لهذا السبب…تم إغلاق قناة أورينت بشكل نهائي
الدكتور خيام الزعبي
على مدار تسع سنوات، تحولت قناة أورينت إلى قناة تخدم مصالح بعينها ولعل المثال الأبرز لتوجهات أورينت وابتعادها التام عن الحيادية، هو تغطيتها لما جرى في سورية من أحداث والتدخل بشؤونها الداخلية، مروراً بالأحداث السياسية التي شهدتها سورية خلال فترة الأزمة، وانتهاءً بدعم القناة لوسوم معادية لسورية ومحرضة على العنف والفوضى بـ”الفبركة“.
على مدار الأزمة السورية، لم تتوان قناة أورينت عن دعم كل ما هو مُعاد للدولة السورية والعمل على تشويها ، دون الرجوع إلى القائمين على المؤسسات المختلفة للتأكد من صحة ما تنشره القناة، وهو ما جعل تقارير القناة تفتقر إلى الحياد والمهنية، وتتبنى وجهة نظر طرف يعتبره الشعب السوري إرهابياً، نظراً إلى تورطه في الترويج للعنف والإرهاب على حساب استقرار الدولة السورية وأمنها، وهو طرف إرهابي يحرض على العنف والفوضى والإرهاب في مختلف أنحاء المنطقة وعلى الأخص سورية.
على خط مواز، تمارس هذه القناة التزييف والمبالغة في المحتوى الذي تقدمه عبر الشاشة، بداية من التقارير التليفزيونية مروراً بالتغطيات الإخبارية والبرامج نهاية بالمواد الوثائقية، إذ هناك تعمد في تضليل الجمهور، واختلاق قصص مُفبركة، ، لما لها من أهداف خبيثة ضد سورية.
في خطوة مفاجئة، اتًخذ قرار بإغلاق قناة أورينت مطلع نيسان المقبل.التي تبث من دبي وتمولها دول خليجية، ويديرها غسان عبود، الأمر الذي أثار علامات الاستفهام حول أسباب غلقها، ورجّح معلقون أن القناة التي انطلق بثها 2009 في دبي، تعاني من مشاكل مادية، و سينحصر وجودها فقط على السوشال ميديا لتخفيف الأعباء المالية.
والمفارقة أن إغلاق القناة كان محط ترحيب لكل المواطنين في سورية، حيث اتهمت هذه القناة وخاصة في السنوات الأخيرة بالخطاب الطائفي و بث أخبار كاذبة وملفقة عن سورية ، كما تجاوزت خطوطا حمراء متفقا عليها لدى معظم السوريين حين أجرت حوارا مع شخصية إسرائيلية، وهو السفير الإسرائيلي في الأمم المتحدة داني دانون، وأجرت هذا الحوار مذيعة أورينت هيفي بوظو.
مجملاً…تتفنن الجماعات الإرهابية وأدواتها في معاداة السوريين، والإساءة لكل انتصار تاريخي حققته سورية، لتؤكد كل يوم على خيانتها وأنها تحمل الحقد والعداء للدولة السورية، في الوقت الذي تحتفل فيه سورية شعبا ومؤسسات بتحرير حلب وادلب..و..، لم تتمكن قناة أورينت من إخفاء توجهاتها ضد الدولة السورية، ولم يستطع القائمون عليها التنحى يوما واحداً عن مخططاتهم الخبيثة في نشر الأكاذيب عن الدولة السورية، حيث قررت قناة أورينت تشويه هذا الانتصار وتصويره على أنه هزيمة.
باختصار شديد: لا بد أن نشيد بأداء الإعلام السوري”الصحوة الإعلامية” ، خاصة في الفترة الأخيرة، كما نتمنى باستمرار هذا المؤشر في العمل، حتى يكون سلاحاً مهماً في الرد على الأكاذيب والشائعات التي تُحاك ضد سورية وشعبها، خاصة أن المُشاهد لم يعد ينجذب لهذه القناة، كونها توجه الشتائم وصناعة بالونات فارغة، لكن من الضروري عدم تجاهل الإعلام لهذا الأمر، حتى لا يقع تأثيرها على المواطن في النهاية.