و علينا أن ننخرس .. فترة أخرى
بشير شريف البرغوثي
تطور الكائنات يجب أن يكون شاملا .. التطور أو حتى التطوير الجزئي مستحيل و كل محاولات التطوير الجزئية محكومة بالفشل ..
العصفور يتعلم الطيران لأنه عصفور مخلوق كي يمارس الطيران .. كل أنظمة التقدم البشري لا يمكن أن تعلم قطا كيف يطير
الخاروف يرتدي “معطفه الطبيعي” بحيث يكون الجلد متجها إلى الداخل و الصوف متجها إلى الخارج .. ما جدوى أن نعلم الخاروف كيف يرتدي المعطف مثل البشر ؟ هل يمكن أن يتعلم كيف يقلب معطفه؟
لكل ظاهرة نظام .. النظام لا يعني الحكم السياسي و لا الحكومة .. المجانين وحدهم هم من يظنون ذلك من راقصي الشوارع
لكن البشر يواصلون الكذب على أنفسهم .. و يقلبون المفاهيم كل على هواه أو على هوى أمريكا صانعة النظام العقلي الجديد
المنظرون الذين ادعوا ان الإمبريالية أعلى مراحل الرأسمالية يعرفون تماما أن امريكا مثلا ليست رأسمالية و لا إمبريالية و لا علاقة لها بأنماط الإنتاج التقليدية أصلا .. هي نظام يحصل على كل ما يريد من سلع و خدمات و إعلام بورقة خضراء ساحرة قابلة للطباعة دون رقيب دولي .. و من لا يقبل فيمكن أخذ موارده مجانا ! هذا ليس تطورا في علاقات الإنتاج بل تطور في المفاهيم و في نظرة الإنسان إلى الإنسان الآخر
الذين يطالبون بحقوق العمال في كثير من الدول لا يعترفون أن أصحاب العمل اتحدوا ضمن نظام الأمركة بأشكال مختلفة و لم يتوحد العمال ..و كأني بلينين و قد نادي ” يا رأس المال العالمي توحد” على العكس من ذلك العمال يذبحون بعضهم في دول أخرى .. و من كانوا يناضلون كي يمنعوا صاحب العمل من إستغلال قوتهم البدنية جزئيا صاروا يضحون بأرواحهم من أجل أصحاب عمل زاهدين أصلا في الأيدي المنتجة .. و حتى في دول لم يصل التوتر فيها حد الإقتتال فإن العمال يترجون أصحاب العمل كي يستغلوهم ( يشغلونهم) و يزهد أصحاب العمل و كأن لسان حالهم يقول: أنتم أيها العمال لا تستحقون حتى أن نستغلكم ! هذا هو معنى البطالة : أنت ايها العامل لا تستحق أن تكون موضع استغلالنا .. وجودك لا يلزمنا أصلا .. أنت عبء على نظامنا العام
و النظام البشري العام دائما يدعو الجميع إلى السمع و الطاعة و التقيد بقوانينه .. و لكنه يعاقب الملتزمين به و يكافيء الخارجين عليه .. في البيت و المدرسة و الشارع و في هيئة الأمم
في ظل هذه المتناقضات يطلع عليك من يدعو إلى تطوير الإعلام .. هذا النظام العام الذي نستقي مته الأخبار محكوم بالنظام العقلي الأمريكي و ها هي مصادر الأخبار في معظمها أمريكية .. من أين نأتي بالإستقلالية ؟ و المصداقية ( ناهيك عن الصدق) ؟
كيف يكون حال الإعلام نموذجيا و الوضع العام الذي من المفروض أن يعبر عنه هذا الإعلام كئيبا؟
لا بد من التزيين .. و التزيين أسوأ من الكذب .. الغلاف لا يعبر عن المحتوى .. علبة تبغ زاهية الألوان تغري طفلا فيحاول أن يمضغها
خلاصته : المجتمع القوي سياسيا و اقتصاديا و علميا يمكن أن يكون إعلامه ورديا ..
و إلا فلا بد من النفاق .. و النفاق بحاجة إلى محاباة ( يسمونها محسوبية) و المحاباة تنفي تكافؤ الفرص و تشطب العدالة ..
و عليك أن تقتنع أن الواسطة تستطيع تعيين مدير الإذاعة و تستطيع أيضا تصنيع حنجرة صداحة أيضا
لا بأس .. سنجعل العصافير تطير .. YES…WE CAN
مواضيع متعلقة