أقلام الوطن

في المشهد الفلسطيني الراهن في ظل وباء كورونا

الفلسطينيون في مواجهة تحالف جيش ومستعمري الاحتلال….!

اقتحامات واعتقالات وتفجير أبواب واقتحام منازل وحملات إرهاب لا تتوقف…!.

 

نواف الزرو
نواف الزرو

نواف الزرو*

 

الاحتلال يبقى احتلالا، والإرهاب الصهيوني هو هو لا يتغير، وهو متواصل منذ قرن من الزمن في فلسطين، حتى في ظل هذا الوباء العالمي-كورونا- والارتباك الدولي والتداعيات الانسانية، يواصل الاحتلال نهجه الارهابي  ضد الشعب الفلسطيني وكأنه ليس هناك وباء الكورونا، وليس هناك عوامل وموجبات انسانية وصحية، فهذه ليست في اعتبارات الاحتلال، ولذلك نتابع في المشهد الفلسطيني الراهن على امتداد الضفة الغربية والمدينة المقدسة: كيف تقوم عصابات المستعمرين المستوطنين الإرهابيين بموجات متلاحقة من الهجمات على القدس والحرم الشريف، بل على كل بيت من بيوت القدس، بل على كل عائلة وعلى كل طفل من عائلات وأطفال القدس،  وكيف تقوم قوات الاحتلال بعملياتها العسكرية الميدانية الاقتحامية الارهابية على مدار الساعة، فتقوم بتفجير ألابواب وإلقاء قنابل صوت داخل المنازل، وتواصل حملات الرعب والاعتقال في كل مكان…!.

ونظرا للاهمية التوثيقية القصوى هنا نستحضر تقرير حديث لمركز حقوق الإنسان “بتسيلم” الذي يؤكد: “أن جيش الاحتلال لم يقم بتعديل سياسته وروتين عمله اليومي في ظل انتشار وباء كورونا وانتهاكاته المستمرة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بل واصل الروتين والنهج وسياسة الاعتقالات والانتهاكات غير الإنسانية وغير القانونية بحق المواطنين الفلسطينيين في الضفة والقدس المحتلة، وجاء ذلك في التقرير الشهري الذي استعرض فيه المركز روايات الضحايا لتلك الاعتقالات والاقتحامات التي تخللها تفجير أبواب المنازل، وتدمير المحتويات ومصادرة هواتف وسيارات وترويع الأطفال والنساء. وقال مركز “بتسيلم”: إنه بينما يتوقّف كلّ شيء في العالم عن العمل وروتين الحياة، يُحافظ الجيش الإسرائيلي على روتين عُنف الاحتلال في أنحاء الضفّة الغربيّة، فمنذ 1/ 3/ 2020 إلى 3/ 4/ 2020 على سبيل المثال اقتحمت قوّات الاحتلال الإسرائيلي مئة منزل في الضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلة، واعتقلت خلال هذه الحملات 217 شخصاً، منهم 16 قاصراً من الضفة الغربية فقط. 40% من مجمل المعتقلين، و60% من المعتقلين القاصرين، اعتُقلوا بين 12 آذار و3 نيسان، أي بعد أن شدّدت إسرائيل القيود على الحركة في الضفة لم يتوقف الاحتلال عن اعتقالاته وانتهاكاته.

*اقتحامات بالجملة والاحتلال يعتقل 1324 فلسطينيًا منذ مطلع 2020

وفي إطار حملات قوات الاحتلال القمعي ضد الفلسطينيين، أفادت معطيات حقوقية فلسطينية، بأن “قوات الاحتلال اعتقلت 1324 مواطنًا فلسطينيًا؛ منذ مطلع عام 2020؛ بينهم 210 أطفال و31 فلسطينية، بالإضافة لإصدار 295 أمر اعتقال إداري- قدس برس- الخميس 16 إبريل 2020”. وأشارت المعطيات إلى أن قوات الاحتلال اعتقلت خلال آذار الماضي 357 فلسطينيًا؛ من بينهم 48 طفلاً، و4 نساء، بالتزامن مع انتشار وباء فايروس “كورونا”، وصدرت تلك المعطيات عن مؤسسات الأسرى: هيئة شؤون الأسرى والمحررين، نادي الأسير الفلسطيني، مؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان، ومركز الدفاع عن الحريات والحقوق المدنية  كما اعتقل الاحتلال 190 فلسطينيًا، خلال شهر نيسان الماضي، بينهم 35 طفلاً وسيدتان، ونائب في المجلس التشريعي، كما استشهد أسيرٌ في سجن النقب الصهيوني.-كما وثّق مركز أسرى فلسطين- الإثنين 04 مايو 2020”. ورصد المركز 35 حالة اعتقال لأطفال قاصرين، غالبيتهم من مدينة القدس المحتلة، أصغرهم الطفل آدم يوسف رويضي (11 عاماً)،  واعتقل أثناء وجوده أمام منزله في حي عين اللوزة، ببلدة سلوان. وفي ملف الاعتقال الإداري، أصدرت محاكم الاحتلال الصورية (65) قرار إداري بين جديد وتجديد، تراوحت ما بين شهرين إلى ستة أشهر.

