فنزويلا وصندوق النقد الدولي
د. عادل سمارة
رأس المال لا يخجل وحين أزمته يقتل جماعياً. لست أدري إن كانت فنزويلا قد طلبت قرضا من صندوق النقد الدولي لكشف دوره الخادم للإمبريالية أم لأن الصين مثلا لم تُقرضها! ذلك لأن فنزويلا تعلم أن الصندوق لم يدخل أرضا إلا أفسدها كما وصف القرآن الكريم دور الملوك. أي أن الصندوق لن يساعدها حتى بقروضه التي هي جرعات عسل مسموم حقن بها أكثر من مئة دولة ولم تقم لها قائمة بعد ذلك. من لا يعرف هذا فليقرأ الاقتصاد السياسي. الصندوق يزعم ان حكومة مادورو غير معترف بها دولياً! وهذا غير صحيح، لأن هناك من يعترف وهناك من لم يعترف، لكن الشعب الفنزويلي يعترف بحكومة مادورو ويقاتل من اجلها. ثم ليس من حق الصندوق أن يعتبر الدولي هم من يلائمون موقفه.
من شروط الصندوق والبنك الدوليين عدم التعامل سوى مع دول مستقلة، لكنهما تعاملا مع كرواتيا قبل انفصالها عن يوغسلافيا لأن هدف امريكا وكل الغرب كان تفتيت يوغسلافيا ضمن مشروع الغرب الراسمالي في خلق الموجة بل تصنيع الموجة القومية الثالثة اي كيانات لقوميات وإثنيات عميلة.وكان دوره مكملا لدور الناتو في تدمير يوغسلافيا 1998 .بالمناسبة كنت في حديث حينها لتلفزيون وطن هنا ومقابلي “ماركسي سابق وهو الآن محلل سياسي كبير وله مركز ابحاث…الخ هو ه-.م كان مغتبط لتدمير يوغسلافيا، فيا للهول! كما تعامل البنك مع المناطق المحتلة عام 1967 حتى قبل اتفاقات أوسلو وأوسلو ليست دولة. ففي عام 1993 جاء مندوب للبنك الدولي والتقاني ليناقش معي الوضع البنكي في المحتل 1967 وذلك قبل توقيع اتفاق أوسلو. فقلت له في دقائق: أنت في موقع غلط 1- لأن هذه منطقة محتلة بعكس ديباجتكم و2- لأنكم لا تعاملون سوى مع دول و 3- لأن البنوك هنا ليست سوى فروع تجارية للبنوك الصهيونية، أي لا يوجد هنا نظاما بنكيا محايا، طبعا هو جاء لأن هذا ما ارادته أمريكا، وأكملت له، لا داع للقاء.