أقلام مهجرية
اجلسوا في مقعد القيادة كما يجلس الأسد
هاني البرغوثي
نبض الوعي العربي
تورونتو / كندا
أستبيحك عذرا أيتها المعشوقة،فاليوم مداد يراعي امتلأ حزنا،و يتوسلني أن أعيش مشاعر كرب اخواتنا و أمهاتناو أبنائنا، في فلسطين و العراق و اليمن و سوريا،و كل من يعيشون تحت وطأة الاحتلال الصهيوني الأمريكي الخليجي،و من يقف تحت ظلال مظلاتهم.
في خلوة مع نفسي،جلست أتفكر في أمورهم،لأجد أن حياتهم و مشاعرهم مُلأت بالأحزان،أكثر مما ملأت حناجر العشق و الهجران و الحرمان،لكنهم ما زالوا ينتهلون كل مقويات الصبر و الصمود،عاهدوا رب البشر و الشجر و الحجر إما النصر أو الشهادة،في سبيل تحرير الأوطان.
وزعماء انظمتنا يقتلهم العناء أيضا،لكنه ليس عناء جوع أو عطش،بل عناء الإحتفاظ بالكراسي و العروش و ملء الكروش بالمال و ليس بالطعام،كراسيهم زينت بما تشتهي الأعين و القلوب،من الذهب و الألماس،حتى سلم طائراتهم صنع من الذهب الخالص،و كثيرون من البشر لا يهدأ لهم بال،او تطمئن أنفسهم،الا اذا سار وراء المال و المظاهر،و يسيرون في صفوف الثورات المزيفة “الربيع العبري”مثلا حتى لو دمرت أوطانهم و قتلت شعوبهم من أجل حفنة مال خليجي ،و تقديم طاعة للصهيوأمريكية.
اليك أيها الزعيم الذي تنعم بخير البلاد،بلاد شعبك و أجدادك،تهب خيرات البلاد و الأوطان،الى المحتل و الغرب و الصهيونية ،و تفضل “اسرائيل”على بني جلدتك،كل هذا كي يرفع عنك العتب،تقدم الجزية و المال ،وان امتنعت ستنتهي حياتك و يزال عرشك، اليس الأولى أن تكون قريبا من شعبك،و تقترب من تراب الوطن الذي به رائحة المسك و الشرف و الكرامة ،كرامة اسلافنا،الذين ضحوا بالغالي و النفيس ليحيا الوطن،اسلافنا وقفوا في خندق واحد حتى يبقى الوطن حرا.
هدمت العراق من اجل احلام عائلة بوش،و اوباما وهب لك داعش،باموالك يمكنوها ليدمروا الوطن ،و رقابكم تحت سيوفهم،أما ترامب فحدث ولا حرج، ألم يصف دول الخليج بانها بقرة حلوب،و عندما يجف ضرعها تدبح و تساق الى المسالخ.
أما حان لنا أن نفيق لما يجري حولنا،و نرى بالعيون العربية،و الحداقة العربية الأصيلة،و ليس بمنظار الغرب،أيريد الغرب للعرب خيرا؟؟،لا و رب الأنام،علينا أن نجلس في مقعد القيادة،كما يجلس الآن الرئيس السوري بشار الأسد،مجابها الحرب الكونية،و لنجذف مجاذيف المركب نحو شط الأمان،نحو مستقبل أفضل،ٌن لم يكن لنا فليكن لأبنائنا و أحفادنا.
فلسطيني الهوية
عربي القومية