 

ووثّق باحثو “بتسيلم” الميدانيّون على سبيل المثال  اقتحامات ليليّة لـ12 منزلاً تسكن فيها خمس عائلات، وفي جميع هذه الاقتحامات دخل جنود الاحتلال المنازل باستخدام القوّة، وافزعوا ساكنيها من نومهم، وفي بعضها حبس الجنود جميع أفراد الأسرة في إحدى غرف المنزل، وقلّبوا أثناء ذلك محتويات بقيّة الغرف، وبعض هذه الاقتحامات استمرّ نحو ثلاث ساعات. وأوضح “بتسيلم” أنه “من طبيعة الاحتلال في أيّ اقتحام مسلّح ينفّذه جنود بالقوّة في ساعات اللّيل والأُسرة نائمة أن يثير الخوف والرّعب في نفوس أفرادها، لكن حين يحدث هذا في فترة تفشّي وباء الكورونا يُضاف إلى الخوف “المعتاد” خوف آخر: خوف أفراد الأُسرة من الإصابة بالعدوى جرّاء دخول غرباء إلى منزلهم ومكوثهم فترة طويلة. ولا تتلاشى هذه المخاوف مع خروج جنود الاحتلال من المنزل، بل هي تلازم أفراد كلّ أُسرةٍ اقتحم الجيش منزلها أيضاً، خشيةً على من اعتُقل منهم خلال ذلك الاقتحام. ويتضاعف قلق أفراد الأسرة إزاء امتناع الجيش عن إبلاغهم عن مكان احتجازهم، ولا متى من المتوقّع إخلاء سبيلهم.

*الاحتلال يقتحم منزل خطيب المسجد الأقصى المبارك

ولعل في مقدمة الاقتحامات والاعتقالات ما أقدمت عليه قوات الاحتلال الإسرائيلي الاثنين القدس- معا- 27/04/2020 من اقتحام لمنزل خطيب المسجد الأقصى المبارك الشيخ عكرمة صبري في حي الصوانة بالقدس المحتلة. وجاء ذلك بعد تصريحات للشيخ صبري عن

بركة: الاحتلال يسعى لاستفزاز خطير باقتحام بيت الشيخ صبري، وقال رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية محمد بركة معقبا على ذلك: إن قيام جيش الاحتلال باقتحام بيت خطيب المسجد الأقصى المبارك، الشيخ د. عكرمة صبري، في حي الصوانة في القدس المحتلة، هو استفزاز خطير للقدس والشعب الفلسطيني كله. وأضاف: “إن الاحتلال يواصل عربدته في القدس المحتلة، أيضا في هذه الظروف العصيبة التي تمر علينا، وهو كما يبدو يخطط لمؤامرة مع عصابات المستوطنين، لاقتحام المسجد الأقصى، في الوقت الذي قررت دائرة الأوقاف إغلاق أبوابه، بسبب جائحة كورونا”.

*اشتباكات مع المستوطنين الإرهابيين

وفي المشهد ايضا اشتباكات بين المواطنين الفلسطينيين والمستوطنين الإرهابيين في مواقع فلسطينية عديد، فقد أصيب عدد من المواطنين بالاختناق نتيجة استنشاق الغاز المسيل للدموع، بساعات متأخرة من الليل، وذلك خلال مواجهات مع قوات الاحتلال والمستوطنين في بلدة الشيوخ قضاء الخليل-: 08/04/2020-، وأفاد مواطنون بأن عراكا ومواجهات اندلعت في منطقتي “شعب التينة”، و”المجالس”، بين المواطنين ومستوطني “أسفر” المقامة على أراضي بلدتي سعير والشيوخ، بحماية من جنود الاحتلال الذين أطلقوا قنابل الصوت والغاز، ما تسبب بإصابة عدد من المواطنين بالاختناق. وهاجم مستوطنون العديد من المواطنين أثناء وجودهم في أرضهم بالمنطقتين المذكورتين جاء بهدف ارغامهم على تركها لمصلحة توسيع المستوطنة، حيث سيج مستوطنون خلال الأيام القليلة الماضية أراضي لمواطنين من عائلة الحلايقة بالأسلاك الشائكة.وقال المتحدث باسم العائلة التي تملك آلاف الدونمات بالمنطقة، محمد علي المشني الحلايقة، إن” العائلة ستواصل حماية أرضها، من خلال زراعتها والوجود فيها، وسنرغم الاحتلال ومستوطنيه على تفكيك ما أقاموه فيها من بركسات وخيم وحظائر لماشيتهم”.

