتين حتى انهارت دفاعاته وسيطرت الدول الأوروبية على الشواطيء السورية
و من المضحك المبكي أن الحكومة التركية كانت تنفل إلى الدول الأوروبية جميع عروض الصلح و المراسلات السرية التي يرسلها المصريون إلى الباب العالي.
إن التاريخ و المصالح التي لا تزال قائمة حتى الآن بين تركيا و أوروبا و بخاصة حلف الناتو تشيران معا ‘لى أن الغرب يفضل أي حكم تركي على أي دولة عربية قوية
و لهذا أسباب لا تعد و لا تحصى ورثتها و طورتها و دعمتها الإستراتيجيات الأمريكية.
و من المضحك المبكي أيضا أن التدخل الأوروبي في سوريا كان يتم تبريره بحرية التجارة و بدعم الهاربين من الخدمة في الجيش المصري في سوريا .. حيث كان يتم توصيل السلاح و المال لهم لإعلان الثورة على ” الإحتلال ” المصري لبلاد الشام من أجل حرية سوريا!
أما استغلال الخلافات المذهبية و الطائفية .. و أما خارطة هذه الإختلافات فلا تزال على حالها حتى الآن .. حرفيا
كان الغرب يقول إنه لا يستهدف سوريا و إنما هو فقط يضرب الوجود العسكري المصري فيها !!!
لكن تركيا في النهاية .. قضت على إمبراطوريتها و على أحلامها هي
كان يمكنها أن تأخذ من بلادنا ما تريد .. لكنها صممت على لعب دور الوكيل لمصالح الغرب حتى و العرب يقفون معها في اليونان و القرم و غيرهما
ألا ليت قومي يقرأون !