وباء كورونا …وشبح الشيوعية
الدعاية والتثقيف
إعادة التثقيف هو ميدان صراع
د. عادل سمارة
هذا ما خطر لي حين تابعت كيف تصرفت الصين لمحاصرة هذا الوباء.فبناء على عدد السكان كان التخوُّف أنها ستعاني أكبر كارثة في التاريخ.عولجت الأزمة بهدوء ودون استعراضات مريضة:
- استعراض هولييود المبدع في الكذب
- واستعراض التخلص من البشر كما تقطيع وتذويب خاشقجي
- واستعراض الكيان بأن كل البشر كائنات دنيئة وهم من معدن ذهبي، لذا يُمسكون أموال العالم.
هنا يبرز الفارق بين الدعاية والتثقيف. ورغم أنهما متناقضان إلا أن هوامشهما تتداخل أحيانا، ولكن دون تحول إحدهما للآخر. ولذا يتصارعان على إعادة التثقيف، فالدعاية تحاول تحويل البشر إلى بضائع وغيلان استهلاك، والثقافة تقاتل لإبقائهم بشرا واعين. فإعادة التثقيف هو ميدان صراع.
ليس هذا التقوُّل من جانبي لتمييز دماغ بشري عن آخر، ولا طينة الجسم، بل للتمييز بين نظام فكري نظري وآخر، اي التمييز بين الجريمة المموهة وبين الإنسانية المتواضعة.
دعونا نقارن:
الرأسمالية خلقت الاستعمار والشعوب الفقيرة خلقت المقاومة وحرب الغُوار
الرأسمالية خلقت الاستيطان الرأسمالي الأبيض الذي اباد شعوبا بأكملها والشعوب الفقيرة دافعت ما استطاعت كما تفعل فلسطين.
الراسمالية الأمريكية صنعت القنبلة النووية لإبادة من لا يمنحها سوقه وثروته وضربت بها اليابان، والاتحاد السوفييتي أرسل أول رائد فضاء يوري جاجارين ثم صنع النووي ليحمي نفسه والعالم من الغرب بالردع.
الرأسمالية وضعت اتفاقية بريتون وودز لهيمنة الدولار والبنك والصندوق الدوليين، وستالين وحده الذي رفض الانضمام.
حاول الكوريون الاستقلال وتطبيق الاشتراكية، فردت أمريكا بعدوان أفنى الملايين
حاول الفيتناميون التحرر فردت أمريكا بحرب أخرى أفنت الملايين.
الاستقلال كلف الجزائر مليون شهيد قتلتهم فرنسا الجميلة.
قال كاسترو:الناس في كوبا تموت من الهرم وليس من المرض، بينما ترامب/و يحاول احتكار علاج الكورونا ليبيعه باعلى سعر فيموت من لا يملك ثمن العلاج وبوريس يلتسين يقول لشعبه:توقعوا موت احبائكم.
أرسلت كوبا الصغيرة أطباء إلى إفريقيا بأكثر من كل العالم لمواجهة وباء إيبولا.
ركزت الصين منذ ماو تسي تونغ على الإنتاج لكفاية نفسها والعالم بينما غادرت أمريكا الإنتاج باتجاه المضاربات .
واليوم تتهاوى البورصات لأن اسهمها منتفخة ويلتهم الناس البضائع من الرفوف والشركات تتوقف عن الإنتاج بسبب كورونا، بينما الصين هادئة وتأكل وتشرب وتتعافى.
أمريكا تستخدم نظرية مالثوس المجرم بقتل الشعب الإيراني بالعقوبات حيث تسرق ارصدة إيران، بينما الصين تساعد إيران المسلمة وحتى إيطاليا التي يحكمها يمين فاشي.
الصين 1500 مليون لديهم فوائض هائلة ولبنان بحجم مدينة صغيرة مشتبك مع لصوص المال الطائفي.
تريليونات الصين من أجل شفاء البشر و تريليونات مجرمي النفط لإبادة الوطن العربي.
الصين لم تبع اسلحة لأبناء سلمان وزايد وآل ثاني وثالث ورابع وعاشر، أما الغرب فيصنع الأسلحة خصيصا ضد اليمن وسوريا وليبيا وفلسطين وكل المحيط.
اخيراً، الدعاية هي غالباً لترويج بضائع تم اغتصابها من جهد العمال بينما الثقافة هي لتوعية العمال بأن يحرروا جهدهم كي يتمتعوا بما أنتجوا.
عزيزي القارىء: إذا فكرت جيداً في هذا، فاعلم بأن هذا التحدي للبشرية هو استعادة لشبح الشيوعية كي تحرر البشر من رأس المال. وبهذا يتجدد أمل ماركس عام 1848 حينما كتب “إن شبح الشيوعية يحوم في سماء أوروبا” تفاؤلاً بثورات تم قمعها وقمع غيرها، لكن البشرية لا تخنع. وبات عليها سحق أكاذيب أن الشيوعية ضد الأديان والقوميات.
أعتقد أن ذهن ونفسية الناس اليوم متفتحة كي تسمع الثقافة وليس الدعاية ومن هنا أهمية الحوار والكتابة.
أخيراً: إذا كان الأثرياء ضد الاشتراكية لأنهم بالمال يشترون الكثير، “قيمتهم” مُستمدة مما لديهم من مال منهوب من جهد المنتجين، وليس من كفائتهم الثقافية والأخلاقية والإنتاجية، وإذا كان السياسيون يمتطون المال والأديان لتبرير وتثبيت مواقعهم مدعومين بقوى الدين السياسي والطابور السادس الثقافي، فما على الطبقات الشعبية سوى الثورة من أجل الاشتراكية.
ملاحظة: كل هذا التفوق في الصين وهي شبه اشتراكية، فادفعوها و اندفعوا معها لاشتراكية أعمق وأفضل.