وهناك اعتداءات لم تشملها المعطيات أعلاه حيث يضيّق المستوطنون على الرّعاة و المزارعين الفلسطينيّين في مناطق الأغوار القريبة من مستوطنات “ريمونيم” و”كوخاف هشاحر” كما في تلال جنوب الخليل، إضافة إلى أنّ المستوطنين يسوقون قطعان أبقارهم واغنامهم للرّعي في حقول زراعيّة يفلحها فلسطينيّون وخاصّة في منطقة الأغوار، وهذا أيضاً يحدث يوميّاً-الجمعة 24/إبريل/2020″.

وجاء في تقرير لمركز عبد الله الحوراني للدراسات والتوثيق التابع لدائرة العمل والتخطيط في منظمة التحرير الفلسطينية، أن سلطات الاحتلال صادقت على قرار يقضي بالاستيلاء على مسطحات الأراضي التي تديرها دائرة الأوقاف الإسلامية بمحاذاة الحرم الإبراهيمي في البلدة القديمة بمدينة الخليل، لصالح مشاريع استيطانية و تهويدية تحت ذريعة التطوير والتوسيع- الإثنين 2020-5-4″.

فيما قامت اللجنة اللوائية للتنظيم والبناء التابعة لبلدية الاحتلال في مدينة القدس بإيداع مخطط استيطاني لبناء (1300) وحدة سكنية جديدة في مستوطنة “جيلو” جنوب مدينة القدس، إضافة الى مناطق تجارية ومبانٍ عامة ومساحات مفتوحة .

ونفذت عصابات المستوطنين (108) اعتداءات بحق المواطنين الفلسطينيين و وممتلكاتهم خلال شهر نيسان الماضي، أسفرت عن إصابة (13) مواطنا من بينهم سيدة، واقتلاع وتكسير (822) شجرة مثمرة تركزت في بلدة الخضر جنوبي بيت لحم، وبلدتي ترمسعيا والمغير ورأس كركر في محافظة رام الله والبيرة، وقريتي قريوت و الساوية جنوبي محافظة نابلس.

و اقدم مستوطنون على اغراق نحو 20 دونما من كروم العنب شمال بلدة بيت امر بمحافظة الخليل بالمياه العادمة، وشملت الاعتداءات أيضا تنفيذ عمليتي اطلاق نار، و عملية دهس واحدة، وحرق سيارتين للمواطنين في الأغوار الفلسطينية، و إعطاب إطارات 35 سيارة للمواطنين في قريتي تل وصرة جنوب غرب نابلس، وأربع عمليات تجريف لأراضي المواطنين تركزت في محافظة سلفيت.

فيما اعتدى مستوطنون على مواطنين فلسطينيين قرب البحر الميت واحرقوا مركبتهم، كما خطفت عصابات المستوطنين شابين قرب بلدة كوبر أثناء العمل بأرضهم الزراعية. وفي السياق ذاته، شرع مستوطنون بزراعة اشتال في أراضٍ بمنطقة خلة القطن، قرب قرية ارطاس، جنوبي بيت لحم، وكان الاحتلال قد استولى على أراضي خلة القطن عام 2004، فيما أعاد مستوطنون بناء مبانٍ في البؤرة الاستيطانية المسماة “كومي أوري” قرب مستوطنة “يتسهار” الى الجنوب من مدينة نابلس.

وهناك طبعا الكثير الكثير من المعطيات والحقائق المتعلقة بما يجري هناك في القدس والخليل وأنحاء الضفة الغربية من اشتباكات ومواجهات بين المواطنين وقوات ومستعمري الاحتلال، وربما تكون الخلاصة المفيد في هذا السياق أن الاحتلال يواصل تنفيذ مشروعه الاختطافي التهويدي في فلسطين في مساع مستميتة لإلغاء الحضور والوجود الفلسطيني، ما يستوجب كما نقول دائما: إعادة ترتيب الأولويات والمسؤوليات الوطنية الفلسطينية في مواجهة الاحتلال المنفلت إرهابا و تهويدا و انتهاكا لكافة القرارات والمواثيق والأعراف الدولية، في الوقت الذي نتطلع فيه الى نهوض عربي عروبي حقيقي الى جانب الصمود والكفاح الفلسطيني.

 

Nzaro22@hotmail.com

نواف الزرو

-اسير محرر امضى احد عشر عاما في معتقلات الاحتلال الاسرائيلي ، حكم بالمؤبد مدى الحياة عام 1968 وتحرر في اطار صفقة تبادل الاسرى عام 1979 . - بكالوريوس سياسة واقتصاد/جامعة بير زيت-دراسة من المعتقل. - كاتب صحفي وباحث خبير في شؤون الصراع العربي - الصهيوني

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *