الجيش الاسرائيلي اوحش و اقذر الجيوش على كوكب الأرض مجزرة حي الدرج في غزة نموذجا
د. غازي حسين
في منتصف ليلة 22 تموز 2002، وبينما كان سكان حي الدرج بغزة يغطون في نوم عميق استيقظوا على دوي انفجار هائل لم يشهده الحي ولا مدينة غزة عبر تاريخها الذي يزيد عن (5000) عام.
طائرة إسرائيلية بأمر من رئيس مجلس الوزراء الإسرائيلية من طراز اف 16 الحربية ألقت قنبلة زنتها طن (1000كغم) على المنزل الذي ينام فيه قائد كتائب عز الدين القسام الشيخ صلاح شحادة وعائلته والمكون من أربعة طوابق، فانهار المنزل كله ودفن جميع المدنيين من أطفال ونساء وشيوخ ورجال تحت أنقاضه.
مجزرة جديدة رهيبة بشعة ارتكبتها طائرة إسرائيلية ـ أميركية الصنع من أحدث طائرات الترسانة الحربية الأميركية وتستخدمها إسرائيل للاستمرار في إبادة الشعب الفلسطيني الذي حال الفيتو الأميركي دون توفير الحماية الدولية له.
وهنا أتساءل كيف ينام أعضاء مجلس الوزراء الإسرائيلي الذين اتخذوا قرار تدمير البناية المليئة بالمدنيين من أطفال ونساء وشيوخ؟
وكيف نام قائد تلك الطائرة التي ألقت حممها على الشعب الفلسطيني الأعزل؟ وهل يمكن أن يقوم طيار ألماني نازي في القرن الحادي والعشرين، بمثل هذه الجريمة ـ البشعة؟
إن قادة إسرائيل وضباطها وجنودها ومجتمعها جميعهم من القتلة ومجرمي الحرب.
فمجزرة حي الدرج هي استمرار للمجازر اليهودية على الشعب العربي الفلسطيني في دير ياسين وقبية ونحالين والطنطورة وكفر قاسم وصبرا وشاتيلا وجنين ونابلس والخليل ورفح وخان يونس وكل قرى وأحياء ومدن الوطن الفلسطيني المحتل.
جاءت المجزرة الجديدة على الشعب الفلسطيني الأعزل وبعض الأنظمة العربية لا تزال تقيم العلاقات الدبلوماسية والتجارية مع العدو الإسرائيلي، مما زاد من الحزن والألم الذي يعانيه الشعب الفلسطيني.
قتلت إسرائيل في هذه المجزرة التي لم ترتكب النازية مثلها 18 فلسطينياً ومنهم القائد الشهيد صلاح شحادة. ووصل عدد الجرحى إلى أكثر من 150 جريحاً.
أقوال لبعض الشهود العيان:
محمد البياض 15 سنة أدلى بشهادته وقال: بينما كنا جالسين نتابع موضوعاً على شاشة جهاز الكومبيوتر عند منتصف الليل سمعنا صوت انفجار مصحوباً بكتلة هواء تمر بسرعة. خرجنا إلى الشارع وجدنا الدخان والمنازل مدمرة، وبدأنا في إخراج الجثث، كل الناس كانت تشارك في العملية. عند إخراج الجثث لم أستطع تحمل النظر إليها لأنها كانت مقطعة الأوصال، إما إشلاء أو متفحمة والمنظر رهيب.
صابر إبراهيم البغدادي: قال: بينما كنت نائماً في الطابق الأرضي من منزلي، وإذا بصوت قوي يدوي و كان ذلك الساعة 11,45 ليلاً. نهضت ونظرت من الشباك عندها شعرت بالإغماء وفقدت الوعي، وبعدما صحوت عرفت أن زوجتي تعرضت إلى إصابة نتيجة اصطدام عمود من الحديد برأسها، ثم خرجت أجري ولم أستطع التنفس وبعد ساعتين صعد ابن عمي إلى أعلى، ووجد ابني نصف جسد، و زوجتي أصيبت برأسها. ووجد ابني قطع لحم كبيرة وصغيرة، ووجدوا كلية في الشرفة، ووجدنا رقبة بها سنسال ذهب. وبالأمس وجدنا وجه نصف الإنسان الذي وجدناه قبل ذلك والمنزل كله مدمر. ما زال ابني يشعر برعب شديد لأنه رأى الجثث وقطع اللحم والكلية ملصقة على الجدار.
ابني يعيش حالة نفسية سيئة سأقوم بعرضه على طبيب نفسي.
نادية الحويطي: عند الساعة 12 ليلاً كنا نستعد للنوم أنا وزوجي وأطفالي، وإذا بصوت قوي لم أسمع مثله في حياتي صوت مرعب، بعد ذلك شعرت بأن الغرفة بدا لونها أحمر مثل البركان ولم أحس بشيء بعد ذلك لم نستطع الكلام حتى الصراخ لأن المفاجأة كانت رهيبة، وفجأة وجدت نفسي تحت الركام و«الأسبست» يتساقط فوق رؤوسنا ومن منزل الشهيد المجاور لمنزل الشيخ، جدران تقع فوق رؤوسنا. ومنزلنا يبعد 30 متر عن منزل الشهيد أو أقل لأنه مجاور لنا زوجي قال إن زوجة الشيخ كانت جثة هامدة في الغرفة المجاورة، ورأسها في شقة ثانية عند الجيران، وأيضاً جثة بنت من بناته في الغرفة المجاورة وبالأمس وجدوا ثلاثة عند مطبخي وهم من عائلة مطر.
وتابع الجيش الإسرائيلي وحشيته وهمجيته في إبادة الشعب الفلسطيني وتدمير منجزاته طيلة الانتفاضة الثانية انتفاضة الأقصى، حيث بلغ شهداء الانتفاضة (4287) شهيداً حتى تاريخ 27/9/2005، والجرحى (45247) جريحاً، وأسرى الاحتلال (8200)، وعدد المنازل التي تضررت بشكل كلي أو جزئي (71470) منزلاً، منها 7628 دمرت، وعدد المقرات التي تضررت بشكل كلي وجزئي (590) مقراً ومنشأة أمنية، و13 مدرسة وجامعة. وبلغ إجمالي الأراضي التي تم تجريفها (76867) دونماً، واقتلاع (1355290) شجرة وهدم 756 مزرعة للدجاج.
وظهر بجلاء أن إرهاب ووحشية وهمجية إسرائيل وجيشها والأجهزة الأمنية فيها ينطلق من التعاليم التي دونها كتبة التوراة والتلمود والأيديولوجية الصهيونية، وبروتوكولات حكماء صهيون، و فتاوى الحاخامات الاستعمارية والعنصرية والإرهابية.
تثبت إسرائيل منذ النكبة المستمرة وحتى اليوم أنها أسوأ وأخطر من النازية و الأبارتايد ولا يمكن الاعتراف بها أو التعايش معها، ومصيرها إلى الزوال.