الاحتلال يستغلّ “كورونا” لفرض المزيد من التحكم حول الأقصى
مشافي القدس تعاني نقص التمويل وأجهزة التنفس مع تفشي المرض في المدينة
تستمر سلطات الاحتلال في استهداف دائرة الأوقاف الإسلامية، وآخرها استدعاء مدير المسجد الأقصى إلى التحقيق. وفي سياق متصل، تعمل سلطات الاحتلال على رفع استفادتها من فايروس كورونا، فمع خلو الأقصى من المصلين، ركبت سلطات الاحتلال حواجز حديدية متحركة قرب باب الأسباط، وسط استمرار شرطتها على الوجود قرب مصلى باب الرحمة. وترصد القراءة الأسبوعية تصاعد أعداد المصابين بفايروس كورونا في القدس المحتلة، وتسجيل القدس أول حالة وفاة بالفايروس لمسنة فلسطينية، وترصد القراءة حاجة مشافي القدس التي تستقبل مرضى كورونا إلى دعمٍ مالي مباشر، إضافة إلى أجهزة التنفس الصناعي، فلا تمتلك هذه المشافي إلا 22 جهازًا فقط، ما يمثل 10% من حاجات المدينة المحتلة، في حال استمرار تفشي الفايروس.
التهويد الديني والثقافي والعمراني
تتابع سلطات الاحتلال استهدافها لمسؤولي دائرة الأوقاف الإسلامية، ففي 16/4 استدعت شرطة الاحتلال مدير المسجد الأقصى الشيخ عمر الكسواني للتحقيق، في مركز المسكوبية في الشطر الغربي من المدينة، ثم أخلت سبيله بعد ساعات من التحقيق.
ومع استمرار إغلاق المسجد الأقصى، والحجر المنزلي بسبب فايروس “كورونا”، كشفت تقارير عن استغلال الاحتلال لهذه الأوضاع، لفرض المزيد من السيطرة في البلدة القديمة، وحول المسجد الأقصى. ففي التفاف صارخ على هبة البوابات الإلكترونية، نصبت قوات الاحتلال حواجز معدنية متحركة، إضافة إلى إشارة مرور وكاميرا مراقبة متطورة، في طريق المجاهدين شمال المسجد الأقصى، المؤدي إلى طريق الواد، ما ينبئ بمحاولة الاحتلال تركيب المزيد من الحواجز المتحركة أمام أبوابٍ أخرى للأقصى.
أما في داخل المسجد وعلى الرغم من استمرار إغلاقه بسبب الحد من انتشار “كورونا”، أعادت سلطات الاحتلال إغلاق أبواب المسجد كافة، مبقية على ثلاثة منها فقط، ومع التزام المقدسيين في بيوتهم نتيجة الحجر المفروض بسبب كورونا، لم تواجه قوات الاحتلال أي ردة فعلٍ شعبية، ويتخوف مراقبون من محاولة الاحتلال فرض المزيد من التحكم بالأقصى، عبر الإبقاء على هذه الأبواب لدخول المصلين منها فقط. وإلى جانب التحكم بالأبواب، تحافظ شرطة الاحتلال على وجود عددٍ من عناصرها، في محيط باب الرحمة، على الرغم من خلو المسجد من المصلين واقتصار الدخول إليه على الحراس والسدنة وموظفي الأوقاف.
التهويد الديموغرافي
وفي سياق آخر من اعتداءات الاحتلال، غرمت سلطات الاحتلال في 18/4 المشاركين في وقفة ضد الاستيطان في حي الشيخ جراح في القدس المحتلة، وبلغت قيمة الغرامات 35 ألف شيكل، وبحسب مركز معلومات وادي حلوة حاصرت شرطة الاحتلال الوقفة التي تقام أسبوعيًا في الحي، التي تطالب الاحتلال بوقف الاستيطان وهدم المنازل ومصادرة الأراضي.
كورونا في القدس
تتصاعد أعداد المصابين بالفايروس في القدس المحتلة، ففي 18/4 وصل عدد الإصابات إلى 105، من بينهم 45 مُصابًا من بلدة سلوان، وبحسب مصادر فلسطينية يتم جمع المعلومات حول أعداد المصابين عبر التواصل المباشر مع أطباء يعملون في مشافي الاحتلال وهم على تواصل مُباشر مع إصابات مؤكدة في الشطر الشرقي من القدس. في اليوم نفسه سُجلت أول وفاة بسبب الفايروس في القدس المحتلة، لمسنة فلسطينية من بلدة العيسوية. وفي 19/4 أعلنت المصادر الطبية عن تسجيل 5 إصابات جديدة بفيروس كورونا، 4 في سلوان وإصابة واحدة في حي جبل المكبر.
وحول الاستعدادات الطبية لمواجهة الفايروس، صرّح أمين سر شبكة مستشفيات القدس وليد نمور، أن تكلفة مواجهة وباء فيروس “كورونا” في مشافي القدس تقدر بنحو 7 ملايين دولار، لتغطية أولوياتها واحتياجاتها، خاصة مستشفيات “المقاصد، مار يوسف- الفرنساوي، والمطلع”، وهي المشافي التي تستقبل الحالات المصابة بالفيروس، وأكد نمور أن المنح التي تلقتها الشبكة أقل من 3 مليون دولار، أي أقل من نصف الميزانية المتوقعة لمواجهة الوباء، ولن تغطي المتطلبات كافة. ما يضاعف العبء الواقع على هذه المشافي، التي تواجه أزمة مالية منذ سنوات عدة، راكمت عليها ديونًا كبيرة إلى موردي الأدوية وغير ذلك من المصاريف التشغيلية.
ومن أبرز التحديات التي تواجهها مشافي القدس في مواجهة الوباء، تأمين المزيد من أجهزة التنفس الصناعي، خاصة أمام ازدياد أعداد المصابين في القدس، إذ يتراوح سعر جهاز التنفس وفق المواصفات الطبية المعتمدة ما بين 40 و50 ألف دولار، وتضم مشافي القدس حاليًا 22 جهاز تنفس، ما يشكل 10% من احتياج المشافي لها. الأمر الذي يتطلب تحركًا عاجلًا لتوفير المزيد من هذه الأجهزة في القريب العاجل.
علي إبراهيم
موقع مدينة القدس