الحي أبقى من الميت
رانية مرجية
في المقبرة في المقبرة …حين كنا ندفن أحد أصدقائنا , الذي سقط شهيداً , تذكرت امرأة اربعينية ابن اخيها الدميم ,الذي يصر على الزواج من فتاة شقراء ممشوقة القوام , فقامت بمهاتفته وكانت متحمسة جداً وتضحك أحيانا دون وعي , “عمتي يا حسني وجدت العروس التي تبحث عنها، وجدتها هنا في المقبرة”!! .عيونها زرقاء، عمتي, شعرها اشقر طويل مثل الحرير, نحيفة وطويلة مثل عارضات الأزياء.”راح اعرفلك بنت مين الصبية بعرف الي معها بنت ام محمد جارتنا”،قالت العمة لإبن اخيها العاشق .عاتبتها أخت الشهيد بلهجة شديدة ومن ضمن عتابها ورد ما يلي:” الا تحترمي حزننا يا جارة؟”, اعتذرت العمة بشدة وعانقت اخت الشهيد مرددةً ومعلنةً للجميع: “نحن شعب يبحث عن الحياة والاستمرارية رغم الموت والقهر والحرب , فالحي أبقى من الميت”..رغم الموت الذي يخطف شهدائنا في ريعان شبابهم إلا اننا شعب نحب مواصلة الحياة من اجل رفع شعلة النضال من أجل الحرية.